السـودان يعـبـر يومـه الانتـخابـي الأول
لم يكد اليوم الأول من الانتخابات السودانية التاريخية ينتهي، حتى طالبت الحركة الشعبية لتحرير السودان بتمديدها ما بين 3 و7 أيام على خلفية مزاعم بحدوث «تجاوزات عدة»، وصفها معظم المراقبين، وعلى رأسهم الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر بأنها مشاكل عرضية من السهل تصحيحها. واعترفت المفوضية القومية للانتخابات بحدوث بعض الأخطاء الفنية في العملية الشديدة التعقيد، كتأخر افتتاح الصناديق، والخلط في توزيع بطاقات الاقتراع، واعدة بتعويض الوقت الضائع.
واصطف الناخبون السودانيون للإدلاء بأصواتهم في أول انتخابات تشهدها البلاد منذ قرابة ربع قرن، وتمتد طوال 3 أيام لتشمل أكثر من 16 مليون ناخب . ونظراً لأنه يجري انتخاب رئيس و24 والياً و26 مجلساً على مستوى الولايات والمستوى الوطني وباستخدام ثلاثة أنـظمة مختلفة للتصويت وما يصـل إلى 12 بطاقة اقتراع، لم يكن من المـفاجئ اتسام العملية ببعض الفوضى.
وأقرت المفوضية القومية للانتخابات بحصول «بعض الأخطاء الفنية التي صاحبت توزيع بطاقات الاقتراع الى 26 مركزاً من مراكز الاقتراع في ولاية الخرطوم حيث جرى بعض الخلط في توزيع بطاقات الاقتراع»، مضيفة ان «خطأ فنياً قد حدث في رموز مرشحي ولاية النيل الابيض (وسط السودان) وقامت المفوضية بإعادة طباعة هذه البطاقات وأرسلت عبر الطائرة ظهر الاحد الى الولاية، وسيتم تعويض الوقت الضائع للانتخابات في هذه الولاية بزيادة ساعات الاقتراع خلال اليومين المقبلين».
وشهدت بعض مراكز الاقتراع فوضى بالفعل، إذ تعين على رئيس حكومة جنوب السودان سلفا كير الانتظار 20 دقيقة تحت شجرة حتى يفتح مركز الاقتراع الذي سيدلي فيه بصوته في جوبا وأفسد بطاقة اقتراعه الأولى عندما وضعها في الصندوق غير المخصص لها. وقال كير بعد الإدلاء بصوته «لم أدل بصوتي من قبل طوال حياتي وهذه أول مرة أصوت فيها. هذه بداية جيدة أن يعود السودان الى الديموقراطية ويحدوني أمل أن يكون ذلك هو الأساس لمستقبل ديموقراطي في بلادنا حتى تنتقل السلطة من شخص الى آخر بالوسائل السلمية بدلاً من الانقلابات العسكرية».
لكن مدير حملة سلفا كير، سامسون كواجي صرّح «لقد رصدنا تجاوزات عدة. اليوم اذا هو يوم غير محتسب. لقد وجهنا شكوى الى مفوضية الانتخابات نطلب فيها تمديد عملية الاقتراع من ثلاثة الى سبعة ايام»، وأضاف خلال مؤتمر صحافي في جوبا عاصمة جنوب السودان «نحمل مفوضية الانتخابات المسؤولية. لا بد من إجراء تحقيق في شأن الأشخاص الذين يقفون وراء هذه التجاوزات». ومن التجاوزات التي عددها، تأخر فتح عدد من مراكز الاقتراع وأخطاء تضمنتها قوائم الناخبين ونقل بطاقات اقتراع الى مراكز خاطئة او فقـدانها من دون سبب.
اما نائب رئيس الحركة، ياسر عرمان، الذي انسحب من الانتخابات الرئاسية فقال إن «الإقبال الضعيف على المشاركة في عملية الاقتراع يعد دليلاً قاطعاً على رفض الشعب لهذه الانتخابات»، فيما اكد نائب الرئيس السوداني عمر البشير، علي عثمان طه أنه إذا كانت هناك مشاكل قد حدثت فإن قانون الانتخابات كفيل بحلها، معتبراً أن «اهل السودان تصرفوا بشكل لائق اليـــوم حيـــث شـــهدت الانتخابات إقبالاً كبيراً في اليوم الأول».
وقال كارتر بعد تفقده مراكز اقتراع في الخرطوم «أعتقد ان مفوضية الانتخابات قامت بعمل جيد رغم ان نقل المواد الانتخابية بطيء، لكن لديهم ثلاثة ايام لتصحيح الوضع»، معتبراً أن «المنافسة ستكون حامية، ما عدا بالنسبة للانتخابات الرئاسية»، التي أصبح من شبه المؤكد فوز البشير فيها بعد انسحاب منافسيه الرئيسيين. وأضاف أنه «اذا قبل الفائزون والخاسرون نتيجة الانتخابات بحسن نية، أعتقد أن السودان سيشهد مرحلة انتقالية هادئة من الآن وحتى كانون الثاني» المقبل، موعد الاستفتاء على استقلال الجنوب، محذراً من إمكانية نشوب حرب طائفية، في حال «انهيار العملية الانتخابية برمتها انهياراً يسفر عن أعمال عنف من الجانبين... وأقول إن ذلك لا يمكن ان يحدث إلا إذا تعطلت العملية المنصوص عليها في اتفاق السلام الشامل تماماً، وهو ما لا أتوقعه طبعاً».
كما أكد رئيس اتحاد الصحافيين السودانيين محيي الدين تيتاوي أن دولاً كثيرة ستتأثر في حال انفصال الجنوب عن الشمال، مطالباً الدول التي «قد تتأثر بعملية الانفصال بألا تترك السودان يحارب على العديد من الجبهات في وقت واحد من دون تقديم الدعم له لكى لا تتمكن إسرائيل من السيطرة على الجنوب كما هو مخطط له».
وفي إقليم دارفور المضطرب، أكد المتحدث الرسمي باسم بعثة الاتحاد الافريقي والأمم المتحدة المشتركة لحفظ السلام (يوناميد) نور الدين المازني ان عملية التصويت جرت في يومها الأول «على نحو جيد»، فيما شهدت مدينة الفاشر عاصمة الإقليم، إقبالاً كبيراً على الاقتراع.
المصدر: وكالات
إقرأ أيضاً:
السودان على حافة الغليان
74 حزبا و20 ألف مرشح و3000 مراقب دولي في معركة الانتخابات
إضافة تعليق جديد