السودان يختبر انتخابات مصيرية غداً
بلغ الارتباك السياسي في السودان أوجه أمس، مع تغيّر خريطة القوى المشاركة مرة أخرى، عشية أول انتخابات عامة تعددية يشهدها السودان منذ العام 1986، ويفترض ان تحدد مصير هذه الدولة العربية الاكبر، بعدما نفى رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان سلفا كير، المرشح لرئاسة حكومة الجنوب، مقاطعة حركته لانتخابات الشمال، بالتزامن مع إعلان زعيم حزب الامة الصادق المهدي عدوله عن المقاطعة الكاملة، فيما أكد الرئيس عمر البشير أن استطلاعا سريا اظهر أن نسبة 30 في المئة من سكان الجنوب يؤيدون الانفصال عن الشمال.
ونقل الموقع الالكتروني للحركة الشعبية لتحرير السودان، عن رئيسها سلفا كير دعوته خلال تجمع انتخابي في مدينة جوبا، «كافة الناخبين المسجلين إلى المشاركة بكثافة في أول انتخابات تجرى بحرية تامة، وباتباع سلوكيات سلمية لضمان انتخابات حرة وعادلة» تمتد من غد الأحد إلى الثلاثاء المقبل، وتشمل المستويات الرئاسية والتشريعية والاقليمية، فيما نقلت قناة «الجزيرة» عن كير نفيه لأن تكون الحركة قد اتخذت قرارا بمقاطعة الانتخابات في الولايات الشمالية، موضحا ان تصريحات الامين العام للحركة باغان اموم التي كان قد اعلن فيها مقاطعة الانتخابات على كل المستويات في الشمال، تخصه هو شخصيا، مؤكدا في الوقت نفسه عدم وجود خلافات داخل الحركة.
من جهته، أعلن المهدي خلال لقائه بصحافيين مصريين في الخرطوم، أنه لن يصدر قرارا عاما بخوض الانتخابات في جميع الولايات، وسيترك ذلك لاجهزة حزب الامة الذي يتزعمه، لتحدد كل دائرة على حدة موقفها. وقال المهدي «إن مشاركتنا في الانتخابات كانت في مصلحة الجميع، بما في ذلك الحزب الحاكم» معتبرا أن حزبه «أعقل خصوم حزب المؤتمر الوطني الحاكم»، وأنه سيشارك بأعداد محدودة في الانتخابات التشريعية، محتفظا بموقع الرافض للمشاركة في الانتخابات الرئاسية.
وأوضح المهدي أن «حزب الأمة سيشارك في الانتخابات التشريعية في المناطق التي لها وضعية خاصة، ويمكن أن تؤثر على تقرير المصير في جنوب السودان» كولايتي النيل الأزرق وكردفان، نافيا ما تردد عن ان حزبه سوف يشارك في جميع الدوائر الانتخابية، ومنتقدا تعامل واشنطن مع السودانيين «بلسانين» حيث قال انها تؤيد اجراء الانتخابات في موعدها كما أنها لا تعطي اهمية لها في الوقت نفسه.
ومن جهته، قال البشير في مقابلة مع قناة «الشروق» التلفزيونية السودانية الخاصة «اجرينا استطلاعا سريا اعطانا نتيجة ان اربعين في المئة من المواطنين الجنوبيين مع الوحدة، وثلاثين في المئة مع الانفصال، وثلاثين في المئة لم يحددوا موقفهم بعد». وأضاف «لذلك برنامجنا القادم هو الوحدة وسندفع بعدد من القيادات الى جنوب السودان وسأقود هذه الحملة بنفسي»، معتبرا ان «وحدة السودان هي اول تحد سيقابلنا».
أما في شأن الانتخابات، فقال البشير «رفضنا تأجيل الانتخابات لانها تؤثر على برنامجنا للوحدة، وأن تأجيل الانتخابات رفضته الحركة الشعبية (لتحرير السودان) ومفوضية الانتخابات ونحن».
وحول انسحاب عدد من الاحزاب المعارضة من الانتخابات كليا او جزئيا، قال البشير «بعض المراقبين قد يرون ان الانتخابات غير مكتملة وفيها جوانب سلبية، ولكنني استغرب موقف حزب الامة الذي يقول رئيسه إنه تمت الاستجابة لتسعين في المئة من شروطه ولا يمكن لاحد ان يفرض الاستجابة بنسبة مئة في المئة».
من جهتها، صرحت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون ان الاتحاد سوف يحتفظ بطاقم من مراقبي الانتخابات يضم نحو 130 مراقبا في السودان، رغم سحب البعثة الأوروبية من اقليم دارفور، وأضافت «انني اشجع كل الاطراف السودانية والاطراف المعنية الاخرى ان تسهم في توفير المناخ المناسب لشعب السودان لكي يدلى بصوته».
إلى ذلك، قال الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر الذي وصل السودان امس الأول «لا نرى سببا يدعو إلى القلق ما عدا بالنسبة إلى بعض المحطات النائية. المواد الانتخابية قد تصلها متأخرة بعض الشيء، ولكن لديهم 3 أيام على الأقل للادلاء بأصواتهم»، وتنشر مؤسسة كارتر نحو 50 مراقبا للاشراف على الانتخابات السودانية.
المتنافسون على الرئاسة السودانية
في الآتي قائمة بالمرشحين المتبقين للانتخابات الرئاسية التي ستجرى في السودان من 11 الى 13 نيسان الحالي، في ختام حملة شهدت مقاطعة كلية او جزئية من احزاب المعارضة الرئيسية والحركة الشعبية لتحرير الجنوب.
÷ عمر حسن احمد البشير (66 عاما) من حزب المؤتمر الوطني: الرئيس الســوداني الحــالي هو الوحيد الذي جاب البلاد طولا وعرضــا لحشد وتعبئة انصاره، وقد بات الآن ضامنا الفوز بعد اعلان الحركة الشعبية لتحرير السودان سحبها مرشحها للرئاسة ياسر عرمان.
تولى عمر البشير وهو عسكري، السلطة في حزيران 1989 في انقلاب دعمه الاسلاميون. شهد عهده الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب ثم اتفاق السلام الذي انهى عقدين من النزاع في العام 2005. كما شهد اندلاع حرب اهلية جديدة في اقليم دارفور نهاية العام 2003. وهو اول رئيس في التاريخ تصدر بحقه مذكرة توقيف دولية من المحكمة الجنائية الدولية.
÷ حاتم السر علي كينجو (50 عاما) من الحزب الاتحادي الديموقراطي: هو الحزب الوحيد المعارض الذي لم يعلن مقاطعة الانتخابات الرئاسية. وكان الحزب جاء في المرتبة الثانية في آخر انتخابات تعددية في العام 1986 بعد حزب الامة. اختار حاتم السر الناطق باسم الحزب المنفى اثر انقلاب البشير في العام 1989 قبل ان يعود الى البلاد في العام 2006. ويعتبر الحزب في الأساس جناحا سياسيا لطريقة «الختمية» الصوفية المنتشرة جدا في شرق السودان.
÷ عبد الله دينق نيال (56 عاما) من حزب المؤتمر الشعبي: كان نيال المسلم المتحدر من جنوب السودان حيث اغلبية السكان من المسيحيين والإحيائيين، مدرسا في اللغة العربية قبل ان يتولى عدة حقائب في حكومة عمر البشير. وقد انسحب من الحكومة في العام 1999 لتشكيل حزب المؤتمر الشعبي مع الاسلامي حسن الترابي.
÷ عبد العزيز خالد عثمان ابراهيم (65 عاما) من التحالف الوطني السوداني: كان عبد العزيز خالد ضابطا كبيرا في الجيش السوداني وشارك في انتفاضة كبيرة في شرق السودان خلال منتصف التسعينيات.
÷ فاطمة احمد عبد المحمود محمد (66 عاما) من الاتحاد الاشتراكي السوداني الديموقراطي: هي اول امرأة تترشح الى الرئاسة في تاريخ السودان وقد كانت ايضا اول وزيرة حيث تولت حقيبة الصحة في العام 1974 في عهد نظام الرئيس الأسبق جعفر النميري العسكري الاشتراكي.
÷ منير شيخ الدين منير جلاب (49 عاما) من القومي الديموقراطي الجديد: كان جنديا وعمل لسنوات عدة في الاردن.
÷ كامل الطيب ادريس عبد الحفيظ (مرشح مستقل): كان الدبلوماسي ادريس مدير المنظمة العالمية للملكية الفكرية.
÷ محمود احمد جحا محمد: مستقل.
المصدر: وكالات
إقرأ أيضاً:
السودان على حافة الغليان
74 حزبا و20 ألف مرشح و3000 مراقب دولي في معركة الانتخابات
إضافة تعليق جديد