سرقها وكاد يدهس طفلها
قرَّرت السيدة بدور أخذ ولديها في نزهة إلى الحديقة، بعد أن زادت حركتهما ونشاطهما المعبر عن ضجرهما.. كان الوقت قرابة الساعة الثالثة عصراً، لذا قرَّرت السيدة بدور أن تسلك طريقاً مريحاً ومختصراً إلى الحديقة كسباً للوقت، ولكنه أقل حركة ونشاطاً بالمارة؛ ما عرضها وولديها إلى الخطر؛ تقول بدور: «كان الوقت عصراً والحركة شبه معدومة في هذا الطريق.. إنه ليس طريقاً نائياً أو ماشابه، بل على العكس تماماً فهو شارع اصطفت على جانبيه الأبنية السكنية ولكنه هادئ لاعتباره شارعاً سكنياً بامتياز. وعندما اقتربت من الحديقة رأيت سيارة متجهة نحوي فيها شبان صغار. ومالفت انتباهي إلى السيارة سرعتها وتأرجحها بين يمين الطريق ويساره وهي متجهة نحوي. ولولا أني دفعت أولادي بأقصى سرعة إلى جوار سور الحديقة لكان دهسني وطفلي. وعندما نظرت خلفي كانت السيارة قد اختفت. أسرعت خُطاي وأنا أدفع أولادي إلى الأمام طالبة منهم العجالة ودخول الحديقة، ولم أنتبه إلى عودة السيارة من جديد، وكل ما شعرت به أنَّ هناك من سحب حقيبتي من كتفي وشدّها.. وإذا بها ذات السيارة التي فرّت مسرعة.
طبعاً، أبلغت شرطة جديدة عرطوز مباشرة، فأمر مدير الناحية الرائد ثائر عبدو بتسيير عدد من الدوريات، وكنت أنا برفقة الدورية التي يقودها الرائد ثائر للتعرف على السيارة.
قامت الدوريات بتمشيط منطقة الجديدة وصحنايا ومنطقة البساتين المحيطة، وتمكّنت من مشاهدة السيارة في منطقة جديدة عرطوز، يقودها شابان مراهقان لم يستجيبا إلى نداء الدورية وفرّا بسرعة جنونية. إلا أنَّ الرائد ثائر وحرصاً على حياتهما تمكن من معرفة أرقام لوحة السيارة، ومن ثم معرفة صاحبها والمكتب المستأجرة منه والذي يقع على مقربة من منزلي». وتضيف بدور: «بعد نصف ساعة تمكَّنت الجهات المختصة من إلقاء القبض على السيارة وفي داخلها الشابان. وبحلول الفجر، تمَّ القبض على باقي أفراد العصابة البالغ عددهم خمسة والذين تتراوح أعمارهم بين 17 - 19 سنة».
خسرت السيدة بدور حقيبتها التي تتضمّن مبلغاً مالياً قدره 3 آلاف ليرة سورية وعدداً من البطاقات والأوراق الرسمية؛ لجهة أنَّ الجناة رموا الحقيبة في حاوية الزبالة. ومع ذلك كانت سعيدة حسب قولها: «جميل أن تجد من ينصفك ويشعرك بالطمأنينة، إذ يفصل بين الحادثة والقبض على الجناة قرابة نصف ساعة فقط».
رياض إبراهيم أحمد
المصدر: بلدنا
إضافة تعليق جديد