السلطة تتمسك بتأجيل تقرير فولك
دافعت السلطة الفلسطينية عن موقفها الداعي لتأجيل مناقشة تقرير المقرر الخاص لحقوق الإنسان بالأرض المحتلة عام 1967ريتشارد فولك, إلى يونيو/ حزيران المقبل.
وقال المراقب الدائم لفلسطين لدى الأمم المتحدة في جنيف إن هدف التأجيل هو إعطاء فرصة واهتمام لثلاثة تقارير تقول السلطة إنّ لها الأولوية, منها تقرير غولدستون بشأن حرب غزة.
كما أشار إبراهيم خريشة إلى أن السلطة تريد أن يكون تقرير فولك شاملا ومتكاملا, يأخذ بعين الاعتبار جميع الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.
وذكر أيضا أن تقرير فولك انتقل لأربع محطات في تقرير غولدستون, استنادا إلى ما قال إنها معلومات غير دقيقة, يمكن أن تمنع الاستفادة منه.
ووصف المراقب الفلسطيني تقرير غولدستون بأنه موضوعي ومتكامل, ويجب العمل على الاستفادة منه.
في هذه الأثناء, اتهمت حوالي عشرين منظمة حقوقية وهيئة اجتماعية، البعثة الفلسطينية الأممية في جنيف بمهاجمة ومحاولة شطب تقرير فولك بل وشخصه بشأن جلسة مجلس حقوق الإنسان الخاصة بفلسطين.
وطالبت هذه المنظمات في رسالة وجهتها إلى الرئيس محمود عباس بـحث البعثة على التراجع عن طلب سحب مناقشة التقرير أو تأجيله، وتثبيته رسميا على أجندة الجلسة الخاصة بحالة حقوق الإنسان بالأرض المحتلة المقررة في مارس/ آذار المقبل.
وقالت "إن المتوافر لدينا من معطيات ومعلومات عن الموقف الرسمي للبعثة الفلسطينية لدى الأمم المتحدة في جنيف تفيد بأن الجهد الفلسطيني منصب على مهاجمة ومحاولة شطب تقرير المقرر الخاص لحقوق الإنسان في الأرض المحتلة عام 1967، بل وشخص السيد "ريتشارد فولك".
وأضافت المنظمات "الانتقادات المسوقة من قبل الجانب الفلسطيني على التقرير المشار إليه لا تستند إلى قراءة موضوعية لدور المقرر الخاص وصلاحياته، ولا تعدو كونها قراءات، ولا يمكن أن تكون مبرراً مقبولاً لطلب تأجيل مناقشة التقرير حتى يونيو/ حزيران المقبل من جهة، واستبعاد شخص المقرر الخاص السيد "ريتشارد فولك" من جهة ثانية.
كما اعتبرت أن الدفع بأن تأييد التقرير أو مناقشته بالدورة الحالية لمجلس حقوق الإنسان قد يزيد من حالة الانقسام الفلسطيني ويعطل جهود المصالحة الوطنية ويشكل مبررا غير ذي صلة، ويضر بحقوق الضحايا الفلسطينيين، ولا ينسجم مع الدور والواجبات المتوقع أن يقوم بها من يمثل الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية.
وأضافت المنظمات الحقوقية "الموقف الفلسطيني المعروض في الجلسات والمداولات التحضيرية ينصب على تأجيل بحث التقرير، وانتقاد المقرر الخاص بشخصه فإننا نؤمن بأن ذلك لا يخدم قضية حقوق الإنسان الفلسطيني في المحافل الدولية، خاصة وأن السيد فولك قد واجه انتقادات إسرائيلية شديدة، ومطالبات بتنحيته عن منصبه متهمة إياه بالتحيز للجانب الفلسطيني، بل وباللاسامية أحيانا، بل وأكثر من ذلك منعه من دخول الأرض الفلسطينية واحتجازه وإعادته على نفس الطائرة التي أقلته".
وأشارت إلى أن منصب المقرر الخاص للأرض الفلسطينية المحتلة بحد ذاته تعرض إلى هجوم، ولا زال، من قبل إسرائيل وبعض الدول الأخرى المتحالفة معها.
وقالت "إننا نلاحظ أن الموقف الفلسطيني الرسمي قد بدأ يعكس نفسه سلباً على مواقف الدول والهيئات الدولية، ومنظمات حقوق الإنسان".
ودعت هذه المنظمات البعثة الفلسطينية إلى دعم وإسناد تقرير فولك، والعمل على تجنيد أكبر دعم له بين أعضاء مجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة، والتوقف فوراً عن مهاجمة شخص المقرر الخاص لحقوق الإنسان.
وطالبت عباس بتوجيه البعثات الفلسطينية العاملة بالمحافل الدولية لتنسيق جهودها مع المنظمات الحقوقية وقوى المجتمع المدني الفلسطيني لضمان كسب التأييد الدولي المطلوب لوضع آلية مراقبة وتنفيذ توصيات تقرير غولدستون، والتقارير بشأن حالة حقوق الإنسان بالأرض المحتلة.
المصدر: الجزيرة + قدس برس
إضافة تعليق جديد