المطاعم وجبات أسعار ساخنة جداً وفواتـير شــكلية
رغم التطور السنوي بأعداد السياح والقادمين إلى سورية وتزايد عدد المنشآت السياحية حسب الأرقام المعلنة في وزارة السياحة إلا أن ذلك لم يترافق أبداً مع ارتقاء بجودة الخدمات المقدمة بالمنشآت السياحية سواء مطاعم أو فنادق- وباعتراف السياحة نفسها مؤخراً- بل رافقته أسعار تفوق بكثير خدماتها وتصنيفها.
ولعل الشكاوى الكثيرة من المواطنين والسياح على حد سواء المرتادين لهذه المنشآت حول الأسعار المرتفعة التي يتقاضونها وغض الطرف عن تقديم الفواتير للزبائن أو فواتير شكلية أو إتحاف الفاتورة بطلبات لم تقدم أصلاً إضافة لاتجاه العديد من المواطنين السوريين لمقاصد سياحية بدول مجاورة تقدم خدمات نوعية أفضل وبأسعار تنافسية ولا تقارن بما لدينا، خير دليل على ما تقدم وأمام هذا الواقع المتردي لخدماتنا السياحية لم تجد السياحة مفراً إلا الإعلان على أن العام الحالي سيكون عام الجودة في منشآتنا إلى حين تبيان جدية الوزارة بالسير قدماً بهذا الموضوع للضغط على المنشآت لرفع مستوى أدائها والجودة فيها يستمر الوضع على ما هو عليه وخاصة بالنسبة للفنادق ذات تصنيف الخمس نجوم والتي تتحكم بأسعارها نظراً إلى عدم وجود منافسة.
- المعنيون في المنشآت السياحية يرون أنفسهم مظلومين وارتفاع الأسعار في المنشآت وقلة الجودة مرده لأسباب عديدة لعل من أبرزها كما بين رئيس غرفة سياحة ريف دمشق عبد الباري الشعيري كثرة الأعباء الضريبية وهذه لا تأتي فقط من وزارة المالية بل من مختلف الوزارات فلدينا رسوم بلدية ونقابية ومالية إضافة إلى ارتفاع تكاليف الكهرباء والماء وغير ذلك وهذا كله يؤثر على جودة المنتج وأسعاره.
لذلك أيضاً عدم استقرار أسعار المواد الأولية بالأسواق المحلية فكل المنشآت من مطاعم وفنادق تستجر موادها من الأسواق المحلية وهذه غير مضبوطة وترتفع الأسعار فيها بين وقت وآخر ما ينعكس بدوره على أسعار المنشآت التي لابد من زيادتها.
يضاف إلى ما تقدم أن عمل المنشآت السياحية لا يكون على مدار العام وبالتالي لا يمكننا تقديم عروض تشجيعية بالأسعار على غرار ما يتم بدول الجوار التي تتمتع بموسم سياحي متواصل وتقدم تخفيضات بالمواسم القليلة.
- وبيّن الشعيري أن المواطن لدينا يشعر أن الأسعار مرتفعة ولا تقارن بما يقدم بمقاصد سياحية قريبة منا لأن دخله الشهري بالأصل قليل جداً ولا يكاد يكفي فكيف الحال إذا أراد التوجه لأحد المطاعم. ورأى الشعيري ضرورة أن تكون الضرائب عادلة وشهدنا خلال الأزمة الاقتصادية العالمية كيفية تعامل الدول مع سياحتها حيث قدمت دعماً مالياً للقطاع السياحي ونحن بدل أن نقوم بدعم قطاعنا السياحي نرهقه بالضرائب التي لابد أن تتحمل أعباءها الفاتورة المقدمة للمواطن.
- ويرى المواطن سمير الأحمد أن غياب الرقابة عن المنشآت السياحية وتركها تتحكم بالأسعار حسب رغبتها ينعكس سلباً على المواطن الذي إن فكر بارتياد أحد مطاعم دمشق العادية سيحسب ألف حساب قبل الإقدام على هذه الخطوة ولاسيما لجهة تكاليف الفاتورة العالية التي غالباً لا تتوافق مع الخدمة المقدمة وخاصة بالنسبة لجودة ونوعية الطعام المقدم.
- واعترف أحد أصحاب المطاعم على طريق المطار أن جودة الخدمة تتراجع لديه نظراً للضغط الكبير من مرتادي المطعم وخاصة بالعطل والأعياد، مضيفاً إن أي مطعم لا يمكن أن يقدم جودة وأسعاراً تنافسية وهو بالأصل يشتري المواد الأولية بأسعار عالية وقدم مثالاً الارتفاع الكبير بأسعار اللحوم الحمراء خلال الفترة الماضية.
- وقال عامل في أحد المطاعم: نعم وبكل صراحة نلجأ مع الارتفاع الكبير لأسعار اللحوم الحمراء لبدائل أقل سعر كاللحوم المثلجة المستوردة وهذه انتشرت مؤخراً بالسوق وبأسعار مقبولة فلحم الجاموس الهندي أو البرازيلي لا يتجاوز 400 ل.س للكيلو وفي كثير من الأحيان يقدم على أنه لحم غنم ويتم تقاضي سعر لحم الغنم من الزبون الذي لا يعرف أبداً نوعية اللحوم التي يتناولها وأيضاً قد يبادر أصحاب المطاعم لتغطية التكاليف المترتبة عليهم لإنزال طلبات لم يطلبها الزبون كالمياه والموالح وزيادة أطباق المقبلات لأنه من خلالها يمكن فرض أسعار زائدة على الفاتورة.
هناء ديب
المصدر: الوطن السورية
إضافة تعليق جديد