استراتيجية أميركية مدنية لأفغانستان وباكستان
أقر وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أمس، في اليوم الثاني من زيارته باكستان بأن حركة طالبان «جزء من النسيج السياسي» في افغانستان، معترفا بارتكاب واشنطن أخطاء جسيمة في باكستان خلال الفترة الماضية، فيما كشفت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عن استراتيجية أميركية مدنية جديدة لافغانستان وباكستان.
وقال غيتس «نقر بان حركة طالبان تشكل جزءا من النسيج السياسي في افغانستان في هذه المرحلة»، مضيفا «السؤال هو ما اذا كانت مستعدة للقيام بدور مشروع في النسيج السياسي لافغانستان التي تتقدم، مثل المشاركة في الانتخابات او عدم اغتيال مسؤولين محليين وقتل عائلات». وتابع «السؤال هو ماذا تريد ان تفعل طالبان بافغانستان... حين حاولوا سابقا رأينا ما كانوا يريدونه وكانت البلاد اشبه بصحراء على الصعيد الثقافي وفي مجالات اخرى».
من جانب آخر، أقر غيتس «كنت في الحكومة مطلع التسعينيات عندما غادر الروس المنطقة وتخلت الولايات المتحدة عن افغانستان وقطعت العلاقات الدفاعية مع باكستان، وهو خطأ استراتيجي في القرارات الاستراتيجية ارتكبه بعض المشرعين الاميركيين بحسن نية ولكن بقصر نظر».
وأضاف غيتس ان فرض الولايات المتحدة حظرا على الاتصالات العسكرية في التسعينيات بسبب برنامج باكستان النووي تسبب في تقويض العلاقة بين القوات المسلحة في البلدين وخلق «ازمة ثقة» بقيت ماثلة، مؤكدا ان الولايات المتحدة «مستعدة لاستثمار الوقت والطاقة اللازمين لاقامة شراكة حقيقية ودائمة والمحافظة عليها»، ومعتبرا ان اعادة بناء العلاقات مع جيل من الضباط الباكستانيين الذين لم تكن لهم اية اتصالات مع الجيش الاميركي سيستغرق سنوات.
في المقابل، أعلنت كلينتون استراتيجية مدنية تعرف باسم «الاستراتيجية الاقليمية لضمان الاستقرار في افغانستان وباكستان» اعدها ريتشارد هولبروك، الموفد الاميركي الى هاتين الدولتين، وتتضمن الاستراتيجية المدنية الجديدة خططا لاعادة بناء القطاع الزراعي الافغاني وتحسين اداء المؤسسات الحكومية، واعادة دمج المقاتلين في المجتمع. كما تتضمن الخطة زيادة قدرات باكستان العسكرية في مواجهة التمرد الاسلامي وتعزيز الشراكة الاميركية مع اسلام اباد جزئيا من خلال تقديم الدعم السياسي والاصلاحات الاقتصادية.
ويقوم جزء رئيسي من الخطة على اسكات «الاصوات المتطرفة» في البلدين حيث تطغى المشاعر المعادية للاميركيين، فيما قالت كلينتون في بيان أنه «في حين ان مهمتنا العسكرية في افغانستان محدودة زمنيا، نلتزم ببناء شراكة مديدة مع افغانستان وباكستان»، تقوم على زيادة أعداد المستشارين الأميركيين في البلدين بنسبة كبيرة. واضافت «اعتقد ان هذه الاستراتيجية تقدم افضل تصور لضمان الاستقرار في افغانستان وباكستان...اتطلع للعمل مع الكونغرس لتامين الموارد غير العسكرية اللازمة لانجاز مهمتنا والبرهنة على التزامنا لكل من افغانستان وباكستان».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد