إتفاق عراقي- إيراني: النفط المشترك مقدّر من الله ولاحاجة للأمم المتحدة

08-01-2010

إتفاق عراقي- إيراني: النفط المشترك مقدّر من الله ولاحاجة للأمم المتحدة

زيباري خلال استقباله متكي في مطار بغداد أمساتفقت بغداد وطهران، خلال زيارة مفاجئة لوزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي إلى العاصمة العراقية أمس، على «تطبيع الأوضاع الحدودية» بينهما من اجل ترسيم الحدود، في خطوة من شأنها إزالة التوتر في العلاقات بين البلدين.
في هذا الوقت، يبدو أن الأوضاع السياسية تتجه إلى التأزم داخل العراق، بعد منع «هيئة العدالة والمساءلة» النائب صالح المطلك و«جبهة الحوار الوطني» التي يتزعمها و13 كيانا سياسيا آخر من خوض الانتخابات التشريعية في 7 آذار المقبل.
وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، خلال اجتماعه مع متكي في بغداد، «اتفقنا على تطبيع الأوضاع الحدودية وعودة الأمور إلى ما كانت عليه سابقا» في إشارة إلى الانسحاب من حقل «الفكة» النفطي في محافظة ميسان.
وأعلن الوزيران الاتفاق على تشكيل ثلاث لجان عمل فنية بين البلدين لحل المشاكل الحدودية في البر والبحر. وقال زيباري «تأثرنا بالتجاوز الأخير الذي وتر الأوضاع بيننا، ونحن كحكومة أصبنا بالحرج، واتخذنا موقفا سريعا من خلال الاتصال المباشر بالجانب الإيراني». وأكد أن «الاتصالات المباشرة أثمرت، بحيث أنزلت القوات الإيرانية العلم عن البئر النفطية وتراجعت الى مسافة معينة». وأضاف «اتفقنا على تطبيع الأوضاع بيننا بشكل مباشر من خلال لجان العمل. لذلك ليست هناك حاجة الى أن نلجأ إلى الأمم المتحدة لانه لدينا حل ثنائي مشترك».
وقال متكي «في الأسبوع التالي ستكون هناك اجتماعات للجنة الفنية في منطقة قصر شيرين (معبر حدودي مقابل محافظة ديالى العراقية)، وبعد ثلاثة أسابيع ستجتمع اللجنة الفنية بخصوص الحدود المائية». وأضاف «كان هناك تجاوز من بعض قوات الحدود سابقا، وأعيدت القوات العراقية إلى مكانها الأصلي، وتم إصدار الأوامر للقوات الإيرانية للعودة إلى مكانها الأصلي».
وتابع متكي، الذي التقى الرئيس العراقي جلال الطالباني، «لا بد من الإسراع في العودة إلى أوضاع سليمة وقانونية». ورأى انه «أمر مقدر ومكتوب من الله وجود الحقول النفطية في المناطق الحدودية ونعتبرها فرصة ومجالا جديدا للاستثمار المشترك».
وقال رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، خلال لقائه متكي، «نحن مستغربون من الخطوة الأخيرة غير المبررة. إن أي إجراء أو قرار يتخذ من طرف واحد لن يساعد على تثبيت الأمن والاستقرار». وأضاف «إن أجواء الحوار ستكون مقبولة بعد عودة الأمور على الحدود إلى وضعها السابق، لتأخذ اللجان الفنية المشتركة الفرصة لبحث المشاكل الحدودية»، معبرا عن «تأييده لما تم الاتفاق عليه بين وزيري خارجــيتي البلــدين بشأن تفعيل اللجان الفنية المشتركة».
إلى ذلك، أعلن النائب حيدر الملا، من «جبهة الحوار الوطني» بزعامة المطلك، أن «هيئة العدالة والمساءلة في العراق»، وهي «هيئة اجتثاث البعث» سابقا، قررت منع 14 كيانا سياسيا من خوض الانتخابات التشريعية في 7 آذار المقبل، أبرزهم المطلك ونهرو عبد الكريم الكزنزاني بتهمة الانتماء لحزب البعث المنحل. واتهم الملا، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الاوسط، «طهران بالوقوف وراء هذا الامر من خلال زيارة متكي للعراق واعطائه التعليمات بهذا الخصوص، كي تبقى الساحة بيد الاجندات الطائفية».
وقال رئيس الهيئة علي الفيصل، لقناة «العربية»، إن «الهيئة جمعت أدلة ووثائق عن الكيان الذي يرأسه المطلك، وبمقتضى شمول المطلك في إجراءات اجتثات البعث فقد تقرر حظر مشاركته في الانتخابات». وأضاف «هذا القرار نهائي ولا رجعة فيه إطلاقا تحت أي ظروف أو ضغوط من أي جهة».
يشار إلى أن المطلك شريك في ائتلاف انتخابي كبير إلى جانب رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي ونائب الرئيس طارق الهاشمي ونائب رئيس الحكومة رافع العيساوي وغيرهم من الشخصيات والأحزاب. وهدد ائتلاف علاوي بمقاطعة الانتخابات إذا لم يتم التراجع عن القرار. وتؤكد أوساط إعلامية وحزبية أن الكزنزاني من الشخصيات الكردية التي تتمتع بثقل مادي.
وقالت المسؤولة في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات حمدية الحسيني «سمعنا بذلك، لكننا لم نتسلم أي طلب من الهيئة لشطب الكيانات»، فيما وصف النائب عن «الحزب الإسلامي» رشيد العزاوي القرار «بالمؤسف. لقد شارك المطلك في العملية السياسية منذ بداياتها، ولم تطرح عليه هذه القضية في البداية فلماذا تطرح اليوم؟».
وكان المطلك اعتبر، في مقابلة مع «رويترز» أمس الأول، أن الرسالة الانتخابية للمالكي التي تقوم على الوطنية والشمول ليست سوى مجرد حيلة انتخابية تهدف إلى كسب أصوات العراقيين الذين سئموا الدمار الطائفي في السنوات الأخيرة.
وكان الطالباني أعلن، خلال احتفال لمناسبة الذكرى التاسعة والثمانين لتأسيس الجيش العراقي في بغداد أمس الأول بغياب المالكي، أن عقيدة الجيش الجديــد تؤكد عـــدم شــن «حروب خارجية أو خوض اشتباكات داخلية» بل الدفاع عن الوطن.
وأعلنت قوات الاحتلال الأميركي وفاة جندي لأسباب لا تتعلق بالعمليات العسكرية. وقتل سبعة أشخاص، بينهم شقيق قائد قوة مكافحة «الإرهاب» في هيت المقدم وليد الهيتي، وجرح 6، في تفجيرات استهدفت منازل عدد من رجال الشرطة في المدينة قرب ديالى. وقتل، أمس الأول، خمسة عراقيين، وأصيب 10، بينهم ثلاثة جنود أميركيين، لدى اصطدام حافلة ركاب بمركبة عسكرية قرب الحلة في محافظة بابل.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...