قمة الفاو في روما تسجل هروب الأغنياء
أقر نحو ستين من رؤساء الدول والحكومات المشاركين، أمس، في أعمال قمة منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) في روما حول الامن الغذائي في العالم، التي غاب عنها قادة الدول الغنية، بياناً ختامياً يتعهدون فيه بـ «القضاء على الجوع» الذي يعاني منه مليار شخص في العالم من دون تحديد مهلة او خطة لذلك، ومن دون تخصيص مبالغ معيّنة لدعم الإنتاج الزراعي في الدول الفقيرة.
واكد المشاركون في بيان أقر في اليوم الاول من القمة، على ضرورة «القضاء على الجوع في العالم» لكن المهلة التي كانت قد حددت لذلك وهي العام 2025 الغيت من النص الاصلي، بالعودة إلى «ضرورة خفض معدل وعدد الاشخاص الذين يعانون من الجوع وسوء التغذية، الى النصف، بحلول العام 2015»، بما يتماشى مع قرار دولي كان رؤساء الدول قد وافقوا عليه في العام 2000.
ولم يتم الكشف عن أية أرقام حول الاستثمارات اللازمة لزيادة الإنتاج الزراعي، أو المبلغ السنوي المخصص للزارعة والمقدر بـ 44 مليار دولار اعتبرها المدير العام للفاو جاك ضيوف ضرورية، فيما نص البيان الختامي فقط على «عكس نزعة خفض التمويل الوطني والدولي المخصص للقطاع الزراعي والامن الغذائي وتنمية الارياف في الدول النامية».
ولبى حوالى ستين من رؤساء الدول والحكومات اتى معظمهم من افريقيا وآسيا واميركا اللاتينية، الدعوة للمشاركة في قمة الفاو في روما التي انتشر فيها الآلاف من عناصر الشرطة والجيش. وبين المشاركين رئيس زيمبابوي روبرت موغابي الذي يفرض الاتحاد الاوروبي عقوبات على بلاده لانتهاك حقوق الانسان والرئيس المصري حسني مبارك والرئيس الليبي معمر القذافي الذي انتقد «الاقطاعية الجديدة» في افريقيا مع الشركات الاجنبية التي تشتري الاراضي الزراعية وتفرض «محاصيلها الشيطانية».
وأضاف القذافي «يؤسفني جدا أن الأغنياء لم يحضروا هذا المؤتمر، وهذه رسالة واضحة جداً بأنهم قرروا عدم المساهمة في حل مشكلة الأمن الغذائي العالمي»، مؤكداً أنه «ليس من حق الأغنياء عدم الالتزام بمساعدة هؤلاء (الدول الفقيرة والنامية) لأنهم سرقوا ونهبوا ثروات هذه المناطق، وعليهم دين وحق لإفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية».
وفور افتتاح اعمال القمة عرض الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون ارقاماً مأساوية «اليوم سيموت اكثر من 17 الف طفل من الجوع. طفل كل خمس ثوان. ستة ملايين في السنة. هذا غير مقبول علينا ان نتحرك». واضاف «علينا ان نجري تغييرات جذرية لنؤمن غذاءنا وخصوصا ان نحمي الطبقات الاكثر فقرا»، مشيرا الى انه لا بد من زيادة الانتاج الغذائي بنسبة 70 في المئة لتأمين الغذاء لأكثر من تسعة مليارات نسمة في العام 2050.
من جانبه اكد الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا الذي تلقى جائزة من منظمة «اكشن ايد» غير الحكومية «لإنجازاته في محاربة الجوع» في بلاده، ان تحركه سمح لاكثر من 20 مليون برازيلي بالإفلات من الجوع. وحده رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني من قادة مجموعة الثماني حضر القمة ما سمح له بالتغيب عن جلسة محاكمة في اطار قضية فساد مالي في مدينة ميلانو ارجئت الى 18 كانون الثاني المقبل.
وأعرب البابا بينديكت السادس عشر امام المشاركين في القمة عن مخاوفه من ان «يعتبر الجوع اليوم بنيوياً» وان يصبح موضع «لامبالاة وتثبيط للعزيمة». وانتقد البابا «الأنانية» و«المضاربات» في سوق الحبوب واحتج على «اللجوء الى بعض اشكال الاعانات التي تنعكس سلباً على القطاع الزراعي».
أما أمير قطر الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، فقال إن «بؤس الفقر وهو يمسك بخناق نصف البشر ويأس المجاعة وهي تعتصر ملياراً و100 مليون إنسان لا يصحّ في هذه الأحوال أن يعتبر مسألة أمن غذائي فقط بل هي مسألة تهديد للأمن العالمي»، ورأى أن ذلك «أخطر وأقرب إلى الواقع من خطر الأسلحة النووية».
إلى ذلك، نصب انصار العولمة البديلة من منظمات غير حكومية خيمة امام مقر الـ «فاو» للاحتجاج على الشركات الدولية التي «تستخدم الغذاء وسيلة مضاربة». وقال المنسق العام لـ «فيا كامبيزينا» الهيئة الدولية للمزارعين الصغار، هنري سراجي ان «نحو 80 في المئة من الاشخاص الذين يعانون من الجوع يعيشون في مناطق ريفية، لكن سياسة الـ «فاو» تكمن في التركيز على الشركات الدولية».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد