إقصاء قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي عن منصبه
بعد حوالى الشهر من العدوان الإسرائيلي على لبنان، الذي فشل في وقف الهجمات الصاروخية للمقاومة، قرر الجيش الإسرائيلي تغيير احد كبار قادته في خضم الحرب، ما يعتبر ضربة لكبرياء الجيش الذي يوصف عادة بأنه الأقوى في الشرق الأوسط، ويشكل انتصاراً معنوياً لحزب الله. وكانت هيئة الأركان الإسرائيلية أقصت، عشية الإعلان عن توسيع هجومها البري على لبنان، قائد منطقة شمال إسرائيل العسكرية الجنرال عودي آدم، واستبدلته بمساعد رئيس الأركان الجنرال موشيه كابلينسكي (49 عاما)، الذي كلف رسمياً الإشراف على العدوان الجوي والبحري والبري على لبنان، بصفته الممثل الخاص لرئيس الأركان دان حلوتس في الجبهة الشمالية.
واعتبرت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أمس، أن هذا التعيين يشكل إقالة مقنعة للجنرال آدم، الذي انتقد لحذره المفرط في الهجوم البري على لبنان خشية وقوع خسائر كبيرة في الجيش، مشيرة إلى أن الجيش توقع عشية النزاع أن ينتهي بحوالى 90 قتيلاً، إلا أن الحصيلة تجاوزت المئة قتيل، بينهم 65 جندياً.
ونقلت الإذاعة العسكرية الإسرائيلية عن ضابط رفيع المستوى قوله إن الجنرال آدم سيغادر منصبه بعد انتهاء العمليات في لبنان، اثر هذا الإجراء.
وقال المحلل العسكري ران ايديليست إن هذا الإجراء أسوأ نوعاً ما من إقالة، لأنه يعهد إلى هذين الضابطين الكبيرين بمهام مماثلة، في حين أن قيادة السفينة تتطلب قبطاناً واحداً، ما قد يزيد من الفوضى القائمة. وأضاف المؤسف في المسألة انه يتم تعريض الجنرال آدم لانتقادات الرأي العام، في حين أن رئاسة الأركان برمتها تتحمل مسؤولية إخفاقات الجيش.
ورأى معلق عسكري في صحيفة هآرتس أن الجنرال (آدم) اعتبر أن عملية واسعة النطاق في لبنان سيكون ثمنها باهظاً بالنسبة لقواتنا، ربما كان مخطئاً، لكن إقصاءه في خضم المعركة يشكل نصراً معنوياً لحزب الله.
وتوقع معلقو الشؤون العسكرية الإسرائيلية أن تؤثر هذه الخطوة الحاسمة سلباً على الحالة المعنوية بين ضباط الرتب الكبيرة في الجيش، وأيضاً في جبهة القتال.
وكان الجنرال كابلينسكي، القائد السابق للواء غولاني في قوات المشاة، على رأس الفرقة الإسرائيلية المنتشرة في جنوب لبنان عند انسحابها في أيار .2000
وخدم كابلينسكي، الذي التحق بلواء غولاني عام ,1976 قائداً لفرقة الاستطلاع في اللواء عام ,1982 أي العام الذي اجتاحت فيه إسرائيل لبنان، حيث أصيب في المعارك الأولية، إلا انه عاد إلى الحرب مجدداً، فيما قتل الضابط الذي استبدل به.
وكان كابلينسكي مساعداً مقرباً لأرييل شارون، الذي عينه مستشاره العسكري بعد تسلمه رئاسة الحكومة الإسرائيلية عام .2001 واعتبر المرشح الرئيسي لخلافة الجنرال حلوتس لرئاسة الأركان، إلا أن هذا الأمر لم يحصل بسبب مرض شارون وإجراء الانتخابات الإسرائيلية.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد