الصحافة الأمريكية اليوم
مازال الصراع اللبناني يتفاعل في الصحف الأميركية اليوم الأربعاء، فبينما نشرت إحداها مقالا للسنيورة يناشد فيه المجتمع الدولي وقف العدوان الإسرائيلي، دعت إخرى واشنطن إلى رفض المطالب العربية الأخيرة، وتطرقت ثالثة إلى مخاوف المعتدلين العرب من السياسة الأميركية.
"أوقفوا هذه المأساة الآن" تحت هذا العنوان نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالا لرئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة يقول فيه إن الحل العسكري لحرب التدمير الإسرائيلية على لبنان والشعب اللبناني غير مقبول أخلاقيا وغير واقعي.
ودعا السنيورة المجتمع الدولي ومواطنيه في كل مكان إلى دعم سيادة لبنان ووضع حد لهذه الحماقة، مؤكدا على ضرورة دفع إسرائيل للالتزام بالقانون الإنساني الدولي بما فيه ميثاق جنيف الذي انتهكته مرارا وتكرارا.
وبعد أن استعرض الخراب والدمار الذي لحق بالحجر والبشر والبنى التحتية لبلاده، قال إن إسرائيل كما يبدو تعتقد أن هجماتها قد تزرع الفتنة بين صفوف اللبنانيين، "وهذا لن يحدث أبدا"، مشيرا إلى أن على إسرائيل أن تدرك أن اللبنانيين سيبقون ثابتين وموحدين في وجه العدوان الإسرائيلي وهو العدوان السابع خلال العقدين الماضيين.
ثم سرد السنيورة النقاط السبع التي حظيت بإجماع اللبنانيين، وأشار إلى أن الرد الإسرائيلي عليها كان المزيد من قتل المدنيين وارتكاب مجزرة قانا.
وأعرب عن اعتقاده بأن الحل السياسي الذي يبنى على القانون الدولي والنقاط السبع هو الذي سيؤدي إلى استقرار دائم الأمد، مختتما بالإلحاح على وقف الدمار والتشريد والموت.
وقال "ينبغي للبنان أن يستعيد موقعه في هذه المنطقة المعقدة كمنارة للديمقراطية والحرية لتسود العدالة وحكم القانون، وكملاذ للمقهورين حيث ينتصر فيه التسامح والتنوير".
أما صحيفة واشنطن تايمز اليمينية فقد شككت في قدرة مجلس الأمن على الخروج بقرار مقبول في ضوء تدخل منظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية لشن حملة تهدف إلى إضعاف مشروع القرار الفرنسي الأميركي وإرغام الجيش الإسرائيلي على الانسحاب من لبنان مرة واحدة.
ودعت واشنطن إلى رفض المطالب العربية وموسكو وعدم السماح لمجلس الأمن بتبني اقتراح يخدم دعاية حزب الله ومصالحه العسكرية.
وفي هذا الإطار حاولت صحيفة نيويورك تايمز أن ترصد أصداء الحرب داخل إسرائيل وخارجه، وقالت إن الانتقاد المحلي لأداء الحرب يتنامي، مضيفة أن ثمة نتيجة متناقضة: كلما اشتدت الحرب كلما التف الشعب حول حكومته للمضي بها.
ومضت تقول إن الانتقاد ليس لاستمرار الحرب بل لما يعتريها من ضعف في الأداء، مشيرة إلى أن الرأي العام الإسرائيلي يريد من الجيش ضرب حزب الله بشدة حتى لا يشكل تهديدا لإسرائيل مجددا.
وفي الخارج، تواجه إسرائيل انتقادا على مبالغتها وإحداثها دمارا غير متكافئ للبنان وسكانه ولقصفها العشوائي، غير أن الشعور داخل إسرائيل ينطوي على أن هذه الحرب لا تشبه غزو لبنان عام 1982، لأنها هذه المرة -في نظرهم- حرب بقاء وليست مسألة خيار، ومشروعيتها لا تخضع للجدال.
نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرا تقول فيه إن الإصلاحيين المعتدلين في العالم العربي يقولون إن الدعم الأميركي لإسرائيل ضد حزب الله وضعهم في الموقف الدفاعي ودفع بهم إلى الركب الأميركي وعزز من موقف الأحزاب الإسلامية.
وتابعت أن هؤلاء المعتدلين الذين أرادتهم أميركا أنفسهم لتشجيع الديمقراطية بدءا من البحرين وحتى كازابلانكا بدؤوا يشعرون بأنهم باتوا أسرى لسياسة أخذوا يسخرون منها لأنها تقوم على: تدمير المنطقة لإنقاذه.
وأشارت إلى ما يؤكده هؤلاء الإصلاحيون الذين يعملون على إحداث تغيير في مجتمعاتهم من أن السياسة الأميركية إما أنها تعمل على خنق الحركات الإصلاحية الوليدة أو دعم الحكومات القمعية التي تبقى من أفضل الحلفاء لواشنطن في المنطقة.
ونقلت الصحيفة عن علي عبد الإمام (28 عاما) وهو مهندس كمبيوتر ومنشئ موقع على الإنترنت في البحرين، قوله "نشعر بالخوف الشديد إزاء الشرق الأوسط الجديد" في إشارة إلى ما أعلنت عنه وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الشهر المنصرم.
ونسبت الصحيفة إلى الإصلاحيين قولهم إن أعضاء من المنظمات الإسلامية ينظرون إلى الأعمال الأميركية في المنقطة كهبة من الله تضع الحكومات القمعية تحت الضغط وتنأى بها عن واشنطن.
وقال المحامي صبحي صالح (53 عاما) من مصر، إن الأميركيين "يسعون إلى تلطيخ سمعة المقاومة الإسلامية والحركات المعارضة، ولكنها في واقع الأمر تخدمها.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد