باراك يستبق زيارته إلى واشنطن بالترخيص لـ50 وحدة استيطانية
واصلت إسرائيل تحديها للضغوط المتزايدة من قبل المجموعة الدولية لتجميد أنشطتها الاستيطانية، حيث أعطت الضوء الأخضر، أمس، لبناء 50 مسكناً في إحدى مستوطنات الضفة الغربية، وذلك قبل ساعات من توجه وزير دفاعها ايهود باراك إلى واشنطن للقاء المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل.
وأعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية الموافقة على بناء 50 مسكنا لإفساح المجال أمام الإسرائيليين المقيمين في مستوطنة ميغرون للانتقال إلى مستوطنة آدم. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ هذه الخطة تأتي تطبيقاً للاتفاق الذي تم التوصل إليه بين باراك وقادة المستوطنين قبل أشهر، والذي يقضي بإخلاء ميغرون، البؤرة الاستيطانية التي يقيم فيها نحو 200 مستوطن في 60 قاطرة ومنزلين من الاسمنت، ونقل سكانها إلى مستوطنة آدم بعد بناء «الحي الاستيطاني الجديد» في هذه المستوطنة.
وبحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي فإن بناء خمسين وحدة سكنية «على الفور» في مستوطنة آدم، يندرج في إطار مشروع أوسع نطاقاً لبناء 1450 وحدة سكنية مستقبلاً في هذه المستوطنة الواقعة شمالي القدس المحتلة، لكن وزارة الدفاع وصفت هذه المعلومات بأنها «خاطئة ومغرضة وغير دقيقة»، رغم أنها كانت قد أكدت في رد رسمي قدمته إلى المحكمة العليا، ووزع على الصحافة، أنّ خطة بناء 1450 مسكنا قائمة فعلا، لكنها لم تحصل بعد على الإذن اللازم لإطلاقها.
أمّا وزارة الخارجية الإسرائيلية فسعت إلى التقليل من أهمية هذا القــرار، معتبـرة أنــه «ليس نهائياً».
من جهتها، دعت حركة «السلام الآن» المناهضة للاستيطان باراك إلى العودة عن قراره وتجميد كل تراخيص البناء في المستوطنات. وأشارت الحركة، في بيان، إلى أنه «بدلاً من إخلاء بؤرة استيطانية غير قانونية تسكنها 40 عائلة، تخطط الحكومة لإقامة حي استيطاني واسع في المستوطنة الواقعة شرقي الجدار، أكبر بـ 30 مرة من ميغرون»، معتبرة أنّ باراك «تحوّل إلى الخادم الوفي للمستوطنين».
في المقابل، حض النائب عن الاتحاد الوطني (يمين متطرف) مايكل بن آري مستوطني ميغرون على عدم الموافقة على الانتقال إلى مستوطنة آدم، مشدداً على أنه «لا يمكن تقديم أي تنازل حين تقرر الحكومة تفكيك مستوطنات».
وجاء الإعلان عن قرار وزارة الدفاع قبل ساعات من توجه باراك إلى نيويورك، حيث من المنتظر أن تحتل مسألة الاستيطان الحيّز الأكبر في محادثاته مع ميتشل. وبحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» فإنه من المتوقع أن يؤكد باراك على أن تجميد الاستيطان يمكن أن يأتي فقط في إطار حوار حقيقي جديد بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، مشيرة إلى أنّ الرسالة التي سيحملها وزير الدفاع إلى الولايات المتحدة هي أنّ «المستوطنات لن تكون عقبة أمام السلام مع الفلسطينيين».
يأتي ذلك وقت ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أنّ إسرائيل مستعدة لقبول تجميد تام لبناء المستوطنات في الضفة الغربية لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر، وذلك في إطار «مبادرة سلام واسعة» في الشرق الأوسط. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين بارزين أن المقترحات تشمل موافقة الفلسطينيين على التفاوض لإنهاء العنف وقيام العرب باتخاذ خطوات لبناء الثقة.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد