الاحتلال يواصل إزالة مخيمات البدو في الضفة
مارس جيش الاحتلال “الإسرائيلي” سلطته كقوة احتلال وبدأ إزالة مخيمات للبدو في الضفة الغربية من مناطق يرعون فيها منذ سنوات. ونزحت اكثر من 20 أسرة حتى الآن هذا الشهر في إطار عمليات إزالة لخيام سوداء متهالكة عند سفوح تلال جافة بشمال نهر الأردن. ويقول مسؤولون فلسطينيون إن هناك نحو 200 أسرة مهددة. بينما تدعي سلطات الاحتلال ان نقل هؤلاء هو لحمايتهم من مناطق إطلاق نار تابعة للجيش، وتصف منظمة “هيومان رايتس ووتش” لحقوق الإنسان العملية بأنها “سياسة متحجرة القلب”.
قد تكون مساكنهم مجرد خيام لكن بالنسبة للبدو الذين يعيشون عند نبع يسمونه “المياه الحلوة” هي الديار الى أن جرفها حفار آلي لجيش الاحتلال وحولها الى كومة من الحطام، حيث سوى هذا الجيش حظائر الماشية بالأرض وتكومت في العراء قطع قليلة من الشراشف والأثاث المتهالك.
يقول محمد الكعابنة (38 عاما) وهو أب لتسعة أبناء “نعيش على هذه الأرض منذ سبعة أعوام.. الجنود اخبرونا أن نتركها لأن هذه منطقة عسكرية. لكننا ليس لدينا مكان آخر نذهب اليه. ثم عادوا هذا الصباح”.
اتسمت عملية الإزالة بالغرابة، فلا توجد منازل ليهدمها الجيش مثلما يفعل في حالات أخرى يدعي إنها بنيت من دون ترخيص، وبالتالي، يستطيع الرعاة ببساطة نصب خيامهم من جديد.
وزعم متحدث باسم الإدارة المدنية التابعة للاحتلال بأن الإدارة كانت تحاول لبعض الوقت إقناع البدو بالانتقال إلى مواقع أكثر أمناً. وتابع “حين فشل هذا حذرناهم من أنهم يعرضون أرواحهم للخطر بنصب خيامهم في وسط منطقة عسكرية وأنهم مطالبون بالجلاء”.
وفي الشهر الماضي وضع جيش الاحتلال لافتات على الطرق الترابية التي يستعملها البدو كتب عليها تحذير “خطر. منطقة إطلاق نار. ممنوع الدخول”.
وأصدرت سلطات الاحتلال إشعارات بالإخلاء من دون حق بالطعن، وأبلغت الأسر بأن عليها الرحيل في غضون 24 ساعة. بعد ذلك بثلاثة أسابيع جاء الجنود دون سابق إنذار وفككوا المخيمات.
ويقول بعض الرعاة إنهم يعيشون على هذه الأرض منذ الخمسينات ويرفضون ترك المنطقة حتى الآن. لكن المخاطر حقيقية. وقال قدري دراغمة “فقدت ابني”، موضحا أن ابنه وكان شابا في التاسعة عشرة من عمره قتل في انفجار لغم خلفه جيش الاحتلال اثناء التدريب في يناير/ كانون الثاني عام ،2008 وقال “ليس هناك مكان آخر نذهب اليه”. بعد بضع ساعات من مغادرة الجنود انتقلت أسرة الكعابنة على بعد نحو 200 متر ونصبت مظلة للاحتماء من شدة الحرارة. بينما استظل الماعز تحت نخلة كبيرة مستغلا كل ذرة من ظلها. ومضى دراغمة يقول “سنعيد البناء فحسب مثلما فعل جيراننا هناك على الفور”، مشيرا الى خيمة أسرة قال إنها أجبرت على النزوح أيضاً قبل ساعات قليلة.
وتقول امل قاسم التي تعيش في خيمتين كبيرتين مع ابنائها حفاة الاقدام وتملك 12 عجلا تتجنب حرارة شمس الظهيرة في زريبة صغيرة مظللة “نحن هنا منذ 15 عاماً”. وأضافت “نأخذ الماء من النبع هناك. لكن الآن يأتي المستوطنون ليستخدموه كحمام سباحة ويأمروننا بالرحيل... للأسف سيأتي الجيش قريباً ويطردنا”.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد