إيران تنتظر كلمة خامنئي اليوم و«صيانة الدستور» يبدأ دراسة الشكاوى

19-06-2009

إيران تنتظر كلمة خامنئي اليوم و«صيانة الدستور» يبدأ دراسة الشكاوى

تدخل أزمة الانتخابات الإيرانية، اليوم، أسبوعها الثاني وسط توقعات متفاوتة حول مدى قدرة طرفي النزاع، الرئيس الفائز محمود أحمدي نجاد والمرشح الخاسر مير حسين موسوي، على ضبط إيقاع الشارع مع استمرار الاحتجاجات المتقابلة لدى أنصار كلا الفريقين.
وفيما مضت تظاهرة «يوم الحداد» التي نظمها أنصار موسوي أمس بسلام، تتجه الأنظار اليوم إلى جامعة طهران حيث سيؤم المرشد الأعلى للجمهورية آية الله علي خامنئي المصلين خلال صلاة الجمعة التي يتوقع أن يشارك فيها المتنافسون في انتخابات الرئاسة إلى جانب مناصريهم.
وتجمع عشرات الآلاف من المؤيدين لموسوي، في ميدان الإمام الخميني وسط طهران للحداد على القتلى الذين سقطوا في تظاهرات الاحتجاج على نتائج الانتخابات الرئاسية.
ورفع المتظاهرون في التجمع، الذي ألقى فيه موسوي كلمة، صوراً للضحايا ولافتات كتب عليها «إخواننا الشهداء سنستعيد أصواتكم»، و«لماذا قتلتم إخواننا؟»، فيما دعت لافتات أخرى المحتجين إلى البقاء في المنازل اليوم عندما يؤم خامنئي المصلين في جامعة طهران، على أن يتجمعوا مرة أخرى في حشد كبير وسط طهران يوم غد.
لكن قناة «العالم» الإيرانية ذكرت أنّ المرشحين الخاسرين، موسوي ومحسن رضائي ومهدي كروبي، أعلنوا مشاركتهم في صلاة الجمعة، وأنهم دعوا مناصريهم إلى المشاركة فيها، فيما يتوقع أن يستغل أنصار نجاد هذه المناسبة ليظهروا خلالها قوتهم.
في المقابل، تجمع حشد من الطلاب الجامعيين التعبويين أمام مبنى النيابة العامة في طهران مطالبين السلطة القضائية بالتصدي بشكل حازم لمثيري أعمال الشغب. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها «يا سلطة العدالة تحركي»، و«على الجميع أن يقفوا في وجه مثيري الشغب» و«يجب إعدام المحاربين والمفسدين في الأرض» و«الموت لأعداء ولاية الفقيه» و«الموت للمنافقين».
وحمّل أمين رابطة الطلاب الجامعيين المستقلة «مسعودي» في كلمة أمام المتظاهرين المرشح موسوي مسؤولية الأحداث الأخيرة، معتبراً أنه «المسؤول عن إراقة الدماء». وأضاف «لقد كان (موسوي) قبل الانتخابات يرفع شعار اتباع القانون، إلا انه يدعو حاليا أنصاره لخرق القانون».
إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور عباس علي كدخدائي ان المرشحين الثلاثة الخاسرين في الانتخابات الرئاسية قدموا طعونا أوردوا فيها 646 مخالفة، مشيراً إلى أن أحدهم أورد 390 مخالفة، في حين سجل الثاني 160 مخالفة والثالث 96 مخالفة.
ودعا المجلس المرشحين الثلاثة إلى اجتماع يوم غد لبحث شكاواهم، لافتاً إلى أنّ أعضاءه الـ12 باشروا «الفحص الدقيق» لكافة الشكاوى المقدمة.
في المقابل، رفضت لجنة الانتخابات الإيرانية طلبا للمرشح الخاسر محسن رضائي بنشر الأرقام التفصيلية لأصوات الناخبين. وقال رئيس اللجنة كمران دانيش إن «القانون لا يوفر مثل هذا المطلب للمرشحين، وإننا نتعامل في إطار القانون».
وفي السياق، رحب مجلس خبراء القيادة، أعلى هيئة دينية في الجمهورية الإسلامية، بالمشاركة «الأسطورية والنشطة» في الانتخابات الرئاسية، لكنه التزم الصمت حيال نتيجتها. ويتألف المجلس من 86 رجل دين وهو مكلف مراقبة أنشطة المرشد الأعلى، ويرأسه الرئيس السابق علي اكبر هاشمي رفسنجاني، الذي كان نجاد اتهمه بقيادة الحملة الانتخابية لمنافسه الرئيسي موسوي.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة المخابرات الإيرانية أنها كشفت مخططا إرهابيا لزرع قنابل في بعض المساجد وغيرها من الاماكن المزدحمة في طهران خلال انتخابات الجمعة الماضي، مشيرة إلى ضلوع مجموعات إرهابية مرتبطة بأعداء إيران الخارجيين، ومن بينهم إسرائيل، في هذا المخطط.
وأفادت مصادر إعلامية إيرانية أن السلطات اعتقلت ثلاثين شخصاً بينهم ثلاثة مسؤولين عن شبكات تجسس تعمل لحساب وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي أي آيه» وجهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني، مضيفة أن التحقيقات أدت إلى مصادرة أجهزة متطورة جداً للتنصت على وزارة الداخلية الإيرانية.
كما تم ضبط أكثر من عشرين سيارة مفخخة تحتوي على عشرات الكيلوغرامات من المتفجرات جرى توزيعها في أنحاء من العاصمة طهران. وأظهرت التحقيقات أيضاً أنه تم توزيع خمسة وثمانين مليون دولار على شبكات وأفراد ووسائل إعلامية للسعي إلى إظهار الاضطراب في الشارع الإيراني والعمل على إشاعة الفوضى.
يأتي ذلك في وقت اعتقلت السلطات الإيرانية المعارض السياسي إبراهيم يزدي، الذي كان يرأس «حركة الحرية» المحظورة، والذي كان وزيرا للخارجية في أول حكومة لإيران بعد الثورة، إضافة إلى معارض آخر هو محمد تواصلي، فيما ذكرت «وكالة أنباء فارس» شبه الرسمية أن اثنين من أبناء رفسنجاني منعا من مغادرة إيران.
إلى ذلك، قال الرئيس الإيراني الأسبق، المقيم في المنفى، أبو الحسن بني صدر أنّ موجة الاحتجاجات التي أثارتها الانتخابات الرئاسية أصبحت الآن تهدد الحكومة بأكملها. ورأى، في مقابلة مع وكالة «رويترز» أنّ «هذا التحرك يثبت أن الناس يريدون الديموقراطية وأن النظام ليس ديموقراطيا لذا فإن التحرك لن يتوقف».
واعتبر بني صدر أن التظاهرات مضت إلى ما هو أبعد من مساندة موسوي، مشيراً إلى أنّ قوة الدفع أصبحت تهدد الآن بإطاحة حكم رجال الدين في ايران برمته.
في المقابل، استنكرت رابطة اليهود في إيران، في بيان أصدره رئيسها رحمة الله رفيعي والعضو اليهودي في مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) سيامك مرة صدق، ممارسات من وصفتهم بـ«مثيري الشغب والاضطرابات» في البلاد، مشددة على أنّ «الطائفة اليهودية في إيران، وإثر التوجيهات الصادرة عن قائد الثورة الداعية إلى الحفاظ على الوحدة والتضامن والوقوف بوجه النفاق والتشرذم... تدين عمل بعض الأفراد الانتهازيين الذين يسعون إلى استهداف أمن وهدوء ووحدة الإيرانيين عبر إثارة أعمال الشغب والإضـرار بالأمـوال العامة».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...