غضب في العراق بعد إفلات قاتل "فتاة المحمودية" من الإعدام

22-05-2009

غضب في العراق بعد إفلات قاتل "فتاة المحمودية" من الإعدام

أفلت الجندي الأمريكي ستيفن غرين، بطل ما يُعرف بقضية "فتاة المحمودية"، من عقوبة الإعدام، بعدما أصدرت محكمة ولاية كنتاكي حكماً بالسجن بحقه مدى الحياة، لتسدل الستار على واحدة من "أبشع" الجرائم التي ارتكبها جنود أمريكيون في العراق.

وفشل أعضاء هيئة المحلفين في الخروج بقرار جماعي بإعدام الجندي البالغ من العمر 23 عاماً، بعد ثبوت إدانته بالقيام، بمشاركة عدد من زملائه، باغتصاب الفتاة العراقية عبير الجنابي (14 عاماً)، ثم قتلها مع جميع أفراد أسرتها، داخل منزلها بمنطقة المحمودية جنوبي بغداد.

وأثار الحكم بسجن غرين انتقادات لدى مسؤولين عراقيين، الذين كانوا يتوقعون صدور حكم بإعدامه، حيث أدان مصطفى كامل شبيب، القيادي في مجالس الصحوة العراقية، القرار، واصفاً المحاكمة بأنها "غير عادلة"، وطالب بإجراء محاكمة جديدة للجندي الأمريكي، باعتبار أنه "ارتكب جريمة كبرى."

وكان غرين قد حوكم بمحكمة مدنية، وذلك لأنه كان قد سرح من الجيش وقت خروج القضية إلى النور، وذلك بعد اتهامه مع أربعة من زملائه، بأنهم قاموا بقتل والد الفتاة مع أمها وشقيقتها الصغرى، التي كانت تبلغ من العمر ستة أعوام، ومن ثم قاموا باغتصاب الفتاة وقتلها وحرق جثتها.

وتراوحت الأحكام الصادرة بحق زملاء غرين، ما بين الحبس لمدة 27 شهراً إلى السجن لـ117 عاما.

من جهته، قد أعلن دوغ غرين، شقيق الجندي المدان، اعتذاره عن الحادث لأقارب العائلة المنكوبة، مؤكداً لهم "أن قلوبنا وصلواتنا معكم"، وأشار إلى أن المسألة لن تمر بسهولة، وأن هناك الكثير من الوقت كي تندمل الجروح الناجمة عن هذه الجريمة.

وحول الحكم على شقيقه بالسجن المؤبد أعرب دوغ عن سعادته بنجاة شقيقه من حكم الإعدام، مؤكداً "أنه ليس بالإمكان الحصول على حكم أخف من هذا."

وكان أقارب الضحايا، قد قدموا شهادات صادمة في المحكمة، حيث أشاروا إلى أن وقع القضية كان كارثياً عليهم، بحيث تمنوا لو كانوا قد ماتوا قبل حدوث مثل هذه الجريمة.

يذكر أن هذه الجريمة أثارت سخط الرأي العام بالعراق، مما دعا بعض المسؤولين العراقيين إلى المطالبة بمحاكمة الجنود الأمريكيين، الذي ارتكبوا جرائم ضد المدنيين من أهل البلاد في المحاكم العراقية.

وترجع وقائع القضية، إلى مارس/ آذار من العام 2006، حيث اتهم أربعة جنود أمريكيين وجندي سابق، باغتصاب الفتاة عبير قاسم الجنابي، وقتلها مع جميع أفراد أسرتها، بينهم عدد من الأطفال.

وفي 17 نوفمبر/ تشرين الثاني من العام نفسه، قضت محكمة أمريكة بالسجن 90 عاماً على الجندي جيمس باركر (23 عاماً)، والذي أقر بالتهم الموجهة إليه، وفي العام الماضي صدر حكم بسجن الجندي جيسي سبيلمان، لمدة 110 سنوات، كما أُدين عدد آخر من الجنود بنفس القضية.

وكانت تهمة القتل قد وُجهت للمجند السابق ستيفن غرين، الذي سُرح من الخدمة في صفوف الجيش الأمريكي في عام 2006، بسبب "خلل في الشخصية"، بالإضافة إلى اتهام أربعة جنود آخرين بضلوعهم في الجريمة.

المصدر: CNN

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...