مؤرخ سويسري: تمثال نفرتيتي في برلين ليس من نحت الفراعنة
رد الأمين العام لهيئة الآثار العليا في مصر د. زاهي حواس على ما قاله متخصص سويسري بشؤون الفن في كتاب أصدره قبل أيام، وفيه أن التمثال النصفي الشهير لنفرتيتي المعروض في متحف "التيس" ببرلين: ليس من صنع الفراعنة قبل 3400 سنة، انما تم صنعه بطلب من مكتشفه، عالم الآثار الألماني لودفيغ بورشاردت، الذي أراد أن يصنع تمثالاً جديداً لنفرتيتي وهي تضع عقداً اكتشفه في مصر وكان يعرف انها امتلكته، ودعا لإجراء اختبار على الألوان والصباغ التي وجدها في مكان الحفريات واستخدمها المصريون القدامى.
وانتفض زاهي حواس حين اتصلنا به صباح يوم 6/5/2009 لتروي له ما يزعمه السويسري ستيرلين، فاختصر الموضوع وقال عبر الهاتف: "أولاً، ده مش مؤرخ ولا حاجة. ده.. ده مخرّف".
وقال حواس انه سيرد عالمياً على مزاعم ستيرلين، ثم فنّد براهين المؤرخ السويسري باختصار شديد "الى أن أدرس ما قال بشكل دقيق لأرد عليه"، ثم طلب أن يتم وضع اجابته عن كل "برهان"، أورد ستيرلين، الذي يزعم أن التمثال صنعه عام 1912 فنان ألماني اسمه غيرارد ماركس، أي في العام الذي اكتشف بورشاردت التمثال، وكان النحات ماركس يرافقه في بعثته بتل العمارنة، حيث قام بحفريات واكتشف ورشة النحات تحتمس، وفيها كانت تماثيل متنوعة، من بينها الشهير لنفرتيتي، وهو تمثال تصر مصر على استعادته وتطالب به في كل مناسبة.
ويسرد المؤرخ السويسري الشهير بأنه صاحب 10 دراسات عن الفنون في مصر والشرق الأوسط القديم، براهين دوّنها في كتابه بعد دراسة للتمثال استمرت طوال 25 سنة، وأهمها ما قام حواس بتفنيده في حديثه لـ"العربية.نت":
ستيرلين: تصميم كتفي التمثال تم بشكل عمودي على الطريقة المعتمدة منذ القرن 19 في حين أن المصريين كانوا يصممون الاكتاف أفقية بعض الشيء، بحيث يبدو الصدر عريضاً.
حواس: عصر العمارنة كان عصر الحرية الفنية لدى الفراعنة. أصبح الفنان وقتها متحرراً من القيود السابقة فكان يصنع تماثيله ويرسم صوره بطريقة متجددة.
ستيرلين: التمثال النصفي لا يتضمن العين اليسرى ولم يتم تصميمه لتكون له واحدة فقط، وهذه اهانة للمصريين القدماء الذين كانوا يعتبرون أن تمثال الشخص يعبر عن شكله نفسه.
حواس: عين التمثال كانت موجودة، لكنها فقدت.. تحتمس صنع التمثال يعينين كاملتين، لكن احداها فقدت.
ستيرلين: هناك مشكلات حدثت خلال عملية اكتشاف التمثال في مصر ونقله من بعدها الى ألمانيا، وليس هناك مشكلات غير مرضية عن التقارير العلمية زمن العثور على التمثال، فعلماء الآثار الفرنسيون الذين كانوا حاضرين لم يشيروا أبداً في تقاريرهم الى الاكتشاف، ولم يضعوا أي تقارير مكتوبة عن الحفريات، في حين أن اول تقرير علمي مفصل صدر في 1923 أي بعد 11 سنة على الاكتشاف.
حواس: صحيح، والسبب أن الفرنسيين الذين كانوا مسؤولين عن الآثار في مصر لم يكونوا موجودين في منطقة تل العمارنة، حيث اكتشف التمثال.
ستيرلين: لم يقم مكتشف التمثال بوصف ما اكتشفه، وهذا أمر مذهل بالنسبة لقطعة مهمة واستثنائية عثر عليها كاملة.
حواس: هذا غير صحيح، فقد أعد بروشاردت تقريراً عن اكتشافه، وكان تقريره مذهلاً لدقته في وصف التمثال.
وفي الكتاب يروي المؤرخ ستيرلين سيناريو ما حدث، فقال: "في 6 ديسمبر/كانون الاول 1912 أعجب أمير ألماني بنسخة التمثال النصفي التي صنعها الفنان غيرارد، لظنه انه الأصلي، ولم يستطع عالم الآثار بورشاردت "مخالفة" ضيفه فراعاه" على حد تعبيره.
والمعروف عن عملية تهريب التمثال إلى ألمانيا أن بورشاردت، الذي توفي في 1938 بباريس، نقله الى منزله في حي الزمالك بالقاهرة، ومنه قام بتهريبه مدسوساً في أغلب الظن ضمن قطع فخار محطمة كانت مرسلة الى برلين لترميمها، ومازال التمثال المثير للجدل منذ أكثر من 70 سنة هناك. الا أن حواس كشف اليوم عن جديد حول قصة تهريب أشهر تمثال فرعوني خارج مصر، فقال: "سأقوم قريباً بالكشف عن الطريقة التي تم فيها تهريب هذا التمثال المصري، لأننا نريده أن يعود الى مصر، موطنه الأصلي".
المصدر: العربية نت
إضافة تعليق جديد