وزير خارجية إيراني بموريتانيا لأول مرة منذ 27 عاما
زار وزير خارجية إيران منوشهر متكي موريتانيا لساعات، وهي الزيارة الأولى لوزير خارجية إيراني بعد تلك التي قام بها علي أكبر ولايتي في 1982، وأثمرت دعما إيرانيا لحل الأزمة الموريتانية عبر انتخابات ينظمها المجلس العسكري الحاكم الذي انبثق عن انقلاب أطاح في السادس من أغسطس/ آب الماضي بالرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله.
ورافق متكي وفد رفيع من نواب وزراء في قطاعات الزراعة والصناعة والطاقة والشؤون الاجتماعية والصحة.
وتأتي الزيارة بعد أسبوع من قطع المغرب علاقاته الدبلوماسية بإيران، وشهرين من تجميد موريتانيا علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، وهي خطوة رحبت بها إيران وبدأت إثرها ربط علاقات جديدة مع حكام موريتانيا.
والتقى متكي رئيس المجلس العسكري الحاكم الجنرال محمد ولد عبد العزيز لنحو ساعتين، وزار مركزا للأمراض السرطانية بنته إسرائيل وسط العاصمة نواكشوط وسلمته لوزارة الصحة الموريتانية بعيد تجميد موريتانيا علاقاتها بها في قمة غزة الطارئة بالدوحة مطلع العام.
ورفض متكي الإجابة على سؤال عن سياق زيارته وتحاشى أسئلة تتعلق بموقف بلاده ورد فعلها على الخطوة المغربية، الشيء الذي قرأ فيه مراقبون عدم رغبة في التصعيد مع الرباط.
ولم يشأ متكي الخوض في بعض الجوانب السياسية، لكنه اختار تقديم دعم سياسي للمجلس العسكري الحاكم في وجه خصومه محليا وخارجيا، وقال في تصريح مقتضب بعد لقاء رئيسه إن الانتخابات التي ينوي المجلس تنظيمها في يونيو/ حزيران ستمثل حلا جيدا ومناسبا للأزمة.
ويرفض مناهضو الانقلاب بموريتانيا الاقتراع ولا تريد أطراف دولية خاصة الأوروبيين والأميركيين انتخابات غير توافقية.
وقال خبير شؤون إيران ومراسل قناة العالم الإيرانية في موريتانيا محمد عبد الله ممين إن لزيارة متكي ثلاثة عناوين هي إعادة ما انقطع من علاقات ووشائج بين بلدين يجتمعان حتى في الاسم "الجمهورية الإسلامية"، ومحاولة إيرانية لإظهار كل أنواع الدعم لحكام نواكشوط بعد تجميد علاقاتهم بتل أبيب، ورغبة مشتركة في دفع التعاون إلى آفاق أشمل وأرحب خاصة في قطاعي الصحة والنفط.
لكن المحلل السياسي سيدي أحمد بابا قال إنه لا يستبعد أن يكون التحرك على علاقة بالتوتر المتصاعد بين المغرب وإيران التي تريد تثبيت أقدامها في منطقة المغرب العربي بعد رحيل دبلوماسييها من الرباط.
أمين محمد
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد