مساجد البوسنة تنوء بالاعتداءات العرقية المتكررة
تعرض أكثر من 100 مسجد لاعتداءات متفرقة في المدن الواقعة في شرق وجنوب وشمال البوسنة خلال عام 2008، وذلك حسب إحصائية صدرت حديثا عن المشيخة الإسلامية.
وأشارت الإحصائية إلى أن الاعتداءات التي نفذتها عناصر متعصبة من الصرب والكروات شملت الهدم الكلي والجزئي للمساجد وتحطيم النوافذ والأبواب والمآذن والقباب بواسطة الديناميت وإلقاء القنابل وإطلاق الصواريخ والقذائف من مسافات بعيدة وإشعال النيران في ممتلكات الجوامع من الداخل.
كما تضمنت الاعتداءات على المساجد إلقاء الحجارة ورسم الصلبان في الداخل وكتابة عبارات التهديد الموجهة للمسلمين ورمي القاذورات لتشويه الأسوار.
وتصدرت مساجد مدينة بانيا لوكا القائمة بـ30 اعتداء تلتها مدينة جاتسكو حيث تعرض أحد مساجدها للتدمير الكامل، وبمجرد الانتهاء من إعادة بنائه نسف مرة أخرى بالديناميت وتمت العملية قبل صلاة عيد الأضحى الماضي بأربع ساعات.
ووفقا للإحصائية ذاتها قام شخص كرواتي من فيشتشا بحرق جامع المنطقة بالكامل بينما ألقيت قذيفة على إحدى مساجد مدينة موستار فأتلفت جزءا كبيرا منه وقبض على الفاعل وحكم عليه بالسجن لمدة شهرين.
وتذكر الإحصائية أن مسجدين في مدينتي ليفنو ونودوفنو هدما كليا فيما قام شخص صربي من مدينة تربينيا خلال شهر رمضان الماضي بقضاء حاجته على الباب الرئيسي لمسجد عثمان باشا أثناء صلاة التراويح بهدف استفزاز المصلين.
وقال مدير إدارة التعليم الديني بالمشيخة الإسلامية والمسؤول عن ملف الاعتداءات محرم عمردتش إن هذه الأعمال بمثابة رسائل ذات بعد سياسي إذ تهدف إلى إجبار المسلمين على مغادرة ديارهم التي عادوا إليها بعد الحرب وعدم التفكير في حق العودة للذين ما زالوا بالمهجر.
وقال عمردتش إن 98% من الاعتداءات سجلت ضد أشخاص مجهولين من قبل شرطة صرب البوسنة التي نسبت بعض حوادث النيران إلى ماس كهربائي -كما وقع في مسجد مدينة جاتسكو- مما دفع المشيخة إلى تشكيل لجنة فنية من شركة الكهرباء لتقصي الحقائق حيث أثبت التحقيق أن الحادث تم بفعل فاعل.
ونظرا لعدم توافر السند القانوني ضد الأشخاص الذين قاموا بتنفيذ تلك الاعتداءات فإن تحريك الدعوى القانونية ظل في مكانه، غير أن المشيخة الإسلامية لم تقف مكتوفة الأيدي فرفعت في وقت سابق دعوى قضائية أمام المحكمة الدستورية تطالب حكومة صرب البوسنة بدفع التعويض المناسب عن 16 مسجدا دكتها المدفعية الصربية في بانيا لوكا إبان الحرب الأخيرة.
ويشير عمردتش إلى أن المحكمة أصدرت في شهر فبراير/شباط الجاري حكما يقضي بدفع تعويض للمشيخة بقيمة 65 مليون مارك بوسني نحو (32.5 مليون يورو) عن تلك المساجد.
لكن عمردتش شكك في الحصول على مبلغ التعويض بسبب منطوق الحكم الذي لم يكن ملزما لحكومة صرب البوسنة التي ستطعن فيه. ولا يزال ملف القضية مفتوحا حتى الآن.
إبراهيم القديمي
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد