توتـر في غـزة واعـتقالات في الضفـة وطرد «طوعي» لـ1500 مقدسي!
تصاعدت حدة التوتر الميداني في غزة، أمس، مع وصول مساعي التهدئة إلى ما يشبه الطريق المسدود نتيجة للتعنت الإسرائيلي، حيث شنت طائرات الاحتلال غارات جديدة على المنطقة الحدودية مع مصر، فيما نفذت قواته البرية عمليات توغل تصدى لها المقاومون، في الوقت الذي أطلقت فيه المقاومة 11 قذيفة وصاروخاً على المناطق المحاذية للقطاع.
في موازاة ذلك، وفي حلقة جديدة من المشروع الإسرائيلي لتهويد القدس وتهجير أهلها، ذكرت صحيفة «هآرتس» أن رئيس بلدية القدس نير بركات اقترح على 1500 مواطن فلسطيني في حي سلوان إخلاء منازلهم «طواعية» تمهيدا لهدمها.
من جهة ثانية، أكد مسؤول في الخارجية الاميركية لوكالة «فرانس برس»، ان رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي السيناتور جون كيري، تسلم رسالة في غزة التي زارها امس الاول، من حركة حماس، موجهة الى الرئيس الاميركي باراك اوباما، علما ان المتحدث باسم الوزارة رفض تأكيد ذلك، فيما نفت حماس ان تكون وجهت رسالة مماثلة الى اوباما.
واوضح المسؤول الاميركي «يمكنني تأكيد انها (الرسالة) من حماس وانها موجهة الى الرئيس اوباما». واضاف «لقد تم تسليمها الى السيناتور (جون) كيري الذي سلمها لقنصلية» الولايات المتحدة في القدس، وان كيري اكد بالفعل انها من حماس. وكان كيري أجرى محادثات في القدس المحتلة مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، فيما من المتوقع ان يتوجه اليوم السبت إلى دمشق مع وفدين من الكونغرس، حيث يجري محادثات مع الرئيس بشار الأسد.
وبحسب «هآرتس» فإنّ عضو البلدية المكلف بملف القدس الشرقية ياكير سيغيف التقى مؤخرا مع سكان من سلوان وطرح عليهم إخلاء 88 منزلا طواعية، مهددا بأنها معدة للهدم بزعم أنها شيدت من دون تراخيص. وقال سيغيف إنه «لا توجد أية خطة لتعويض السكان، وهناك أوامر حكم صادرة بهدم المنازل ونحن ملزمون بتنفيذها، وفكرة التعويض تم طرحها خلال الحديث مع السكان».
يشار إلى أن منظمات استيطانية يهودية مدعومة من الحكومة الإسرائيلية وبلدية القدس تنفذ أعمال حفريات بواسطة سلطة الآثار الإسرائيلية في سلوان. وقال سكان في الحي ونشطاء في منظمات حقوق إنسان إسرائيلية إن سعي البلدية لإخلاء السكان الفلسطينيين من منازلهم ليس جديدا، وتقف خلفه منظمة «إلعاد» الاستيطانية والتي تسعى للسيطرة على الحي المحاذي للبلدة القديمة من اجل تفعيل ما يسمى «بمدينة داوود».
ميدانياً، شن الطيران الحربي الإسرائيلي، بعد ظهر أمس، ست غارات استهدفت أنفاقاً للتهريب على طول الشريط الحدودي بين مصر والقطاع، من دون أن يبلغ عن وقوع إصابات، فيما أعلنت فصائل المقاومة أنها تصدت لمحاولة توغل شرقي بلدة القرارة جنوبي القطاع، وأخرى في منطقة جحر الديك الواقعة شرق مدينة غزة.
وفي السياق ذكرت مصادر عسكرية إسرائيلية أنّ عشر قذائف هاون وصاروخاً من طراز «القسام» أطلقت من غزة وسقطت في مناطق خالية في المناطق المحاذية للقطاع، من دون أن يبلغ عن وقوع إصابات أو خسائر مادية. يأتي ذلك، في وقت ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن الجيش الإسرائيلي يواجه صعوبات في الرد على إطلاق الصواريخ والقذائف من غزة. وأشارت إلى أنّ رئيس الحكومة الإسرائيلية المنصرف إيهود أولمرت طالب، خلال اجتماع المجلس الوزاري المصغر الأخير، برد قاس على كل صاروخ يطلق من القطاع، فكان رد وزير الدفاع عليه إيهود باراك بأنه «لا توجد أهداف».
وفي الضفة الغربية، واصلت قوات الاحتلال انتهاكاتها ضد الفلسطينيين، حيث اعتقلت قوة إسرائيلية خاصة قيادياً في حركة الجهاد الإسلامي من بلدة قباطية جنوبي جنين، واقتادته إلى أحد مراكز التحقيق الإسرائيلية. وكانت سلطات الاحتلال اعتقلت 11 فلسطينيا في عمليات مداهمة نفذتها خلال ساعات الصباح الأولى في مناطق متفرقة في الضفة.
في غضون ذلك، عاد مبعوث اولمرت لشؤون الأسرى عوفر ديكل إلى إسرائيل من القاهرة بعد سلسلة اجتماعات عقدها مع جهات ذات علاقة بقضية الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليت. ونقلت «هآرتس» عن مصدر سياسي إسرائيلي أن النقاش بين إسرائيل وحماس الآن يدور حول هوية الأسرى الذين تطالب حماس بإطلاقهم. وكانت صحيفة «يديعوت أحرونوت» ذكرت أن طاقما إسرائيليا وضع، بموجب تعليمات أصدرها أولمرت، قائمة بأسماء مئات الأسرى الفلسطينيين بعضهم أدين بتخطيط وتنفيذ هجمات قتل فيها إسرائيليون، لتكون بديلة عن العديد من الأسماء الواردة في قائمة الأسرى التي سلمتها حماس لإسرائيل.وفي السياق، نقلت صحيفة «هآرتس» عن مصدر دبلوماسي أنّ رئيس حكومة قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وعد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بالضغط على حماس لحلّ قضية شاليت، الذي يحمل الجنسية الفرنسية، وذلك خلال لقائهما في باريس قبل أسبوعي.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد