الزيدي أمام المحكمة:بوش لم يكن ضيفاً وهو يقوداحتلالاً منذ 6سنوات
في أول «ظهور» له منذ اعتقاله، دافع الصحافي العراقي منتظر الزيدي بثقة، أمس، عن قذفه للرئيس الأميركي السابق جورج بوش بحذاءيه في بغداد، موضحا انه قام بهذه الخطوة لان بوش هو «المسؤول عن الجرائم ضد شعبي»، مشددا على أن ابتسامة بوش «الجامدة» وهو يتحدث عن انجازاته في العراق أثارت حنقه، وجعلته يفكر في أكثر من مليون عراقي قتلوا وانتهاك حرمة المساجد والمنازل واغتصاب النساء. وأكد انه لا يمكن محاكمته بتهمة الاعتداء على رئيس دولة زائر لان بوش كان قائدا لقوات احتلال.
واقتيد الزيدي، وسط إجراءات أمنية ضخمة جدا شملت نقله بعربة هامفي مظللة ترافقها سيارات عسكرية عدة، واعداد كبيرة من الحراس إلى المحكمة الجنائية المركزية في المنطقة الخضراء والمسؤولة عن المتهمين بقضايا «الإرهاب». وخلال دخوله الى المحكمة، حيث كانت الأصفاد في يديه وأحيط بعدد من حراس الأمن، زغردت النسوة وصفق أفراد أسرة الصحافي في قناة «البغدادية». وسلمته إحدى نسيباته العلم العراقي، فقام بتقبيله ولفه حول عنقه طيلة الجلسة التي بلغت 30 دقيقة. وهو «الظهور» الأول للزيدي منذ اعتقاله في 14 كانون الأول الماضي، بعدما رشق بوش بالحذاء خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، وهو يصرخ «هذه قبلة الوداع من العراقيين أيها الكلب».
وقرر القاضي عبد الأمير حسان الربيعي تأجيل الجلسة إلى 12 آذار المقبل، بعد أن احتج وكلاء الدفاع من أن زيارة بوش إلى بغداد لم تكن رسمية. وأوضح القاضي «قررت المحكمة مخاطبة الأمانة العامة لمكتب رئاسة الوزراء لمعرفة نوع زيارة بوش، هل هي زيارة رسمية أم غير رسمية».
وشهد موظفان حكوميان أن حراس المالكي لم يعتدوا على الزيدي خلال اعتقاله في المؤتمر الصحافي.
وقال الزيدي بثقة، أمام لجنة مكونة من ثلاثة قضاة و25 محاميا توافدوا للدفاع عنه، «لاحظته (بوش) يتحدث ويبتسم وينظر إلى رئيس الوزراء بابتسامة جامدة، بلا دم وبلا روح، واخذ يمزح مع المالكي، ويقول انه سيتناول العشاء معه بعد المؤتمر». وأضاف «في تلك اللحظة لم أر إلا بوش. اسودت الدنيا في عيني وكنت اشعر أن دماء الأبرياء تسير من تحت أقدامي، وهو يبتسم تلك الابتسامة آتيا ليودع العراق في العشاء الأخير بعد أكثر من مليون شهيد والخراب الاقتصادي والاجتماعي في البلد».
وتابع الزيدي، الذي كان يرتدي قميصا اسود وسترة كاكية اللون، «في تلك اللحظة شعرت أن هذا الشخص هو القاتل الأول لشعبي، وأنا جزء من هذا الشعب، لذا حاولت أن أرد ولو بجزء يسير، فانفعلت وضربته بالحذاء لأنه المسؤول عن الجرائم التي حصلت في العراق».
وأوضح «رميت الحذاء بوجه بوش، فلم تصبه الفردة الأولى»، مضيفا أن الفردة «الثانية جاءت لا إرادية ورميته بها ولم تصبه. أنا لم أرد المساس برئيس الوزراء أو إحراجه. تأكدت من أن هناك مسافة بين رئيس الوزراء وبوش، ورميت الحذاء وكان المالكي بعيدا عنه»، مؤكدا انه «لم أكن انوي قتل قائد قوات الاحتلال».
وأوضح الزيدي «نحن العرب نفتخر بالضيافة. لكن بوش وجنوده صار لهم أكثر من 6 سنوات في العراق، الضيف إذا لم يسمح له بالدخول لا يكون ضيفا». وتابع «أردت أن اعبر عما في داخلي وداخل الشعب العراقي كله، بكل اتجاهاته وما يكنه لهذا الرجل بالذات من كراهية بهذه الطريقة».
وروى الزيدي ما حصل ليلة المؤتمر. وقال «في ذلك اليوم لم أكن أبيت النية لغرض الاعتداء عليه (بوش). ولدى بدء المؤتمر كان المالكي يتحدث وبعد الانتهاء من كلامه بدأ بوش بالحديث». وتابع إن بوش «تحدث عن انتصاراته ومنجزاته في العراق. أي منجزات يتحدث عنها. قتل أكثر من مليون، وبحار من الدماء وانتهاك مساجد وقتل من فيها واغتصاب النساء وإذلال العراقيين في كل يوم وساعة»، موضحا أن «هناك أكثر من خمسة ملايين يتيم عراقي ومليون أرملة وثكلى، بسبب الاحتلال».
وجادل الزيدي القاضي الذي اعتبر أن بوش كان «ضيفا» على العراق فكيف تفعل ذلك. وقال «هذا غير صحيح لأنه كان في المنطقة الخضراء وهي تحت حمايته وحماية جيشه وهو يقود هذه القوات، ومن غير المنطق أن يكون ضيفا على مكان هو مسيطر عليه». وأضاف «أنا متهم بأنني اعتديت على ضيف رئيس الوزراء، ونحن العرب معروفون بضيافة أي شخص، لكن الضيف عندما يأتي، يطرق الباب ويدخل. هو (بوش) دخل خلسة وعنوة، ومن يدخل عنوة فهذا احتلال».
وفي جواب للقاضي حول نيته ضرب بوش، قال الصحافي «النوايا لا تؤخذ في الحسبان». وأضاف «كانت لي نوايا سابقة لرد اعتبار صغير لما يجري في العراق. أنا صحافي ومنذ قدوم الاحتلال الأميركي للعراق وما حصل من سلبيات من قتل الأبرياء وانتهاك حرمات البيوت، أحاول رد الاعتبار للعراقيين بأي طريقة، ما عدا استخدام السلاح». واشار الى أنه كان يخطط في الأصل إلى قذف بوش بالحذاء أثناء مؤتمر صحافي في العاصمة الأردنية عمان.
من جهة أخرى، فشل البرلمان العراقي مجددا في انتخاب رئيس له خلفا للمستقيل محمود المشهداني. وحصل رئيس كتلة «جبهة التوافق» البرلمانية إياد السامرائي على 136 صوتا، فيما حصل منافسه مرشح «مجلس الحوار الوطني» خليل جدوع على 81 صوتا، ووجدت 20 بطاقة بيضاء. ويحتاج الفائز إلى 137 صوتا زائدا صوتا واحدا، للفوز بالمنصب. وقتل 9 عراقيين، وأصيب 21، في انفجارات وهجمات في الموصل والفلوجة وديالى والكرادة في بغداد.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد