لتفكيـك قنبلـة اختـر الأحمـر... لكتابـة نـص عليـك بـالأزرق
للألوان تأثير على الإدراك. فإن كنتَ تعمل على تحسين أدائك في العمل، أو تحاول كتابة نص إبداعي، ربما حان الوقت لتأخذ لون غرفتك بالاعتبار. فالأحمر يجعلك أكثر دقة والأزرق أكثر إبداعاً.
لإجراء الدراسة، التي نشرت على موقع مجلة »العلوم« الإلكتروني، راقب باحثون من جامعة »بريتيش كولومبيا«، ٦٠٠ شخص لتحديد ما إذا كان أداؤهم الإدراكي يختلف عندما يشاهدون صوراً باللون الأحمر... أو الأزرق.
وتبين أن »مجموعة الأحمر«، أبلت بلاء أفضل من المجموعات الأخرى في اختبارات التذكّر والانتباه والتقاط التفاصيل.
في المقابل، تفوقت »مجموعة الأزرق« على أترابها في الاختبارات التي تتطلّب الخيال، مثل صنع أشكال إبداعية من الآجر، او اختراع ألعاب من الورق، مثلاً.
ودعت الباحثة جولييت زوو، التي شاركت في الدراسة الناس إلى »استخدام الأحمر كخلفية، عندما تريدون تنشيط ذاكرتكم، من أجل التدقيق في نص ما، فهو يعزز قدراتكم الدقيقة«.
أما إذا كنتم تشاركون في »جلسة عصف ذهني تبحث سبل الترويج لمنتج جديد، أو تحاولون التوصل إلى حل لمكافحة ارتفاع وزن الأطفال أو تدخين المراهقين... عليكم ان تجلسوا في غرفة زرقاء«، كما قالت زوو.
لطالما نقّب الباحثون عن مدى تأثير الألوان على سلوك الناس وإدراكهم، ففي العام ٢٠٠٤، لاحظ علماء في جامعة »دورهام« البريطانية أن غالبية لاعبي الملاكمة والتيكواندو، الذين كانوا يرتدون اللون الأحمر في الألعاب الأولمبية لذلك العام، هزموا، بنسبة ٦٠ في المئة، منافسيهم الذين كانوا يلبسون الأزرق، مرجحين أن يكون للأحمر تأثير على لابسي الأزرق، ويوحي لهم بأن خصومهم »هم المسيطرون«.
وفي سياق متصل، قالت دراسة صدرت في العام ٢٠٠٨ عن جامعة »روشستر« أن غالبية الرجال يجدون النساء، في الإعلانات التجارية التي تحمل خلفية حمراء أو ترتدين الأحمر، أكثر جاذبية من نظيراتهن »الزرقاوات«.
ولاحقاً أعد باحثون تصميماً هندسياً فيه غرف زرقاء وصفراء وحمراء. وجدت الدراسة أن غالبية المشاركين في الدراسة اختاروا دخول الغرف الصفراء والحمراء، لكن مَن اختار الغرف الزرقاء أطالوا المكوث هناك. كما تبين للدراسة ان من دخل الغرفة الزرقاء أحسوا بالجوع والعطش... لكن من دخلوا الغرف الصفراء أحسوا بالمثل... لكن بصورة مضاعفة.
وعزت دراسة »العلوم« الحديثة تأثير الألوان على الحس الإدراكي إلى »المزاج« الذي تولّده هذه الألوان، حسبما كتب عالم النفس نوربرت شوارز، فـ»عندما تجد نفسك أمام معضلة، تصبح أكثر ميلاً للانتباه إلى التفاصيل، وبالتالي أفضل في إنجاز الأمور، ولكنك لن تكون قادراً على تنشيط خيالك«، والعكس صحيح، لأن »الناس ذوي المزاج الجيد يصبحون أكثر إبداعاً«.
وما علاقة ذلك بالألوان؟ يشرح شوارز أن اللون الأحمر مرتبط في أذهان الناس بالمشاكل، فلون علامات »طوارئ« أو »انتبه« أو »توقف« تكتب بالأحمر، وكذلك بالنسبة لكلمة »راسب«، ولهذا فهي تحث الإدراك واليقظة.
وأيده في ذلك عالم النفس في جامعة يال جون بارغ، الذي قال أن اللون الأزرق »يبدو أقل تأثيراً من الأحمر، ولكن السماوات الزرقاء والبحار الزرقاء، تبعث على الهدوء والإيجابية«.
قد يكون هذا الاكتشاف مذهلاً بالنسبة للتربويين أو حتى المعلنين.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد