الجيش اللبناني للإسرائيليين: لسنا حراساً للحدود

09-01-2009

الجيش اللبناني للإسرائيليين: لسنا حراساً للحدود

أقلقت »الصواريخ غير المنضبطة« المنطلقة من جنوب الليطاني باتجاه شمال فلسطين المحتلة، صباح أمس، الجانب الإسرائيلي، واستدرجت ردود فعل دولية منددة، وأحرجت كلا من الجيش اللبناني و»اليونيفيل« المسؤولين عن تنفيذ القرار ،١٧٠١ وأربكت الحكومة اللبنانية التي بكّرت في الإدانة، فيما التزم »حزب الله« الصمت كعادته، ولو أن رئاسة الحكومة، سارعت إلى تظهير موقفه بنفي العلم والعلاقة بالحادث، وذلك بعد اتصال هاتفي جرى بين الرئيس فؤاد السنيورة والمعاون السياسي للأمين العام لـ»حزب الله« الحاج حسين خليل، وهو الأمر نفسه الذي تكرر من خلال جلسة مجلس الوزراء الاستثنائية، التي حضرها عضو قيادة »حزب الله« الوزير محمد فنيش ووافق فيها على مضمون البيان الذي كان قد تم التوافق عليه قبيل الجلسة، فيما كرر رئيس الجمهورية ميشال سليمان موقفه الذي استبق إطلاق الصواريخ عبر التحذير من أصابع إسرائيلية وراء الحادث من أجل توريط لبنان.
وفي خضم هذه »العجقة« من المواقف وغيرها وخاصة من جانب فريق الرابع عشر من آذار الذي طالب »حزب الله« بالإدانة العلنية، كانت غالبية اللبنانيين تعيش ساعات من القلق الثقيل، خاصة في ضوء الرد الإسرائيلي »الموضعي«، مرفقا بتهديدات جديدة للبنان، فيما كانت منطقة الحدود الشمالية تشهد أوضاعا عادية جدا على صعيد حركة الجيش الإسرائيلي، في حين قررت قيادة »اليونيفيل« والجيش اللبناني تعزيز الانتشار العسكري جنوب الليطاني، بما في ذلك إرسال قوات جديدة من الجيش، واستحداث مواقع وحواجز وإقامة نقاط أمنية.
وقدّر مسؤول عسكري دولي عدد العناصر الدولية واللبنانية المشاركة في الانتشار بما يزيد عن عشرين ألفا، وأشار المسؤول نفسه، إلى أن ثلاثة صواريخ »كاتيوشا« قديمة الصنع، سقطت قرابة السابعة والربع صباحا في مستوطنتي نهاريا وشلومي في فلسطين المحتلة مصدرها منطقة طيرحرفا، على بعد نحو سبعة كيلو متر من الحدود. وفور انفجارها رد الجيش الإسرائيلي بقذائف »هاون« من العيار الثقيل على مكان انطلاق الصواريخ، وهي المرة الأولى التي ترد فيها إسرائيل على مصادر النار في تلك المنطقة، منذ صدور القرار الدولي ١٧٠١ الذي أعقب »حرب تموز«.
ووفق المعلومات التي توافرت، فان الجيش الإسرائيلي استخدم للمرة الأولى الشبكة الرادارية الجديدة في الشمال، بحيث انطلقت القذائف المدفعية الإسرائيلية أوتوماتيكيا، الأمر الذي استوجب اتصالات عاجلة من قبل قيادة »اليونيفيل« بالجانب الإسرائيلي، حيث تم إبلاغه بأن »استمرار القصف الإسرائيلي يهدد بفلتان الموقف في جنوب الليطاني وعندها سننسحب نحن والجيش اللبناني، وعليكم أن تتحملوا العواقب الوخيمة لهكذا خطوة«.
وعلى الفور بادر الجانب الإسرائيلي، إلى طرح معادلة أنه مقابل كل قذيفة تسقط علينا سنرد بقذيفة، ثم طوّر الاسرائيليون موقفهم لاحقا بإبلاغ »اليونيفيل« أنه في حال تكرر إطلاق الصواريخ وسقط ضحايا في الجانب الإسرائيلي، فان ردنا سيكون أقوى وأقسى مما تتوقعون، وطمأن الجانب الإسرائيلي، »اليونيفيل« بأنه لن يكمل بإطلاق القذائف وسيكتفي بهذا المقدار، لكنه أصر على أن يصدر موقف عن كل من »حزب الله« والجيش اللبناني.
وفي ضوء التوضيحات الإسرائيلية، بادرت قيادة »اليونيفيل« إلى إجراء مروحة واسعة من المشاورات لمست خلالها »جدية عالية من الجيش اللبناني في التعامل مع الموقف الميداني وقرار واضح بضبط الموقف«، وعندما تم نقل الطلب الإسرائيلي بإصدار موقف من جانب المقاومة والجيش، من أجل المساهمة في تهدئة الموقف، جاء الجواب سلبيا، وقال أحد ضباط الجيش لقيادة »اليونيفيل«إنه مع كل ترسانة الأسلحة والطيران الاسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وحتى مع احتلال إسرائيل لغزة، »يعجز الجيش الإسرائيلي عن منع إطلاق الصواريخ أو دخولها بالآلاف، ولذلك لا يجوز أن يتم التعامل بوصفنا حرس حدود للجانب الإسرائيلي، نحن وظيفتنا الأساسية هي حماية أهلنا وحدودنا وتنفيذ القرار ،١٧٠١ ويجب أن لا يغيب عن بال الجانب الإسرائيلي أن هناك رأيا عاما عربيا غاضبا على ما يجري في غزة ولكن بالرغم من ذلك، نحن نقوم بواجباتنا ولا نأبه بالتهديدات أو المطالب الإسرائيلية وهناك تعليمات واضحة من قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي ببقاء الجيش في حالة جهوزية تحسبا لأي عدوان اسرائيلي«.
وقالت المصادر إن الجانبين الدولي واللبناني فتحا تحقيقا في الحادث، علما أن قيادة »اليونيفيل« كانت قد أبلغت الجانب اللبناني أنها تبلغت قبل ٤٨ ساعة من انطلاق الصواريخ، اشعارا من الجانب الاسرائيلي وتحديدا القيادة الشمالية، أنها تمكنت من خلال أجهزة الرصد والتنصت، من الحصول على معلومات حول نية طرف غير لبناني(اما »القاعدة« بعد الموقف الأخير لأيمن الظواهري أو أحد التنظيمات الفلسطينية المتطرفة) اطلاق صواريخ من الأراضي اللبنانية، وقد تم التدقيق في هذا المعطى، فضلا عن رسم خريطة أولية لما يمكن أن تسمى »نقاط الضعف« التي لا تخضع لرقابة لبنانية أو دولية صارمة ومنها النقطة التي انطلقت منها الصواريخ.
وفي موازاة الاتصالات العسكرية اللبنانية الدولية، كانت رئاستا الجمهورية والحكومة تجريان اتصالات داخلية وخارجية، أبرزها الاتصال الذي جرى بين الرئيس السنيورة والمعاون السياسي للأمين العام لـ»حزب الله« الحاج حسين خليل الذي قال لرئيس الحكومة ان لا علاقة للمقاومة بما حصل وعندما ألح رئيس الحكومة على وجوب أن يكون هناك موقف للحزب كجزء من الإجماع الوطني اللبناني حول القرار ،١٧٠١ أجاب الخليل أن الحزب لا علم له ولا علاقة له بما جرى وسيكتفي بهذا المقدار من التوضيح، وعندها طلب رئيس الحكومة من وزير الإعلام طارق متري تظهير موقف »حزب الله«...
بدوره، جدد مجلس الوزراء التنديد بـالمجازر الإسرائيلية في قطاع غزة، مؤكدا تضامن لبنان مع أهل القطاع، ومطالبا المجتمع الدولي برفض العدوان الإسرائيلي ورفع الحصار عن غزة.
وأكد مجلس الوزراء، احترام لبنان للقرار الدولي ،١٧٠١ مشددا على رفضه إطلاق الصواريخ من الأراضي اللبنانية وعلى رفض استخدام الأراضي اللبنانية منصة لإطلاق الصواريخ لإعطاء إسرائيل ذريعة لشن الحرب. ولفت البيان إلى أهمية قيام الجيش اللبناني و»اليونيفيل« بواجباتهما، مشيرا إلى أن الأوامر أعطيت للجيش بإجراء تحقيق جدي في موضوع إطلاق الصواريخ.

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...