خسائر الجانب الإسرائيلي و أحد الأسرى قريب مسؤول بارز

الجمل : قال الضابط الكبير في الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية يوسي بيريتس ان "حزب الله" يمتلك آلاف الصواريخ التي يبلغ مداها حتى 20 كيلومتراً، الى نحو مئة صاروخ يبلغ مداها ما بين 40 و70 كيلومتراً". واضاف ان طائرات سلاح الجو "اغارت ليل اول من أمس على مستودعات للصواريخ بعيدة المدى، غير ان حزب الله ما يزال يمتلك القدرة على إطلاق صواريخ كهذه على إسرائيل".

وسقطت عشرات من صواريخ "كاتيوشا" من جنوب لبنان في البلدات والمدن في شمال إسرائيل وعدد من القواعد العسكرية والمطارات، وقدرت مصادر الجيش عدد القذائف التي سقطت بأكثر من مئة لكن الأنباء عن سقوط صاروخ في حيفا ثالث مدن اسرائيل والواقعة على مسافة نحو 36 كيلومتراً جنوب الحدود من لبنان اثار تساؤلات عدة وخصوصاً بعدما نفى "حزب الله" ان يكون اطلق اي صاروخ على المدينة بعدما كان هدد بقصفها اذا استهدفت اسرائيل بيروت او ضاحيتها الجنوبية.
وصرح ناطق باسم الجيش الاسرائيلي بأن صاروخين من طراز "كاتيوشا" أطلقا من لبنان وسقطا في حيفا وأديا الى مقتل شخصين. واعتبر السفير الاسرائيلي لدى واشنطن دانيال ايالون ان قصف حيفا "يمثل تصعيدا خطيرا، خطيرا فعلا". وأضاف: "علينا ان نواصل هذه العملية الى حين تدمير قدرة حزب الله على القيام بما يقوم به".
وفي مدينة صفد الواقعة في الجليل، أدى القصف بـ"الكاتيوشا" الى سقوط 11 جريحا أحدهم في حال خطرة .
كذلك أخبر عن سقوط قتيلة في الاربعين من العمر وجرح 21 شخصا على الاقل في القصف الذي استهدف بلدة نهاريا الساحلية. وجرح شخص في بلدة زرعيت القريبة من الحدود. والحق صاروخ أضرارا بقاعدة جوية إسرائيلية قرب جبل ميرون. ودعا الجيش سكان حيفا وعكا والمدن الاخرى والبلدات في شمال اسرائيل الى النزول الى الملاجىء. وقال ان "نصف مليون مدني سيمضون الليل في الملاجىء".وغادر الكثير من سكان هذه المنطقة بيوتهم وتوجهوا جنوبا هربا من الصواريخ. وأعاد مشهد صفوف السيارات المتجهة جنوبا الى أذهان سكان شمال إسرائيل ذكريات من أيام الاحتلال الإسرائيلي للبنان عام 1982.
وقال خالد مصلح، وهو يغادر منزله في نهاريا متوجها الى الناصرة حيث تسكن عائلته ان حركة السير على طريق نهاريا – عكا تزداد ازدحاما، بينما كان الشارع في الاتجاه المعاكس من الجنوب الى الشمال خاليا تقريبا من السيارات.
وخلت شوارع البلدات من المارة وأقفلت المتاجر والمخيمات الصيفية للاولاد ابوابها. وحظرت سلطات الأمن الإسرائيلية حركة وسائل النقل العامة من قطارات واوتوبيسات وسيارات أجرة في المنطقة الشمالية. وباتت عكا أقصر نقطة تصل إليها المواصلات العامة في شمال الدولة العبرية.ودعت القيادة العسكرية للجبهة الداخلية سكان شمال إسرائيل الى "الصمود لدعم المقاتلين" في الحملة العسكرية على لبنان.
وأفادت مصادر اسرائيلية ان وزير الدفاع كان يعقد اجتماعا مع قيادة المنطقة الشمالية العسكرية عندما سقط صاروخ على صفد، مما اضطر الضباط الى النزول الى الملجأ.
وكان "حزب الله" أعلن ان "صواريخ المقاومة سقطت قرب مقر قيادة المنطقة الشمالية في مدينة صفد".وأقفلت المصارف الإسرائيلية موقتا بعض فروعها في الشمال ومنيت أسهم المصارف بخسائر بلغت خمسة في المئة او أكثر، متجاوزة تراجعا بنسبة اربعة في المئة لمؤشر "أبيب 25".وتراجع سعر صرف الشيقل الاسرائيلي لليوم الثاني على التوالي ازاء الدولار بسبب الاوضاع الامنية..
وقال قائد المنطقة العسكرية الشمالية في اسرائيل الجنرال عودي ادم أن "سكان صفد وكرمئيل اللتين كانتا هدفاً للصواريخ غير معتادين على ذلك... يجب الصبر، فلا يساورني شك في اننا سنتمكن في الأيام القريبة من وضع حد لهذا التهديد". وعن مصير الجنديين الاسرائيليين الاسيرين، قال: "نفترض انهما على قيد الحياة". وتوقع نائب رئيس اركان القوات الجوية الجنرال عمير ايشل شن هجوم طويل الأمد. وقال: "نحن لا نرى ان هذه مسألة ايام وإنما ستمتد  فترة طويلة". واكد ان "الحصار الجوي والبحري المفروض على لبنان" سيستمر "ما دام الصراع مستمراً".
وكشف الجيش الاسرائيلي ان الجنديين اللذين أسرا في عملية "حزب الله" هما ايهود غولدواسر (31 سنة) وإلداد ريجيف (26 سنة). وقالت مصادر اسرائيلية ان احدهما تربطه علاقة قربى بمسؤول اسرائيلي بارز. وابدى امس الناطق باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية مارك ريجيف قلقاً من احتمال نقل الاسيرين الى ايران، وقال: "لدينا مخاوف من احتمال نقلهما من لبنان الى ايران. وهذه المخاوف لها اساس".لكن الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي سارع الى نفي هذا الامر. وقال ان اسرائيل "نتيجة يأسها وعزلتها المتزايدة في العالم ونتيجة التوتر والازمة التي نشأت داخلها، تردد الان سخافات".

وصرح وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيرتس قبيل اجتماعه مع موفدين اميركيين: "سقط ضحايا في اراضينا، لن نمارس ضبطا للنفس بعد الآن في سعينا الى ضرب حزب الله بأقسى الوسائل الممكنة، وهو الذي انتهك كل القواعد ويريد جر الشرق الأوسط الى الهاوية". وأضاف ان "كل الحكومات ذات السيادة في المنطقة ينبغي ان تفهم ان من واجبها أيضا ان تكون مسؤولة واننا لا ننوي ان نفصلها عن الأزمة التي نحن فيها"
وشدد في اجتماع للجنة الخارجية والامن في الكنيست على "اننا لن نسمح لحزب الله بالعودة الى المواقع التي كان يحتلها على امتداد الحدود" قبل خطف الجنديين الاسرائيليين. وقال: "وحده الجيش اللبناني يجب ان يتحرك في هذا القطاع وينشر قوات. واذا لم تنشر الحكومة اللبنانية قواتها المسلحة مثلما يتحتم على حكومة ذات سيادة ان تفعل، فلن نسمح لقوات حزب الله بالتمركز مجددا في الجانب الاخر من الحدود... ".
ورأى نائب رئيس الوزراء شمعون بيريس ان "الحكومة اللبنانية تلعب لعبة سخيفة بتأكيدها انها غير مسؤولة عن حزب الله. وان لم تكن مسؤولة فمن المسؤول اذاً؟ ان حزب الله سيرى انه لا يمكنه ان يفعل ما يحلو له عند الحدود".
وقال وزير العدل حاييم رامون ان لبنان سيدفع ثمنا باهظا لخطف "حزب الله" جنديين اسرائيليين.
 واعرب رئيس الاركان الاسرائيلي الجنرال دان حالوتس عن تصميم اسرائيل على مواصلة عملياتها في لبنان. وقال: "علينا مواصلتها لاعادة الهدوء الى شمال اسرائيل، ونحن نريد ايضا ارغام الحكومة اللبنانية على تحمل مسؤولياتها". واوضح ان "هذه العمليات ولا سيما منها القصف الجوي والمدفعي، تستهدف لبنان بحد ذاته وحزب الله... وستتواصل ما دام ذلك ضروريا لتحقيق اهدافنا". وافاد ان "نطاق تحركنا واسع جدا وعملياتنا متنوعة جدا. لقد حصلنا على الضوء الاخضر من الحكومة... لا شيء (في لبنان) بمنأى "عن الهجوم، الامر في غاية البساطة".
ورأت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني ان "حزب الله هو شريك في حكومة لبنان وينبغي تجريد عناصره من السلاح بموجب قرار مجلس الامن رقم 1559". واضافت ان "على الجيش اللبناني ان ينتشر على الحدود الدولية مع اسرائيل، و ما دام حزب الله منتشراً في الجنوب اللبناني فسيشكل ذلك ذريعة مستديمة لاثارة المشاكل والاستفزازات والتحريض على اسرائيل".
وجاء كلام ليفني لدى لقائها امس في تل ابيب المبعوثين الاميركيين عضو مجلس الامن القومي اليوت ابرامز ومساعد وزيرة الخارجية ديفيد ولش.
في غضون ذلك، بدأت وزارة الخارجية الاسرائيلية حملة اعلامية واسعة في انحاء العالم لشرح موقف اسرائيل من الازمة الراهنة.
وتحدثت ليفني بعد ظهر امس مع نظيرتها البريطانية مارغريت بيكيت وسبق لها ان اتصلت بوزراء خارجية كل من الولايات المتحدة ومصر وفرنسا وكندا.

الجمل ـ وكالات