أوروبا تقر إرسال مراقبين لجورجيا وتعلن تأجيل محادثات سلام
أعطى الاتحاد الأوروبي، أمس، الضوء الأخضر لإرسال ٢٠٠ مراقب إلى جورجيا بحلول الأول من تشرين الأول المقبل بهدف مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، في وقت تعهد حلف شمال الأطلسي، الذي قام وفد رفيع منه بزيارة جورجيا، بتعزيز تعاونه مع تبليسي، تزامناً مع تعهد مماثل تجاه أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، أطلقه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي زار بدوره هاتين الجمهوريتين.
ووافق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، خلال اجتماعهم في بروكسل، على »التحرك المشترك« الذي يشكل القاعدة القانونية لنشر مهمة المراقبين الأوروبيين الذين سينتشرون في المناطق المتاخمة لأبخازيا واوسيتيا الجنوبية بغية التحقق من انسحاب القوات الروسية من جورجيا، طبقا للاتفاق الموقع بين الرئيسين الروسي ديميتري مدفيديف والفرنسي نيكولا ساركوزي.
وقرر الوزراء الأوروبيون تخصيص موازنة لهذه البعثة تقدر بـ٣١ مليون يورو، على أن يكون مقرها في تبليسي، إضافة إلى تعيين الدبلوماسي الفرنسي بيير موريل ممثلاً خاص للاتحاد الأوروبي في الأزمة الجورجية، على أن يتم الإعلان عن طبيعة مهامه خلال الأيام المقبلة.
كذلك، أقرّت المفوضية الأوروبية مساعدة جديدة لتبليسي قيمتها ٥٠٠ مليون يورو عن الفترة الممتدة بين العامين ٢٠٠٨ و٢٠١٠ للمساعدة في إعادة الإعمار والنهوض الاقتصادي.
لكن الاتحاد الأوروبي أعلن تأجيل الاجتماع الذي كان مقرراً في جنيف في ١٥ تشرين الأول الحالي للبحث في أزمة القوقاز. وأوضح وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أنّ موعد هذا الاجتماع تقرر خطأ خلال زيارة ساركوزي موسكو، وذلك لتزامنه مع انعقاد قمة المجلس الأوروبي.
إلى ذلك، وصل الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ياب دو هوب شيفر إلى تبليسي، على رأس وفد يضم سفراء الدول الـ٢٦ الأعضاء في الناتو، في زيارة تستمر يومين، وتهدف إلى إظهار الدعم لجورجيا بعد شهر على نزاعها العسكري مع روسيا.
ودعا الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي، خلال افتتاح الجلسة الأولى لمجلس »الناتو ـ جورجيا« الذي تشكل في أعقاب الأزمة مع روسيا، إلى تسريع انضمام بلاده إلى الحلف الأطلسي، مشيراً إلى أنّ زيارة الوفد الأطلسي إلى تبليسي هي بمثابة »رسالة قوية لشعبنا وللعالم بأن جورجيا لا تقف وحيدة«.
من جهته، أكد شيفر أنّ »موقف حلف شمال الأطلسي واضح جدا: استخدام روسيا للقوة كان بشكل غير متناسب ويتعين على موسكو الآن الالتزام بكافة البنود الواردة في خطة النقاط الست لوقف إطلاق النار«، متعهداً بتعزيز العلاقات بين الحلف وتبليسي.
وكان شيفر أعلن، في مقابلة مع صحيفة »فاينانشال تايمز« البريطانية، أن بقاء قوات روسية في اوسيتيا الجنوبية وابخازيا أمر »غير مقبول«، مشيراً إلى أنّ اتفاق ميدفيديف ـ ساركوزي قدّم تنازلات كبيرة لصالح موسكو. لكن المتحدث باسم الحلف جيمس اباثوراي أكد أنّ تصريحات شيفر لا تشكل »بأي شكل« انتقادا للمفاوضات التي أجراها الرئيس الفرنسي حول انسحاب القوات الروسية من جورجيا.
من جهته، قال قائد أركان الجيوش الأميركية الجنرال مايكل مولن، خلال زيارته تركيا، إن »جورجيا تتقدم على طريق الانضمام«، لكنه أوضح أنه »مقارنة مع دول أخرى... فإن الطريق قد يكون طويلا جدا«.
وتأتي زيارة وفد الحلف الأطلسي إلى تبليسي، في وقت يقوم فيه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بزيارة اوسيتيا الجنوبية وابخازيا.
وتعهد لافروف، خلال مؤتمر صحافي في العاصمة الأوسيتية تسخينفالي، بمواصلة تقديم الدعم للجمهوريتين، مشيراً إلى أنه تم التحضير لاتفاقيات خاصة بالتجارة الحرة والضرائب والجمارك والقطاع المصرفي ستوقع قريباً. وأوضح أنّ وجود القوات الروسية في هاتين المنطقتين سيكون شرعياً بعد توقيع هذه الاتفاقيات.
وحذر لافروف من أنّه توفرت معلومات لدى موسكو بأن جورجيا تستعد للقيام بـ»أعمال إرهابية واستفزازات« ضد الجمهوريتين القوقازيتين، مشيراً إلى أنّ روسيا تصر لهذا السبب على الإسراع في نشر مراقبين من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا والاتحاد الأوروبي في جورجيا لمنع مثل هذه المحاولات.
وفي السياق، أعلن ميدفيديف أنه سيوقع هذا الأسبوع اتفاقات تعاون مع أوسيتيا وأبخازيا، على أن »تشمل شقاً عسكرياً«.
من جهة ثانية، أعلن رئيس العمليات في أسطول البحر الأسود الروسي أندريه بارانوف أن موسكو ستعمل على تعزيز تواجدها في البحر المتوسط من خلال إنشاء قواعد عسكرية فيه، في حال فقدانها القاعدة الرئيسية لأسطول البحر الأسود في سيفاستوبول في أوكرانيا.
إلى ذلك، بدأت قوة من أسطول المحيط الهادئ الروسي تدريبات في أقصى الشرق الروسي تتضمن مناورات بالذخيرة الحية في بحر اليابان، وتشمل أيضاً إطلاق صواريخ سام على طائرات تجسس من دون طيار. وتستمر هذه التدريبات حتى ٢٠ أيلول الحالي، وتقوم خلالها القطع الحربية الروسية بإطلاق صواريخ باليستية، وصواريخ مضادة للسفن على أهداف بحرية.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد