المتضامنون مع غزّة غادروها
بعدما كسروا السبت الماضي الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة، غادر القطاع أمس غالبية الناشطين الدوليين عائدين إلى قبرص، مصطحبين معهم سبعة فلسطينيين كانوا عالقين في القطاع، ومتعهدين بالعودة مجددا »وإلا نكون قد فشلنا«.
وكانت السفينتان »ليبرتي« (حرية) و»فري غزة« (غزة حرة)، اللتان ترفعان علم اليونان، قد كسرتا الحصار ووصلتا السبت الماضي الى شاطئ غزة آتيتين من قبرص وعلى متنهما ٤٤ ناشــطا من ١٧ دولــة، حيــث استقبلهما آلاف الفلسطينيين. وغالبية الناشطين، الذين تتراوح اعمارهم بين ٢٢ و٨١ عاما، اميركيون وبريطانيون وبينهم لورن بوث الأخت غير الشقيقة لشيري زوجة رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير.
وغادرت السفينتان مرفأ غزة أمس، وعلى متنهما جميع الناشطين باستثناء تسعة قرروا البقاء وقتا اطول لإظهار تضامنهم مع سكان القطاع، بالاضافة الى الفتى الفلسطيني سائد مصلح (١٦ عاما) الذي يسعى الى تركيب ساق صناعية له في قبرص، برفقة والده، بعدما فقدها في قصف للاحتلال الإسرائيلي قبل ثلاثة أعوام. كــذلك غــادرت أم وأبناؤها الأربعة لتــلاقي زوجــها في قبرص، حيث يحـملون إذنا بالإقامة.
ومن بين النشطاء الذين لم يغادروا القطاع، الاسرائيلي ـ الاميركي جيف هالبير الذي اعتقل في إسرائيل الثلاثاء الماضي، بحجة خرقه حظراً على دخول القطاع الذي يعتبره الاحتلال »كيانا معاديا«، قبل ان يطلق سراحه امس الاول. وقال هالبير انه يتوقع توجيه لائحة اتهام ضده، مضيفا »يوم الاثنين، حصلت على الجنسية الفلسطينية ويوم الثلاثاء، ادخلت الى سجن إسرائيلي«. وتابع »خلال الرحلة بأكملها الى غزة، المرة الوحيدة التي شعرت فيها بالخوف عموما كانت في سجن إسرائيلي«، حيث اتخذ الموقوفون الآخرون موقفا عدائيا منه، لتعاطفه مع الفلسطينيين.
وكرر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية يغال بالمور ان قرار الاحتلال السماح للسفينتين بالدخول الى غزة والخروج منها، يستهدف حرمان الناشطين من تحقيق انتصار دعائي، مضيفا »انهم يقلون عددا محدودا من الفلسطينيين، وهذه ليست مشكلة«. وتابع انه يحق للبحرية الإسرائيلية ان تفتش السفينتين.
وكان رئيس الوزراء الفلسطيني المقال اسماعيل هنية قد ودع الناشطين قبل مغادرتهم، مانحا اياهم جوازات سفر فلسطينية دبلوماسية رمزية. وكان هنية قد منحهم الاحد الماضي الجنسية الفلسطــينية ووسام كسر الحصار.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد