قريباً جداً ... ألعاب فيديو تقرأ الأفكار!

»عندما نفكر في شيء ما يوجد في عقولنا، فإنه سيظهر في لعبة الفيديو..!
هذا ما قاله ساتورو إيواتا« المدير التنفيذي لشركة ناينتيندو التي تتوقع أن تبيع حوالى ٢٥ مليون وحدة من ألعاب الفيديو هذا العام، مؤكدا حدوث ثورة مذهلة في جيل الألعاب القادم.
وعلى الرغم من أن ادعاء إيواتا يبدو غير منطقي وغير محتمل قريبا على الأقل إلا أن تقارير أكدت أن أول لعبــة في العالم تتحكم في التفكير سوف تطلقها بحلول نهاية العام الحالي شركة إيموتيف الاسترالية التي أسسها ألان سنايدر عالم الأعصاب والباحث السابق في جامعة كمبردج. وتقول الشركة بأن سماعة الرأس الخاصة بتلك اللعبة تحتوي على ١٦ جهازا حساسا يلامس فروة رأس اللاعب لقياس النشاط الكــهربي للمخ. بما يسمح للاعب أن يلعــب ويندفع ويسحب ويرفع الأشياء الموجودة أمامه على شــاشة الكومبيوتر ببساطة من خلال التفكير، ودون أن يقوم بأي حركات أخرى.
ولقد أثبتت الاختبارات المبدئية أن الخيال العلمي في مجال التكنولوجيا يأتي بنتيجة. وتعمل القوات العسكرية الأميركية على تكنولوجيا التحكم في التفكير منذ سنوات. فالعديد من المشاريع التي أصبحت منتشرة الآن قد ركزت على أنظمة قراءة الأفكار أكثر من القذائف الموجهة بالأفكار. وفي الشهر الماضي، أعلنت وكالة المشروعات البحثية المتقدمة التابعة لوزارة الدفاع الأميركية بأنها قدمت عقدا بقيمة ٦,٧ ملايين دولار أميركي إلى شركة نورث روب غرومان من أجل تطوير منظار لقياس موجات المخ يستخدم أجهزة حساسة توضع على فروة الرأس للكشف عن الأشياء التي ربما يراها المستخدم ولكنها غير ملحوظة، وبمعنى آخر يستخدم الكومبيوتر كوسيلة مساعدة للمخ من أجل تزويد المستخدم برؤية تفوق الرؤية البشرية.
ولشرح تلك التكنولوجيا، يقول الأستاذ المساعد لعلم الأعصاب في كلية الطب بجامعة ميريلاند الدكتور روبرت شين: هناك مستوى يمكن للمخ عنده تحديد الأشياء قبل أن تصل إلى مستوى الشعور. حيث يقول المخ ربما يوجد هناك شيء، ولكنه قد لا يدرك أنه شيء سيعلو إلى مستوى الإدراك والوعي.
كما تعمل وزارة الدفاع الأميركية على تكنولوجيا مشابهة تعرف باسم »الإدراك المتزايد« من اجل مساعدة محللي جهاز المخابرات على القيام بأعمالهم خير قيام. واعتمادا على مبدأ منظار موجات المخ نفسه، فقد ظهر أن تلك التقنية ساعدت المحللين على العمل بشكل سريع ضعف قدرتهم العادية سبع مرات. كما أنها تظهر متى يصاب أولئك المحللون بالتعب.
وفي اختبارات أخرى، تم تزويد الجنود بسماعات تثبت على الرأس من الممكن أن تكتشف امتلاء المخ بالمعلومات الكثيرة، مما يساعد القادة على تحديد إذا كان الجنود سيمكنهم التعامل مع معلومات جديدة أخرى في ظل الضغط الشديد في ميدان المعركة أم لا.
كما اظهرت قوات الشرطة وجميع الوكالات المعنية بتطبيق القانون اهتماما باستخدام تكنولوجيا قراءة الأفكار من أجل استخدامها بدلا من أجهزة كشف الكذب. ويعتقد الباحثون الطبيون بأن تلك التكنولوجيا تساعد في التحكم في الجيل القادم من جراحة المفاصل أو تقديم طرق جديدة لمصابي الجلطة كي يتواصلوا بها مع الآخرين.

المصدر: السفير نقلاً عن (التايمز)