المدينة الجامعية بدمشق دون مستوصف
أصبح مألوفاً للطالب المقيم مشاهدة سيارات الإسعاف تدخل وتسعف أحد زملائه من داخل الوحدات السكنية في المدينة الجامعية بدمشق ومع كل هذا التجمع الكبير من طلاب المدينة فمكان إقامتهم يخلو من وجود مستوصف الأمر الذي فرض على الطلاب اللجوء إلى العيادات والمشافي العامة والخاصة للاستطباب والمعالجة.
الطالب أحمد عبدو يقول: تعرض أحد زملائه لحالة إغماء وكان يعاني من التهاب قصبات بسبب البرد المتسرب عبر شبابيك الغرفة التي لم يستطع إغلاقها لأنها بحاجة إلى صيانة فطلب من مدير الوحدة استدعاء الإسعاف ولكن السيارة لم تأت فاضطروا إلى الخروج وطلب سيارة أجرة خاصة ولم يسمح لها بالدخول فحملوه بالأيدي من باب الوحدة إلى الباب الرئيسي وهي مسافة ليست بالقصيرة وطالب بوجوب إحداث مستوصف في كل وحدة لتغطية جميع مثل هذه الحالات اللازمة للإسعاف.
أما الطالبة خزامة شنان طالبة طب سنة ثانية فإنها لا تعرف بوجود مستوصف وعند سؤالنا لها هل ترين سيارة الإسعاف؟! قالت: نعم.
وعللت عدم وجود مستوصف لقرب الوحدات السكنية من مشفى المواساة في الوقت الذي أكدت فيه ضرورة وجود مثل هذه المستوصفات لإسعاف الحالات الطارئة.
وبسؤالنا للطالبة إباء الكردي طالبة معهد محاسبة وتمويل التي تعرضت لحالة اسعافية فوصفت لنا كم عانت حتى وصلت سيارة الإسعاف من مشفى المجتهد ولم يسمح سوى بمرافقة واحدة من زميلاتها لتكون معها حيث كان الإسعاف ليلا وبعد الانتهاء من الفحوصات أرادوا العودة كما جاؤوا ولكنهم فوجئوا بأن المشفى غير مسؤول عن إعادتهم إلى المدينة الجامعية.
وتمنت لو أن هناك مستوصفاً ضمن المدينة الجامعية للقيام بهذه الإسعافات عوضا عن نقلهم لمشفى خارج الحرم الجامعي وعند سؤالنا للأستاذ يوسف النعسان مشرف في الوحدة 14للبنات قال: غالبا ما تكون الحالات الإسعافية ليلا حيث تأتي الطالبة أو زميلاتها لغرفة الاستعلامات ليطلب لها الإسعاف عن طريق الاتصال بالإسعاف السريع على الرقم 110مباشرة وتنقلها سيارة الإسعاف إلى المشفى لإجراء الطبابة اللازمة لها وأضاف بأن وجود مستوصف ضروري وخاصة أن سيارة الإسعاف تحتاج إلى وقت كي تصل وقد تسبب مضاعفات للطالبة في حال تأخر الإسعافات.
وعند سؤال مدير المدينة الجامعية محمد حسان الكردي عن ضرورة وجود مستوصف أجاب أنه يستحسن وجود مستوصف في المدينة وخاصة من أجل تخديم الطالبات وعدم إسعافهم ليلا للمشافي خارج المدينة ولكن الأمر مكلف من الناحية الاقتصادية والخدمية وعن سؤاله بضرورة وجود سيارة إسعاف خاصة بالمدينة لنقل الطلاب أضاف بأن الحالات الموجودة لا تحتاج إلى هذه التكاليف وأنهم يقومون على استدعاء الإسعاف المركزي الذي يلبي الطلب وأضاف أن أكثر يوم سجلت به حالات اسعافية للطلاب لم تتجاوز الـ8 مرات.
وختم كلامه بأن المشافي تلبي الخدمات الإسعافية أفضل من وجود مستوصف علماً أن الخدمات المقدمة للطلاب هي التدفئة شتاء مع وجود الماء الساخن للاستحمام والبارد والإنارة وخدمة استقبال الاتصالات الهاتفية للغرف مع بعض الخدمات بأسعار رمزية من غسيل الملابس وكيّها.
وأضاف رئيس المكتب الإداري بشار المطلق بأنهم قدموا دراسة لرئاسة الجامعة لإنشاء مستوصف في المدينة وأن الكادر الطبي موجود من طلاب الدراسات العليا حيث إنهم يرافقون المعسكرات الإنتاجية والتدريب العسكري فمن باب أولى خدمتهم ضمن السكن الجامعي مع العلم أن عدد الطلاب الموجودين يتجاوز عشرة آلاف طالب وطالبة ضمن هذا التجمع الطلابي الكبير.
جاسم دهمش
المصدر: الوطن السورية
إضافة تعليق جديد