الحشرات ستكون أولى ضحايا تغير المناخ
كشفت دراسة بيئية جديدة نشرتها ديلي تلغراف أن الحشرات الاستوائية -وليس الدببة القطبية- يمكن أن تكون من بين أولى الأجناس التي ستنقرض نتيجة الانحباس الحراري العالمي.
فقد وجد علماء المناخ بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس أن حشرات المناطق الاستوائية تعيش بالفعل في نهاية مدى درجة حرارتها، وأي زيادات أخرى يمكن أن تقضي عليها بسرعة، ما يؤدي إلى عواقب وخيمة على المناطق الاستوائية التي تعتمد على الحشرات في كل شيء من التلقيح إلى التخلص من النفايات.
وقالوا إن زيادة متوسط درجات الحرارة في المناطق الاستوائية درجة أو درجتين مئويتين فقط يمكن أن يكون له تأثير هائل وضار على حياة مجموعة كبيرة من الحشرات الهامة.
ويتنبأ العلماء بأن المناطق القطبية ستعاني زيادات هائلة في متوسط درجات الحرارة هذا القرن نتيجة تغير المناخ، لكن أحدث دراسة تؤكد أنه حتى أقل تغيير في المناطق الاستوائية يمكن أن يكون له تأثير أخطر بكثير على الحياة البرية المحلية.
وأشاروا إلى أن كثيرا من الأجناس الاستوائية تستطيع أن تتحمل زيادة طفيفة في الحرارة لأن المناخ الذي تعيش فيه ثابت طوال العام. لكن حساباتهم تبين أن هذه الأصناف ستتأذى من درجات الحرارة المرتفعة أكثر من التي تعيش في المناخات الباردة. ومما يؤسف له أن المناطق الاستوائية تضم أيضا الأغلبية العظمى للأجناس الموجودة على كوكب الأرض.
وقالت الدراسة إن الحشرات هامة لصحة البيئات الاستوائية لأنها تقوم بخدمات حيوية مثل تفتيت المادة العضوية وتلقيح الأزهار لإنتاج الثمار وتوفير الغذاء للمخلوفات الأعلى في السلسلة الغذائية.
وقالت ديلي تلغراف إن العلماء استخدموا في دراستهم درجات الحرارة العالمية اليومية والشهرية بين عامي 1950 و2000 وقارنوها مقابل مجموعة كبيرة من البيانات التي تشير إلى كفاءة أجناس كاملة، كما حددتها مؤشرات مثل معدلات نمو السكان والأداء الوظيفي لمخلوقات مختلفة.
وحذر العلماء من أنه سيكون هناك مؤثرات أخرى للاحتباس الحراري يمكن أن يكون لها تأثير خطير على المناطق الاستوائية، وخاصة المحاصيل الغذائية.
وقالوا إن الاحتباس الحراري سيغير أيضا أنماط تساقط الأمطار وهذه التغيرات يمكن أن تكون أكثر أهمية لكم كبير من العضويات الأخرى مثل النباتات، لكنها أصعب في التنبؤ بها لأن تغيرات الدورة الهيدرولوجية غير معروفة جيدا.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد