المشافي مزدحمة وغزة تواري شهداءها على عجل
أدى تصاعد القصف الإسرائيلي واستهداف المدنيين وتوالي سقوط الشهداء والمصابين السبت إلى اكتظاظ مستشفيات شمال قطاع غزة بأعداد كبيرة من الجرحى والشهداء. وحذر أطباء ومصادر صحية من كارثة جراء النقص الهائل في الأدوية والمستلزمات الطبية بسبب استمرار الحصار الذي يمنع دخول الاحتياجات اللازمة إلى القطاع.
وعجزت ثلاجات الموتى -التي تعطل بعضها بسبب الحصار- عن استيعاب أعداد الشهداء المتصاعدة، مما اضطر أهل غزة إلى الإسراع في دفن أبنائهم الشهداء دون استيفاء إجراءات مراسم التشييع، كما دفع تصاعد أعداد الجرحى إدارة المتشفيات إلى تحويل غرف الولادة وبعض الحجر الأخرى إلى غرف للعمليات.
وبسبب تلك الأحوال اضطرت إدارة مستشفى دار الشفاء وهو أكبر مستشفيات قطاع غزة إلى أن تطلب عبر الإذاعات المحلية من الأطباء والممرضين ومن لديه خبرة في إسعاف المصابين التوجه إلى المستشفى للمساعدة في إنقاذ حياة الجرحى.
وأفاد مدير العلاقات العامة بمستشفى الشفاء بغزة رائد العريني أن الجرحى وجثث الشهداء استمروا في التوافد بأعداد كبيرة، وأشار إلى وصول مئات المصابين والجرحى الذين لم يجدوا فراشا وأسرة يستلقون عليها بسبب امتلاء الغرف بالمصابين.
وأكد العريني أن إدارة المستشفى اضطرت إلى تحويل العديد من المصابين إلى المستشفيات والعيادات الصحية المجاورة, ونقل معظم حالات المصابين التي تحتاج إجراء عمليات جراحية عاجلة إلى المستشفى
الخاص بولادة النساء, واستخدام غرف أخرى لتقديم الإسعافات الضرورية للمصابين.
وحذر العريني من خطورة الأوضاع الصحية بالمستشفى جراء النقص الكبير في المستلزمات الطبية وخاصة الأدوية الخاصة بإجراء العمليات الجراحية العاجلة المتمثلة في مثبتات العظام والشاش والقطن الطبي وخيوط الجراحة.
وأضاف أن غرف العمليات الجراحية بالمستشفى لم تتوقف عن العمل طيلة يوم السبت وأن كثيرا من المصابين ما زالوا ينتظرون أدوارهم لإجراء العمليات اللازمة.
من جهته قال الدكتور ضياء الخزندار رئيس قسم العظام بمستشفى "دار السلام" بغزة, إن حجم المصابين الذين وصلوا قسم العظام مخيف وخطير للغاية, ووصف إصابات الجرحى بأنها قاتلة.
وأفاد الخزندار أن غرف العمليات بالمستشفى أصبحت غير قادرة على استيعاب المزيد من المصابين، مشيرا إلى أن غرف العمليات الجراحية لم تقف حتى اللحظة عن العمل جراء تزايد أعداد الجرحى.
بدوره أشار خالد راضي الناطق باسم وزارة الصحة بالحكومة المقالة بغزة, إلى أن الوضع الصحي لمستشفيات القطاع ينذر بكارثة صحية وذلك للعجز الكبير التي تعانيه معظم المستشفيات التي لم تعد قادرة على تقديم الخدمات الطبية جراء النقص الهائل في الأدوية والمستلزمات الطبية.
وقال راضي, إن الوضع الصحي بالقطاع يمر بحالة استهداف واستنزاف مباشر من قبل الاحتلال الإسرائيلي, تزامنا مع الحصار المفروض على غزة, والذي يمنع دخول كافة الاحتياجات الطبية من أدوية وقطع غيار إلى جانب الوقود اللازم لتشغيل مولدات المستشفيات.
وأوضح أن المستشفيات بشمال غزة "امتلأت عن بكرة أبيها بالمصابين الذين وصلت أعدادهم إلى أكثر من 70 شهيدا، ونحو 200 مصاب منذ الأربعاء أكثر من نصفهم من الأطفال".
أحمد فياض
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد