حكاية جريمة ذبح التاجر الطرطوسي
جريمة مروعة هزت طرطوس ذهب ضحيتها رجل في منتصف العمر.. تاجر للأدوات المنزلية في شارع رئيسي في المدينة هو شارع الثورة.. كثرت حولها الشائعات وتناقلتها الألسن بكثير من التهويل..
لأن طرطوس مدينة هادئة لاتعرف هذا النمط من الجرائم.. ثمة من قال أن الرجل مات ذبحاً وأن الرأس فصل عن الجسد..وآخر قال مات طعناً في الصدر وآخر.. تعددت الروايات وتعددت الأسباب باختلاف الراوي..كل ذلك جعل منها جريمة رأي عام بامتياز ولذلك لابد من الإضاءة عليها وتقديم الحقيقة للجميع.
بتاريخ 9/2/2008 وحوالي الساعة العاشرة ليلاً أبلغت السلطات عن وجود رجل مقتول في محله المعدّ لبيع الأدوات المنزلية الكائن في شارع الثورة..حضرت هيئة الكشف ( قاضي التحقيق - الطبيب الشرعي ) وقائد الشرطة ورئيس فرع الأمن الجنائي والأدلة الجنائية والشرطة..وتبين أن المغدور يدعى ( ج.ع.ح ) مواليد 1959 متزوج ولديه أربع بنات..وتبين أن القتل تمّ بأداة حادة حيث شوهدت عدة طعنات في الصدر والخاصرة والوجه والعنق..وشوهد المغدور ضمن بركة من الدماء كما شوهدت آثار أقدام القاتل خارج المحل..وبالبحث تمكنت الأدلة الجنائية من العثور على /6/ طلقات صيد داخل المحل..وتمّ رفع آثار الدماء وتصوير آثار حذاء القاتل أثناء هروبه وقام قاضي التحقيق بإنابة فرع الأمن الجنائي بالبحث حتى معرفة الفاعل وإلقاء القبض عليه وتقديمه للعدالة.
وبدأت عملية البحث وجمع المعلومات وبالتفتيش في الهاتف الجوال الخاص بالقتيل كان من اللافت استلامه (8) رسائل في يوم الجريمة ومن رقم واحد وبالتدقيق وفق الأصول القانونية تمكن المحققون من معرفة هوية صاحبة الرقم وهو ما قادهم لاحقاً لمعرفة هوية القاتل.كما وردت لفرع الأمن الجنائي صباح اليوم التالي معلومة بأن المدعو (س) شقيق صاحبة الرقم ( الغامض ) ذهب في ليلة الحادث إلى منزل المدعو ( ع.م.ق ) في قرية خربة الأكراد وحاول الهرب إلى الأراضي اللبنانية لكنهم رفضوا مساعدته وقد ترك في منزلهم بندقية صيد وطلقات..وتبين أن المدعو (س) كان يرتدي بيجامة عليها آثار دماء وعرف أن استبدل ملابسه واتجه صوب مدينة ( حماة ) ومن ثم إلى مدينة حلب حيث وردت معلومة إلى الفرع عن وجوده في منزل بحي (باب النيرب ) حارة ( الدحديلة ) وفي مضافة عائدة لعائلة (جروخ ).
بناء على توجيه السيد قائد الشرطة في محافظة حلب ذهبت دورية بإمرة رئيس فرع الأمن الجنائي ورئيس قسم البحث الجنائي وضابط ورئيس القسم الغربي وبالتعاون مع قسم ( باب النيرب ) بحلب حيث تمكنت الدورية من إلقاء القبض على المتهم (س) ضمن المضافة المذكورة في الساعة السابعة صباحاً أي بعد مضي حوالي /36/ ساعة على جريمة القتل وتم إحضاره إلى فرع الأمن الجنائي بطرطوس وبالتحقيق معه اعترف بإقدامه على قتل المغدور ( ح ) عمداً سارداً القصة بالتفصيل قائلاً:( أوقفت سيارة التاكسي التي كانت تقلني أمام محل المغدور وكان معي بارودة الصيد التي كنت أنوي قتله بها ولكن لوجود محال لاتزال مفتوحة قررت قتله بسكين من محله فهو يبيع الأدوات المنزلية..غطيت وجهي باللثام الأسود..نزلت من السيارة وتوجهت إلى المحل حيث كان المغدور يدخل بضاعته طلبت منه سكيناً حادة بحجة أنني أنوي شراءها فتناولتها وطعنته بوجهه وأزحت اللثام عن وجهي قائلاً: هذا آخر يوم في عمرك طاعناً إياه عدة طعنات في الصدر والخاصرة ولدى محاولة المغدور الهرب باتجاه الباب أوقعته أرضاً وقمت بذبحه ) في هذه الأثناء سقطت الطلقات من جيبه ضمن المحل..ولدى خروجه..لم يجد السائق ( م ) الذي كان ينتظره لكنه كان موجود في الجهة الثانية للاوتستراد..صعد إلى السيارة وكانت يديه وثيابه ملطخة بالدماء وطلب من السائق ( م ) أن ينقله إلى منزل شقيقه (ح) وهناك أخبر شقيقه بما فعل وتم غسل يديه وعاد إلى السيارة حيث طلب من السائق إيصاله إلى مدينة الدريكيش وهناك اتصل بأحد الأشخاص فلم يجده وعاد إلى مدينة طرطوس إلى مكتب التاكسيات حيث طلب (م) من صاحب المكتب المساعدة في إنزال ( س ) من السيارة وكان قد احتسى كمية كبيرة من الخمر وتم إنزاله إلى سيارة أخرى قادها المدعو ( م.خ ) وبناء على طلب القاتل نقله بمرافقة شقيقه ( ي ) وشخص آخر يدعى ( ي.س ) إلى خربة الأكراد كما ذكرنا سابقاً.
كما اعترف القاتل (س) بإقدام أشقائه على تحريضه على القتل انتقاماً لشرف العائلة على خلفية وجود علاقة قديمة بين المغدور وأخت القاتل تعود إلى ثمانينات القرن الماضي..وألقي القبض على أشقاء القاتل (م)و (ح)و (ي)و (ح) وشقيقتهم (ر) التي تمكن فرع الأمن الجنائي من العثور على (8) رسائل مرسلة من هاتفها إلى هاتف المغدور في يوم الجريمة نفسه وكذلك عدة اتصالات..كما ألقي القبض على السائقٍ ( م.خ ) وحجزت سيارته وكذلك السائق ( م.ع) وحجزت سيارته وتم العثور بداخلها على آثار دماء..وبالتحقيق معهم اعترفوا بما نسب إليهم وبالتوسع في التحقيق مع القاتل اعترف بإقدامه على إطلاق النار بتاريخ 5/2/2008 على العاملين في كازية المرفأ بطرطوس حيث أطلق (8) رصاصات من بندقيته المذكورة لوجود خلاف مع العاملين في هذه الكازية وكان برفقته ( م.م ) الذي ألقي القبض عليه واعترف بما نسب إليه.. وتمت مصادرة بارودة الصيد والطلقات والآثار الجرمية..وقدّم الجميع إلى القضاء كي ينالوا جزاءهم العادل.
محمد حسين
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد