بوش في نهاية جولته: مصر حجر الزاوية لسياستنا الخارجية

17-01-2008

بوش في نهاية جولته: مصر حجر الزاوية لسياستنا الخارجية

غادر الرئيس الأميركي جورج بوش، أمس، المنطقة عائداً إلى واشنطن، فيما كانت مصر المحطة الأخيرة من جولته، حيث أمضى فيها نحو ثلاث ساعات، ما عكس أجواء التوتر الأخير في العلاقات بين البلدين، رغم تأكيده أنّ القاهمبارك مستقبلاً بوش في شرم الشيخ أمسرة ما زالت تشكل «حجر الزاوية» في سياسة واشنطن الخارجية.
وأعرب بوش، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس المصري حسني مبارك في شرم الشيخ، عن تفاؤله حيال إمكانية التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين، والسبب في ذلك هو اعتقاده أنّ «القيادة في إسرائيل والقيادة الفلسطينية ملتزمتان بحل الدولتين المنفصلتين، كما أن دول المنطقة تريد المساعدة في ذلك».
وفي الوقت الذي شهد فيه الشارع المصري تحركات احتجاجية ضد زيارته، أعاد بوش التذكير بالصداقة «الطويلة» و»المتينة» و»العميقة» التي تربط بين الولايات المتحدة ومصر، مضيفاً أنّه «من المهم لشعب مصر أن يفهم أن أمتنا تحترمه، وتحترم تاريخه وتقاليده وثقافته»، وأنّ مصر تشكل «حجر الزاوية لسياستنا في الشرق الأوسط، والتي تقوم على التعهد المشترك بالسلام والأمن والتقدم».
وحثّ بوش الحكومة المصرية على السماح بمزيد من الحرية، مشيراً إلى أنّ «التقدم باتجاه انفتاح سياسي أكبر يقوده المصريون أنفسهم. يقوده صحافيون رواد ومدونون أو قضاة مصممون على الاستقلال». وأضاف «أنتم (المصريين) قطعتم خطوات نحو الإصلاح الديموقراطي، وأملي أن تبني الحكومة المصرية على هذه الخطوات المهمة وأن تعطي شعب هذه الأمة العزيزة دورا أكبر في تحديد مستقبلكم».
من جهته، أوضح مبارك أنّ محادثاته مع بوش تناولت نتائج جولته في المنطقة إضافة إلى «الوضع الإقليمي الراهن والجهود المشتركة من أجل قضية السلام والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط»، معرباً عن أمله في التوصل إلى اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين قبل انتهاء ولاية الرئيس الأميركي.
وقال مبارك إنّ «القضية الفلسطينية هي جوهر الصراع في منطقة الشرق الأوسط»، مشدداً على أنّ حلها يشكل «المدخل الصحيح لاحتواء ما تموج به المنطقة من أزمات ونزاعات وبؤر توتر، والسبيل الأمثل لمواجهة ما تشهده منطقتنا والعالم من تصاعد أعمال العنف والتطرف والإرهاب».
وأشار مبارك إلى أنّه أوضح لبوش «الأهمية الاستراتيجية التي نوليها في مصر لأمن الخليج ودوله وشعوبه الشقيقة باعتباره جزءا لا يتجزأ من أمن مصر القومي وأمن الشرق الأوسط والعالم».
إلى ذلك، قلل وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط من عدم استغراق زيارة بوش إلى شرم الشيخ أكثر من ثلاث ساعات مقارنة بزياراته الخليجية، موضحاً، في مقابلة مع قناة «العربية» أنّ «هناك دولا زارها الرئيس بوش في هذه الجولة لم يكن زارها من قبل، أما مصر فهي دولة سبق له أن زارها، وأن يختتم بها جولته يعني أن النقاش عندما يدور فإنه يكون حول كل نتائج الجولة، فليس هناك مشاكل إطلاقا، وحتى الجولات السابقة للرؤساء الأميركيين كانت لا تستغرق سوى عدة ساعات».
وأضاف أبو الغيط أن بوش جاء إلى المنطقة بسبب تعثر عملية السلام رغم اجتماع أنابوليس، مضيفا أن ذلك يشير إلى اهتمامه بترجمة المفاوضات والدفع بها.
وحول استباق بوش المفاوضات بتصريحاته عن قضية اللاجئين، قال أبو الغيط إنّ هذه المسألة سيتم حلها عن طريق المفاوضات طبقا للقانون الدولي والشرعية الدولية المتمثلة في قرار الجمعية العامة للعام ,1949 وقرار مجلس الأمن رقم 194 والمبادرة العربية، مضيفا أن «الحق الطبيعي لشخص طرد من بلده أنه يخير بين العودة والتعويض، ولكن لا نستطيع أن نحكم على هذه القضية قبل المفاوضات».
من جهتها، أوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو أنّ «زيارة الرئيس استغرقت ثمانية أيام... والرئيس مبارك يتفهم أنّ الرئيس بحاجة للعودة إلى البلاد، فهو أمضى وقتاً طويلاً في الخارج».
وكان بوش غادر السعودية صباح أمس، بعد زيارة استغرقت أكثر من يومين. وفي هذا الإطار، قالت بيرينو إنّ بوش يأمل في أن تشجع محادثاته مع الملك السعودي عبد الله منظمة الدول المصدر للنفط «أوبك» زيادة الإنتاج للحد من ارتفاع الأسعار، مشيرة إلى ان الملك السعودي أبلغه انه «يدرك أن ارتفاع سعر النفط يكون له أثر سلبي على الاقتصاد في مختلف أنحاء العالم، وعندما لا تنـــمو الاقتصاديات بالسرعة التي كانت عليــها فإن اقتصــاديات أخرى ستتأثر سلبــا».


المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...