مياه ريف دمشق أزمة مستمرة وحلول مؤجلة

تعتبر مسألة تأمين مياه الشرب من أهم المشاكل التي يعاني منها مواطنو محافظة ريف دمشق والمسؤولون على حد سواء وإذا عدنا إلى الوراء وراجعنا تصريحات هؤلاء نلاحظ أنهم يعزون هذه المسألة إلى وجود تقصير في إدارة الموارد المائية ومن جهة أخرى الشبكات المائية وهذا ما أكده مراراً السيد محافظ ريف دمشق خلال عدة لقاءات صحفية. 
 ومع مرور الأيام مازالت هذه المشكلة في تفاقم وخاصة أنها لم تعد مقتصرة على ما ذكرناه من عوامل وثمة معطيات جديدة دخلت على الخط لتجعل معاناة سكان الضواحي السكنية في ريف دمشق أشد وأصعب وهنا نتساءل ما الجديد؟ يتمثل جديد هذه الأزمة بالشكاوى التي تقدم بها عدد كبير من سكان ريف دمشق والتي تشير إلى أن بعض ضعاف النفوس مازالوا يستغلون هذه الأزمة لجني الأموال على حساب سلامة وصحة السكان مستفيدين من التطنيش المستمر للجهات المعنية التي لم يكفها تقصيرها في تأمين هذه المادة الأساسية والضرورية والتي تعتبر بحق مصدر الحياة فما التفاصيل؟
تشير الشكاوى بأن مجموعة من التجار استغلوا عدم وجود مياه صالحة للشرب في الضواحي السكنية المتوضعة على أطراف مدينة دمشق ليقوموا بعرض مياه على أساس أنها مياه عذبة «فيجة» صالحة للشرب في الوقت الذي أثبتت فيه التحاليل المخبرية بأنها مياه عادية غير صالحة للشرب والمفارقة هنا بأنها تباع بأسعار مقاربة للمياه المعبأة آلياً وهنا بيت القصيد..
فالسكان باتوا يدفعون ثمن مياه موجودة أصلاً في بيوتهم وهي غير صالحة للشرب وهم على قناعة بأنهم قد اكتشفوا منفذاً جديداً من خلال تأمين مياه الشرب بأسعار تقل بشيء بسيط عن أسعار المياه المعبأة وهم لا يعرفون بأنهم قد وقعوا ضحية الغبن الذي أوقع بهم من قبل بعض التجار الجشعين وضعاف النفوس الذين استغلوا عدم وجود أي نوع من أنواع الرقابة من قبل الجهات المعنية.
وهنا دعونا نتساءل: أين الجهات المعنية مما يجري في ضواحي ريف دمشق؟
تجدر الإشارة إلى أن هذه المهمة تقع على عاتق مجموعة من الجهات والتي تبدأ بمحافظة ريف دمشق والتي يجب عليها نشر دوريات مشتركة مع كوادر وزارة الصحة لتقوم بتحليل هذه المياه ومن ثم مصادرة الصهاريج المستخدمة في هذه العملية الاحتيالية بامتياز، ومن جهة أخرى يجب على محافظة ريف دمشق إيجاد حلول فعالة لتأمين المياه الصالحة للشرب للمواطنين بدلاً من أن يقع هؤلاء ضحية عمليات دنيئة مماثلة لما يجري حالياً.
وأخيراً نتوجه إلى سكان الضواحي في ريف دمشق وندعوهم لتوخي الحذر من خلال شرائهم للمياه معروفة المنشأ حتى لو كانت أسعارها ترتفع عن أسعار مياه الصهاريج غير المعروفة المنشأ ونذكرهم بأن صحتهم على المحك.

- مياه رخلة ودير العشاير إلى صحنايا العام القادم:

منذ مدة وأهالي أشرفية صحنايا والمناطق المجاورة لها يشكون قلة المياه أو انعدامها فقد أكد المواطنون أن المياه تأتي مرة واحدة كل أسبوع بالتناوب بين المناطق ففي منطقة «أشرفية صحنايا» تأتي المياه يوم الجمعة ليلاً حسب برنامج التوزيع الموضوع من قبل وحدة المياه وباقي الأسبوع تبقى مقطوعة وتساءل المواطنون عن سبب تقنين المياه فقد كانت تأتي مرتين قبل 4 أشهر فما السبب؟
أم سامر قالت: «نعاني الأمرّين فنحن نشتري مياه الشرب بـ20 ليرة لكل 20 ليتراً ومياه الاستعمال اليومي الخزان سعة متر مكعب بسعر 125 ل.س وهذا كله لا يكفي فنضطر إلى أن نقتصد باستعمالها. وسأل الشيخ أبو عصام: مددوا القساطل والأنابيب منذ سنتين وحتى الآن لا توجد مياه نحن كمواطنين ما ذنبنا..؟ هذه الحال صعبة، كل شيء يمكن تحمله عدا قلة المياه وما زاد الطين بلة أن موزعي المياه يظنون أنفسهم في مزاد فمن يدفع أكثر يحصل على الماء بسرعة أكبر. وعن أسباب البطء في تنفيذ المشروعات القائمة لحل مشكلة المياه تحدث المهندس وليد الوغا رئيس وحدة مياه أشرفية صحنايا فقال: قمنا باستبدال جزء كبير من قساطل المياه عام 2006 وحالياً نحن بصدد تنفيذ مشروع استبدال كامل لشبكة الأشرفية حيث تعهدت هذا المشروع شركة المشاريع المائية وأخذوا أمر المباشرة وتوريد القساطل والإكسسوارات لكننا لم نبدأ الحفر بعد والمدة الزمنية المحددة لانتهاء هذا المشروع شهر 11/2008 ونأمل أن تحل المشكلة بشكل جذري. ونحن كوحدة مياه نعاني من نقص في كميات المياه وهي أزمة حقيقية ورغم ذلك نظمنا برنامجاً لتوزيع المياه بالصهاريج على المناطق بالتناوب وسعر البرميل 2 ل.س للمشتركين فقط. وبالنسبة للمياه التي نضخها للمنازل هي مياه صالحة للشرب 100% ونقوم بتحليلها بشكل دوري، لكن بعض المواطنين يفضلون شراء مياه الشرب لعدم ثقتهم بذلك، وأضاف المهندس الوغا أن المؤسسة العامة للمياه ستقوم بتنفيذ مشروع جديد لإرواء مناطق صحنايا والأشرفية والمعضمية وداريا والجديدة وسيجر هذا المشروع مياه رخلة ودير العشاير ومن المتوقع أن ينجز هذا المشروع نهاية صيف العام المقبل. وأخيراً نقول: هل يعقل أن يبقى الوضع في هذه المناطق بهذا الشكل مياه ليوم واحد في الأسبوع؟ ونقل المياه بالصهاريج وشراء مياه الشرب وفوق ذلك انتهازية موزعي المياه، معاناة يجب حلها بتنفيذ هذه المشروعات.

900 عداد مياه بانتظار التركيب في ضاحية الأسد

بين المهندس وديع إسماعيل رئيس وحدة مياه ضاحية الأسد وجود 900 طلب عداد مياه تنتظر التركيب منوهاً بوصول 400 عداد سيتم وصلها تباعاً حتى نهاية العام الجاري موضحاً أن هذه الدفعة وصلت بعد مرور فترة طويلة على عدم توافرها في مؤسسة معامل الدفاع حيث يتم تزويد مؤسسة مياه الريف بها تباعاً.
وأشار إلى وجود نحو 6 آلاف عداد موصول حالياً إلى المنازل مؤكداً عدم تركيب أي عداد لأي محضر من المحاضر التي لم يحقق نسبة 60% من السكان ضمن بيوت مكسية. وأضاف: إن وحدة مياه الضاحية قامت بإعداد دراسة للمؤسسة العامة لمياه الريف من أجل إخراج نحو 763 شجرة عداد من داخل الأقبية إلى مداخل البناء.
وأوضح أن المؤسسة بصدد بناء خزان سعة 500م3 في جزيرة B4 تم تسليم مخططاته لمؤسسة تنفيذ الإنشاءات العسكرية على أن يعملوا بدورهم دراسة وتحليلاً سعرياً وإجراء العقد اللازم وخزان آخر بالسعة نفسها في الجزيرة E3-E2-E1 واقتراح بخزان أرضي في منطقة المشروع ضمن خطة 2008 بسعة 5 آلاف متر مكعب والذي يحتاج لموافقة وزارة الإسكان مشيراً إلى وجود خزان أرضي في أعلى نقطة في الضاحية في جزيرة الأمجاد سعة 1500 متر مكعب وخزان آخر عال سعة 100 متر مكعب خاص بالجزيرة ذاتها وآخر يدعى الخزان التجميعي في أرض المشروع سعة 1500 متر مكعب يغذي الضاحية عبر مضخات وبالإسالة وأن المؤسسة بصدد استبدال شبكات المياه في الجزيرة B1-2 وجزيرة C1 وأن هناك دراسة لاستبدالها في خطة 2008 بسبب الاهتراء الذي أصابها نتيجة مرور فترة طويلة على إنشائها.

صالح حميدي-  ألفت أبو لطيف- نورا حربا

المصدر: الوطن السورية