مهرجان طريق الحرير يستقطب 130 إعلامياً من أنحاء العالم
لمهرجان طريق الحرير دلالات هامة تتجاوز في تأثيراتها حدود الزمان والمكان لتشكل أبعاداً انسانية وثقافية واقتصادية مستدامة لتلاقح العديد من الحضارات المختلفة التي امتدت على جسد ثلاث قارات، أغنت الفكر الإنساني وقاربت فيما بينه تأثيراً وتأثراً وتغيراً..
وقبل أن يصبح العالم قرية كونية كانت سورية وبحسب تعبير السيد وزير السياحة ومنذ فجر التاريخ موئلاً لأهم أشكال الحوار العالمي، الأمر الذي أكسب شعبها استمرارية الابداع وتقاليد الضيافة وحرارة المحبة وكرم العيش في انسجام وأمان وسلام..
قبل أمس وفي افتتاح فعاليات مهرجان طريق الحرير التي انطلقت من على مدرج بصرى الشام الأثري وحضرها أكثر من /130/ إعلامياً يمثلون أركان العالم الأربعة الى جانب العديد من البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية.. قدم السيد وزير السياحة النموذج السوري كنموذج مقاوم لنماذج التطرف التي تطبق نظرية صراع الحضارات، طارحاً العديد من التساؤلات وهي في حقيقتها خيارات حوارية بديلة لمنطق الصراع..
هل نستطيع اليوم أن نستعيد تقاليد تلك المثاقفة الحضارية التي كانت سورية موئلها، في وقت تبرز فيه حاجة العالم للحوار بين الحضارات كخيار انساني يناقض بشاعة الخيارات الأخرى المعتمدة على صراع الشعوب وتفتيتها وتحويلها إلى مجتمعات معزولة وهامشية؟
وهل نستطيع من خلال الحوار مع الاعلاميين القادمين الينا بمناسبة المهرجان من مختلف دول العالم، والمنتقلين من خلال فعاليات المهرجان عبر أرجاء الوطن، ابراز الصورة الحضارية الحقيقية لسورية وللمنطقة العربية بما يدفع عن تلك الصورة كل مايستهدفها..؟
وهل نستطيع من خلال السياحة أن نساهم في معالجة الصور والأفكار الخاطئة عن عالمنا العربي والإسلامي؟
وكيف نستفيد من رغبة الغرب المستجدة في فهم حضارتنا المستهدفة، لكي تقدم السياحة كعامل حضاري للتواصل المباشر؟ بما يكفل أن يصبح الاعلاميون والسياح العائدون الى بلادهم، منارات لواقع عرفوه وعاشوه.
وهل يمكن أن تكون المجموعات السياحية بمختلف أطيافها قوافل طريق الحرير المعاصرة، متجاوزة إشكالية الحوار عن بعد، بحيث تكون السياحة السبيل الأهم لتحقيق التواصل بين الشعوب بما يكفل تمازجها وتشاركها في بناء مستقبل عالم متوازن وآمن؟
هذه التساؤلات هي ما تعمل سورية ليس للإجابة عنها بل لتطبيقها على أرض الواقع وعلى حد سواء داخلياً وخارجياً، فقوافل الترويج السياحي التي انطلقت عربياً وعالمياً في نيسان الماضي هدفت الى اعادة احياء الكيفية التي استطاع من خلالها العالم القديم وعبر قوافل التجارة والتجار أن يتجاوز صراعاته من خلال التفاعل الخلاق بين الحضارات والذي كانت سورية، وبحكم موقعها الجغرافي في قلب العالم القديم، مركزه ومحوره منذ أن اتجهت أنظار تجارة العالم إليها لتتلاقى على أرضها وتبادل البضائع والأفكار.
هذه هي الرؤية الجديدة للسياحة السورية: رؤية حققت العديد من النجاحات سواء على صعيد تنامي الاستثمارات السياحية وزيادة عدد السياح.. رؤية تحارب فكرة الصراع القائمة على احتلال العقول تمهيداً لاحتلال الأرض واستباحة الثروات ليكون الاحتلال عبر رسائل المحبة والسلام للسيطرة على القلوب... وهذه هي ماهية الترويج لسورية وسياحتها.
قسيم دحدل
المصدر: البعث
إضافة تعليق جديد