حزب الله:المشاريع الأميركيةفي لبنان تفسرتمسك الوصايةالدوليةبالحكومة

21-10-2007

حزب الله:المشاريع الأميركيةفي لبنان تفسرتمسك الوصايةالدوليةبالحكومة

علّق «حزب الله» على ما تردد من معلومات عن سعي الولايات المتحدة الأميركية إلى إقامة قاعدة عسكريّة لها في لبنان. وأكد في بيان أمس، أن «هذه المساعي تمثل جزءاً من خطة شاملة لربط لبنان بالمشروع الأميركي في المنطقة بصفته أحد نوافذ الشرق الأوسط الجديد تحت شعارات خادعة كالشراكة الإستراتيجية بين البلدين»، مشيراً إلى أن «الزيارات والاهتمام غير المسبوق والمواقف والتصريحات المتتالية لعدد من كبار المسؤولين الأميركيين بدءاً من الرئيس جورج بوش نفسه ليست إلا دليل على النيات المعروفة في هذا المجال».

ورأى الحزب أن «ما كشف عنه الآن وسابقاً لجهة التدخل الأميركي الفظ في لبنان في شتى المجالات، يفسر أسباب تمسك قوى الوصايا الدولية بالحكومة الحالية، على رغم سقوط شرعيتها الدستورية والشعبية وتعطيل أي حل للأزمة السياسية الداخلية بالعديد من الوسائل»، محذراً من أن «هذا المشروع وما فيه من مخاطر يمكن أن يحوِّل البلد إلى عراق آخر بالتواطوء مع الأميركيين تتحمل مسؤوليته الحكومة اللبنانية وقوى 14 شباط مجتمعة، وإن تصريحات النفي والتجهيل الإعلامي ليست كافية بحسب التجربة حتى يصدق اللبنانيون أن حكومتهم لا تدفع بهم إلى هذا المصير».

وأضاف ان «تصريحات مساعد وزير الدفاع الأميركي وما فيها من مضامين والتزامات بالأخص حول عقيدة الجيش ورفض اعتبار إسرائيل عدواً، هي أكثر خطورة مما نشر حتى الآن، وتمثل صفعة قوية لتصريحات المسؤولين الحكوميين أو محاولات السفير الأميركي (جيفري فيلتمان) احتواء العاصفة السياسية التي أثارها المشروع»، معرباً عن «اعتزازه بالجيش اللبناني «الذي تجمعنا به وحدة المواطنة والمواجهة مع العدو الصهيوني والحرص على استقلال بلدنا، ونحن على ثقة أن مثل هذه المشاريع لن تزعزع عقيدة الجيش الثابتة والتزامه الدفاع عن شعبه ووطنه».

وأكد الحزب على رفضه «القاطع لمثل هذه المشاريع المشبوهة»، وقال: «نعتقد جازمين بأن الغالبية الساحقة من الشعب اللبناني على اختلاف ميولهم السياسية، يرفضون أي شكل من أشكال الوصاية والهيمنة ويطمحون إلى الاستقلال الحقيقي التام».

وكانت كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية رأت انه «في الوقت الذي تعلن فيه المعارضة ترحيبها بكل مسعى توافقي، وتقدم التنازلات من اجل إنجاح المبادرات الإنقاذية محتفظة بالبدائل التي ستعتمدها في حال تعذر التوافق لا سمح الله، حتى تقطع الطريق على مؤامرة فرض الوصاية الصهيو- أميركية على لبنان يصر بعض رموز الميليشيات في فريق السلطة على مكابرتهم والاستغاثة بالأميركيين من اجل تغطية انقلابهم على الدستور والميثاق الوطني وتمرير الاستحقاق الرئاسي بنصاب غير دستوري, رافضين كل المساعي والمبادرات التي تحفظ وحدة لبنان وتحترم الأصول الدستورية المعتمدة في نظامه السياسي».

وأكدت الكتلة في بيان أصدرته أمس، أنها «تنظر بريبة إلى كل ممارسات فريق السلطة الانقلابي، وتؤكد دعمها وتأييدها مبادرة دولة الرئيس (نبيه) بري ومسعى البطريركية المارونية من اجل التوافق على رئيس الجمهورية المقبل, وترى فيهما فرصة جدية للإنقاذ الوطني إن أراد فريق السلطة التوافق من دون تسويف أو مواربة».

كما اعتبرت أن «ما نشر من معلومات خطيرة حول أمركة لبنان أمنياً وعسكرياً وسياسياً سواء عبر اتفاقات مع الفريق الحاكم أم من دونها والتي أشار إليها ضمناً وكيل وزارة الدفاع الأميركية, ستكون موضع متابعة وتدقيق للتأكد من تفاصيل مضمونها من اجل أن نبني على الشيء مقتضاه المناسب وفي كل الأحوال».

وأشارت إلى أن «التحرك الأميركي المكثف والتدخل في تفاصيل الحياة اللبنانية ودعم فريق في مواجهة مطالب الشعب اللبناني، خطوات بارزة لجعل لبنان تحت الوصاية الأميركية, لكننا سنبقى في الموقع السيادي الاستقلالي لحماية بلدنا من أي وصاية أجنبية وسنعمل لإنجاز كل استحقاقاتنا الداخلية بأداء وطني يفضح ويسقط ما في يد الأدوات التي تتحرك لمصلحة الأجنبي».

ووجهت الكتلة في اختتام بيانها التهاني وتحيات التقدير «بالإنجاز المهم الذي تحقق عبر عملية التبادل الأخيرة»، لافتة إلى أنها «تضع مواقف بعض رموز السلطة من هذا الإنجاز برسم الشعب العربي عموماً والشعب اللبناني على وجه الخصوص, ليدرك الجميع المنحى الخطير الذي وصل إليه هؤلاء ضد لبنان والعرب والمسلمين».

إلى ذلك، أكد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان في خطبة الجمعة، أن «أي قاعدة أميركية في لبنان ستكون عرضة للتدمير». وقال: «لا نقبل بوجود قواعد أميركية ضد أي طرف لبناني، ونقول إن «حزب الله» متصل بحبل من الله ومن الناس، ونحن سنكون داعمين له في كل صغيرة وكبيرة، وما دام هذا الحزب في خط الاعتدال، فلماذا الاعتداء عليه».

وجدّد قبلان دعمه «مبادرة الرئيس نبيه بري ومساعي البطريرك (الماروني نصر الله) صفير»، مطالباً الموارنة بـ «تفويض البطريرك صفير والنواب بتفويض الرئيس بري لإنجاز الاستحقاق من خلال التوافق». وقال: «عندها يقبل الجميع بما يريده البطريرك صفير وتنتهي المشكلة».

وانتقد العلامة السيد محمد حسين فضل الله في خطبة الجمعة، حديث الإدارة الأميركية عن «المسألة اللبنانية بطريقة ملتبسة»، معتبراً أن ذلك «يترافق مع محاولة أطراف أطلسيين استثمار الأزمة اللبنانية لمصلحة الحرب الباردة الجديدة بين روسيا وأميركا». وأوضح «إن القضية ليست: من هو الرئيس المقبل؟ بل: هل هناك نظام متوازن يحقق للمواطن حاجاته، ويضمن له حقوقه، بعيداً من الامتيازات الطائفية»، مباركاً لـ «لمقاومة إنجاز تحرير أسير وبعض جثث الشهداء».

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...