"رفع الدعم" فتح بازار المزايدات الوطنية وكل إناء بما فيه ينضح !!
الجمل ـ جهاد أسعد محمد : نشرت «كلنا شركاء» بتاريخ 30/8/2007 مقالاً للأستاذ جورج كدر بعنوان «رداً على بيان عصام الزعيم وقدري جميل ونبيل مرزوق الذين انتقدوا خطة الدعم ببيان (إيديولوجي) و(مزايدات) ساهموا في وضعها والآن يتنصلو(ن) من المسؤولية»، أكد فيه الكاتب أن «أوساط ذات صلة»، عبرت له عن «(صدمتها واستغرابها) من البيان الذي وقع عليه شخصيات سورية بينهم الدكتور عصام الزعيم وزير التخطيط السابق، والدكتور قدري جميل، والدكتور نبيل مرزوق ضد خطة الحكومة لرفع الدعم»، مضيفاً أن هذه الأوساط ترى أن «البيان لا يوجد فيه مادة علمية وإنما موقف أيديولوجي».. وأن «د. الزعيم ود. قدري ود. مرزوق كانوا مشاركين حقيقيين في الخطة الخمسية العاشرة التي كان إصلاح الدعم هو حجر أساس الخطة وبدونه لا تسير، مستغربة أن تقوم تلك الشخصيات بالتنصل الكامل من المسؤولية».. وتتابع تلك «الأوساط ذات الصلة» ردها بأنه «لا أحد يستطيع أن يزايد على هذه الحكومة ومواقفها الوطنية في الدفاع عن البلد..»، وأن «استخدام تلك الشخصيات كلمات مثل الإمبريالية والصهيونية لا يعدو كونه مزايدات»، لتتساءل في الختام «أليست المواجهة (مع الإمبريالية والصهيونية) التي تم الحديث عنها بحاجة لمستلزمات، فمن أين ستأتي بها الحكومة..»؟؟
المقال لم يحدد من هي هذه «الأوساط ذات الصلة» التي انبرت لترد على نداء الشخصيات بهذه اللهجة المحتضرة، وإن كان تخمينها لا يحتاج إلى الكثير من الفطنة، فـ (اللي فيه شوكة بتنخزو)، كما يقول المثل الشعبي، والنداء، على ما يبدو كان واخزاً لدرجة كبيرة، وكان وقعه قاسياً على خطط وطروحات هذه «الأوساط»، وبالتالي ليس مستغرباً هذا الشكل من الردود، بل على العكس تماماً، فمن المتوقع أن تسعى هذه الأوساط «المنخوزة» في الأيام القادمة إلى سوق المزيد والمزيد من التبريرات والذرائع والتصريحات المغلوطة لتستر الخيبات المتكررة التي أصابتها وستصيبها نتيجة استمرارها المريب بطروحاتها، خصوصاً بعد الصفعة التي تلقتها يوم الجمعة 31/8/2007 عبر تصريح مصدر مسؤول «أن مقترحات إعادة توزيع الدعم التي يجري النقاش حولها في الساحة الإعلامية والشعبية لن تكون موضع التطبيق خلال الأيام أو الأسابيع القادمة»، لأن هذا بالتحديد ما كانت تخشاه هذه «الأوساط» بعد هبة الرأي العام التي أحدثها النداء، ومن قبله بيان اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين الذي كان أول من نبه لخطورة طروحات الفريق الاقتصادي على الأمن الاجتماعي والأمن الوطني..
إن محاولة هذه «الأوساط ذات الصلة» تصوير النداء بأنه غير علمي، وأنه ينطلق من موقف «إيديولوجي» من خلال التذكر ببعض من وقّع عليه من أسماء وشخصيات شيوعية أو ماركسية فقط، هو صيد بالماء العكر، وتعام عن الحقيقة، فالموقعون على النداء يمثلون مجمل الطيف الفكري والسياسي في سورية، فمنهم القومي، ومنهم الإسلامي، ومنهم اليساري، (النداء، مع أسماء الموقعين عليه منشور على موقع قاسيون، والاقتصاديون منهم مشهود لهم بالكفاءة العلمية العالية كما تعترف هذه الأوساط ذاتها في ردها، فلماذا هذا التناقض والعبث بالحقائق؟؟
ثم لماذا اختبأت هذه المصادر خلف ظلها ولم تطلق تصريحاتها بأسمائها وصفاتها الصريحة؟؟ أم أن أولئك مصرون حتى في تعليقاتهم وتصريحاتهم، على انتهاج الأساليب نفسها المبهمة وغير الشفافة التي يتبعونها في سياستهم الاقتصادية وطروحاتهم (الغيورة) على الخزينة وعلى الاقتصاد الوطني؟؟؟
أما فيما يتعلق بما ادعته هذه المصادر من أن تلك الشخصيات «كانوا مشاركين حقيقيين» بإعداد الخطة الخمسية العاشرة، فإن أقل ما يقال في هذا الكلام إنه لا أساس له من الصحة، وإذا كانت هذه المصادر مصرة على ذلك، فلتبرز وثائقها بهذا الخصوص لوسائل الإعلام، ولتذكر لنا اللجان التي شكلتها لإعداد الخطة وأسماء أعضائها. وفي العموم فإن مجمل ما جاء في الخطة الخمسية العاشرة حول مسألة الدعم ورد في الصفحتين 72 – 73 وهو يقول حرفياً ما يلي:
«..وهكذا يمثل الدعم بأشكاله عبئا ثقيلا بالنسبة لموازنة الدولة، ولكن أبعاده الاقتصادية والاجتماعية متعددة ومتشابكة، فلا بد من المزيد من الدراسة والتشاور قبل اتخاذ القرارات الحاسمة والقيام بالإصلاحات في هذا المجال».
فإذا سلمنا بأن الأسماء التي وردت في الرد، ساهمت فعلاً في إعداد الخطة، وهذا غير صحيح على الإطلاق، فأين هي الاقتراحات أو التوصيات في النص السابق، التي استند إليها الفريق الاقتصادي ليقوم بما قام به من طرح لإعادة توزيع الدعم؟؟ ومن حاور أو شاور في هذا الأمر قبل عرض السيناريو الخاص به؟؟
أما ما أورده الرد حول «المزايدات» على «الحكومة ومواقفها الوطنية في الدفاع عن البلد..»، فنقول لهذه «الأوساط ذات الصلة»: كل إناء بما فيه ينضح، و(المكتوب مبيّن من عنوانو)، والحمد لله أنكم لستم في موقع تقرير مستقبل البلاد وسياستها الخارجية ومواقفها الوطنية..
بالاتفاق مع قاسيون
إضافة تعليق جديد