الأسواق السورية: استمرار موجة الغلاء في المواد الاستهلاكية
استمر تأثير موجة الغلاء التي بدأت منذ أسبوعين على الأسواق وعلى جيوب المستهلكين.. فكل المواد التي ارتفعت أسعارها..
إما واصلت صعودها وإما حافظت على ما حققته من ارتفاع فالزيوت النباتية حققت ارتفاعاً جديداً قارب المئة ليرة للصفيحة الواحدة والسمون حافظت على ارتفاعاتها السابقة وكذلك الأمر بالنسبة للحليب والأجبان والألبان فكيلو غرام الحليب يباع بـ 30 ل.س وكيلو الجبن الأبيض وصل إلى 170 ل.س لبعض الأنواع والفروج أيضاً يتم تداوله بالنسبة للمذبوح والممنظف ما بين 130150 ل.س.
والبيض سيشهد ارتفاعات جديدة.. بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف فقد ارتفع سعر طن الصويا الذي يعد المادة الأساسية في أعلاف الدواجن خلال أربعة أشهر ارتفع بمقدار ستة آلاف ليرة سورية.
وقد سجل الأسبوع الماضي سعراً وصل إلى 22 ألف ليرة للطن بينما كان قبل عدة أشهر بـ 16 ألف ليرة.
وقد أكد مربو الدواجن وأصحاب المزارع أن كلفة سعر صحن البيض أضحت بـ 130 ل.س تحت تأثير ارتفاع أسعار الأعلاف فنسبة ارتفاع أسعار الأعلاف وصلت إلى 37.5% والغريب في أمر الأسواق أن من يضع التسعيرة الرسمية إن كان للفروج أو أية مادة أخرى يعتمد في كل حساباته على الطاولة التي يجلس عليها ولا يكلف نفسه البحث في أسباب ارتفاع المواد والسلع.
وهل العوامل ناتجة عن جشع التجار أو تتعلق بمسائل أخرى كالارتفاعات العالمية.. فسابقاً كان يتحجج التجار أن لكل سلعة أساساً دولارياً وأن سعر صرف الدولار مرتفع لكن اللافت أن قيمة الدولار تتهاوى باستمرار...
السيارات الحديثة والقديمة هي المادة الوحيدة التي تشهد انخفاضاً مستمراً في أسعارها بسبب فتح الأسواق للمستوردين فالسيارة السياحية التي كان سعرها قبل عامين 1.5 مليون ليرة تباع حالياً بـ 900 ألف ليرة.
ويتوقع أن تشهد أسعار السيارات انخفاضاً أكبر تحت تأثير ما يتم تداوله عن احتمال رفع أسعار البنزين والمازوت كما أن رفع الدعم الحكومي عن العديد من المواد والسلع الأساسية ومجرد الحديث عن ذلك يمكن أن يؤدي إلى موجات غلاء جديدة وإلى خلخلة في الأسعار قد تدفع البعض إلى اللجوء إلى الاحتفاظ بالسلع والمواد لفترة طويلة بانتظار الأسعار الجديدة التي ستنجم عن رفع سعر المحروقات ورفع الدعم.
أما فيما يتعلق بحركة البناء والتشييد للقطاع الخاص ومدى تأثيرها بأسعار الحديد والاسمنت فيمكن القول إن وتائر هذه الحركة أقل من الصيف الماضي وملامح ذلك ظهرت في الأسعار المعقولة لمادة الاسمنت في السوق السوداء إذ لم يتجاوز سعر الطن الـ 8300 ل.س والحديد انخفض إلى 32.250 ألف ليرة للطن.
أما أسعار الخضر والفواكه فتحدد أسعارها تبعاً لكل تجمع سكاني ولحركة العرض والطلب.
فاللاجئون العراقيون الطالبون لنعمة الأمن والأمان في سورية والهاربون من جحيم الاحتلال وكل ويلاته والبالغ عددهم على الأراضي السورية بأكثر من مليوني مواطن عراقي ساهموا في ارتفاع معدلات الطلب على كل شيء.
وكان لوجودهم سبب أساسي في ارتفاع الأسعار وتجلى حتى في الخضر والفواكه لكن أخطر تجلياته كانت في قيمة إيجار المساكن وقيمة المساكن نفسها إذ إن نسبة ارتفاع سعر المنزل أو إيجاره ارتفعت بأكثر من 100% .
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد