مطالبة بيوم مجاني على البحر للأسر المحرومة
على الكثير من الأسر السورية أن لا تحلم بشيء من البحر,سوى برائحته الحدقة,وبأصوات أمواجه إن هاجت قليلا,وبزرقة مائه البادية من بعيد, ولكن يمكنها أن ترى بعض السفن والزوارق التي تجول فيه..! نحن أبناء البحر الذي ولدنا على هدير أمواجه,والذين مثلما نميز الشرق بالشمس,فإننا نميز الغرب بالبحر, والذين لعبنا على شطآنه,وبنينا من رماله تماثيل وحكايات,يضربوننا بحجر كبيرة-ولا سيما في مثل هذه الأيام الحارّة- لأننا جيران البحر,وبالتالي فلا شك بأننا نقضي معه أياما وليالي,نغتسل بمياهه اللذيذة,ونمارس السباحة بأجمل صورها,وفي أي وقت نشاء.
ولكن ..ومع الأسف.. فالأمر ليس كذلك,إذ يأتي الصيف ويروح,ولا نجرؤ على أن يراودنا حلم السباحة.. فأين سنسبح?! لقد ضاقت شطآن البحر أمامنا, ولم يعد بإمكان أي أسرة سورية غير ميسورة أن تفكر حتى بالاقتراب من هذا الجار العزيز.. البحر
لم يعد هناك مكان نسبح فيه.. الأماكن الحلوة تمت مصادرتها كلّها,إذ خصِّصت للشاليهات والمسابح, والفنادق,والنوادي,ولم يعد على الشاطى الرملي موطىء قدم لنا.
من يريد أن يسبح اليوم عليه أن يهيىء الآلاف.. لا بل عشرات آلاف الليرات, حتى يستطيع السباحة في مياه البحر,التي صارت حكرا على الأغنياء.
أصحاب الشاليهات والمسابح والفنادق والنوادي, كل واحد منهم يجلس على كنز,بمنشآته التي على البحر, نحن لا نحسد أحدا منهم,فلكل قسمته,ولكن هذا الذي يكتنز الأموال لقاء حرماننا من حقنا في هذا البحر,وهو ثروة وطنية,وهذا الذي يكتنز الأموال أيضا لقاء استثماره لهذه الثروة الوطنية...من حق الناس عليه, ومن حق الدولة أيضا,أن يفسح المجال لارتياد مسابحه ومنتجعاته مجانا,ولو يوما واحدا في الأسبوع لغير القادرين .. نحن لا نريد منهم شيئا لا طعاما ولا شرابا, فقط نريد أن نسبح في بحرنا الذي سلبوه,نريد لأسرنا أن تستمتع بما أنعم الله على هذه البلاد, ويمكن للدولة أن تنظر بجدية إلى هذا الأمر,ومن حقها أن تلزم أصحاب تلك المنشآت السياحية بأن يخصصوا يوما مجانيا,تبتهج فيه الأسر المحرومة.
علي محمود جديد
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد