كلمة "نكبة" تهيج اليمين الإسرائيلي

24-07-2007

كلمة "نكبة" تهيج اليمين الإسرائيلي

أثار قرار وزيرة التعليم الإسرائيلية يولي تمير(العمل) المصادقة على استخدام مصطلح النكبة ضمن مواد تدريسية للطلاب العرب إلى جانب الرواية الصهيونية التاريخية، ردود فعل غاضبة جدا من قبل أوساط اليمين الذي طالب بإقالة الوزيرة.
 ويتحدث الكتاب الجديد، المعد للعرب فقط، عن نشوب حرب 48 نتيجة قبول القيادة الصهيونية لقرار التقسيم الأممي ورفضه من قبل القيادة العربية. ويلفت إلى أن العرب يسمون تلك الحرب نكبة فيما يعتبرها اليهود حرب استقلال، ويتابع "جراء الحرب اضطر بعض الفلسطينيين لمغادرة منازلهم فيما طرد بعضهم الآخر".
 ودافعت تمير عن قرارها بالإشارة إلى أنه ينم عن رغبتها بتقليص حالة الاغتراب التي يعيشها الطلاب من فلسطينيي 48 (18% من مجمل السكان) في المدارس الرسمية كونها تعتمد حتى الآن الرواية التاريخية الصهيونية كما أكدت للإذاعة العامة اليوم أهمية فتح المجال للتعبير أيضا عن مشاعر المواطنين العرب من أجل التواصل مع الرواية اليهودية والحقائق التاريخية، ومنها تلك المتعلقة برفض العرب قرار التقسيم الأممي.
 واتهم اليمين تمير بخيانة رسالتها والمسّ بيهودية الدولة وأمنها، فيما حذرت وزيرة المعارف السابقة ليمور ليفنات (ليكود) من أن الكتاب الجديد قد يحمل الطلاب العرب على استنتاج أنه ينبغي اعتماد الكفاح المسلح ضد إسرائيل.
 ودعا زعيم ليكود بنيامين نتنياهو ورئيس حزب مفدال زبولون أورليف رئيس الحكومة لإقالة الوزيرة، واتهماها بالمس بقيم الصهيونية ومنح العرب الشرعية لعدم الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية والتماثل مع دعاية حركة حماس.
وقد واجهت وزيرة التعليم عاصفة مماثلة عقب مبادرتها ترسيم الخط الأخضر(حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967) في الخرائط التي يحويها كتاب جغرافيا جديد.
 كما كادت محاولة وزير التعليم الأسبق يوسي سريد إدخال قصيدة للشاعر محمود درويش أن تؤدي لسقوط حكومة إسحق رابين بعدما هدد شركاء بالائتلاف بالانسحاب من الحكومة.
ورحب النائب حنا سويد (الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة) بمبادرة تمير واعتبرها خطوة بالاتجاه الصحيح، فيما رأى بها النائب جمال زحالقة (التجمع الوطني الديموقراطي) عاصفة في فنجان، لافتا إلى أنها خطوة "صغيرة منقوصة ومشوهة".
 ودعا زميله النائب دوف حنين الوزيرة لتعليم الرواية الفلسطينية بالمدارس اليهودية أيضا.وانتقد زحالقة بعض ردود الفعل العربية التي هللت للمبادرة، لافتا إلى أن الرواية المهيمنة على برامج التعليم العربية المفروضة على المدارس العربية تستند إلى "تلفيقات" الصهيونية وتأكيد على روايتها التاريخية "الصهيونية" وليس لنفيها.
 وأكد الباحث التربوي د. خالد أبو عصبة  أن استخدام مصطلح النكبة يبقى خطوة سليمة ولكنها صغيرة جدا، ولفت إلى أن  وزارة التعليم لم تكتف بتغييب الرواية التاريخية الفلسطينية وكافة المضامين التي من شأنها تنمية الهوية الوطنية والقومية بالأدب والتاريخ والجغرافيا، بل عمدت إلى تغيير المسميات وتهويد المكان وتعليم الرواية الصهيونية.
 كما لفت إلى أن مناهج التدريس للعرب مشبعة بمصطلحات عبرية ويهودية تسعى لقطع أي صلة وجدانية بين المتلقي وبين وطنه، لافتا إلى تحوير تسميات المكان. وأضاف "في مناهج التعليم للعرب واليهود تحول جبل الطور على سبيل المثال إلى جبل طابور وجبل فقوعة إلى الجلبوع ونهر العوجا إلى اليركون ويافا إلى يافو وعكا إلى عكو وطبريا إلى طفيريا".
 ولفت أبو عصبة لخطورة تلقين الطلاب العرب واليهود الرواية الصهيونية التقليدية وحرمانهم من رواية شعبهم، لافتا إلى أن ذلك يشكل جريمة تربوية يحظرها القانون.وفي كتابه الأخير "العرب الصالحون" روى الباحث الإسرائيلي هيليل كوهن أن إسرائيل لا تزال تستخدم جهاز التعليم وسيلة ضبط وسيطرة وتطبيع لفلسطينيي48 بعدما اعتبروا "خطرا أمنيا"، وخلق هوية مشوهة لهم -"العربي الإسرائيلي"- من خلال مناهج ومضامين يحددها خبراء يهود شرقييون ومراقبة المخابراتية. 


   وديع عواودة
المصدر: الجزيرة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...