من هي الدولة التالية في خطة إسرائيل؟

27-09-2024

من هي الدولة التالية في خطة إسرائيل؟

بعد استهداف غزة، حان الدور على لبنان. في الوقت الذي أكتب فيه هذه السطور، كانت الغارات الجوية الإسرائيلية قد أسفرت عن مئات القتلى ومثلهم من الجرحى في يوم واحد. يبدو أن هذه ليست سوى البداية. كما رأينا في غزة، ستقوم وسائل الإعلام بتقديم أعداد القتلى في لبنان بشكل يومي، وستتوالى الإدانات الدولية الشكلية، بينما تظل الأمم المتحدة عاجزة بسبب تدخل الولايات المتحدة وبريطانيا. في النهاية، ستُدمر إسرائيل دولة أخرى.

العالم يتابع بصمت، لكن السؤال الأكبر يجب أن يُطرح على دول الشرق الأوسط: من سيكون الضحية التالية؟ نفس السيناريو يتكرر، ويؤدي إلى نفس المجازر.

ما يحدث الآن يتجاوز المنطق والقانون الدولي. تم تخطي جميع الخطوط الحمراء، وتدمير كل المبادئ الإنسانية. إسرائيل قامت بقلب النظام العالمي رأسًا على عقب. من يعتقد أن إسرائيل ستتوقف بعد احتلال غزة وارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين لم يفهم بعد عمق المخطط.

آلة القتل المدعومة من الولايات المتحدة وبريطانيا حولت غزة إلى أطلال، والآن توجهت نحو لبنان. مثلما حدث في غزة، تم الإعلان عن عمليات إخلاء في شمال لبنان، وهرب الناس من منازلهم بينما القنابل الأميركية الصنع تنهال على أراضيهم. في يوم واحد فقط، سقط مئات القتلى، معظمهم مدنيون.

ستتحول الأرقام مجددًا إلى مجرد إحصائيات، ولن يتم تسليط الضوء على قصص الأفراد، ولا على معاناة الجرحى أو أحلام الأطفال التي تحطمت. بينما أكتب هذه الكلمات، كان عدد القتلى في غزة ليوم واحد 50 شخصًا، لكن بسبب “قلة العدد”، لم تُغطَ القصة إعلاميًا. السيناريو الذي تم تطبيقه في غزة سيُعاد في لبنان، والمصير سيكون واحدًا: المجازر.

الصمت جريمة

من صمت على إبادة غزة سيتفهم قريبًا حجم خطئه القاتل. من برر صمته بسبب ارتباط حماس بالإخوان المسلمين أو تصنيفها كمنظمة “إرهابية” من قبل الولايات المتحدة، بدأ الآن نفس الصمت تجاه لبنان.

المبررات هذه المرة تتعلق بحزب الله، لكونه شيعيًا ومقرّبًا من إيران، أو لأنه مصنف كـ”إرهابي” أميركيًا. ولكن كما لم تفرق القنابل الأميركية في غزة بين حماس وفتح، فهي لن تميز في لبنان بين الطوائف المختلفة، وستقتل كل من يعترض طريقها.

في القدس، لم يكن هناك تمييز بين المسلمين والمسيحيين، وفي لبنان سيكون الحال ذاته. البلاد ستتحول إلى أطلال وسط صمت الدول الإسلامية، تمامًا كما حدث في غزة. عشرات الآلاف قد يموتون في صمت.

من التالي؟

هل تساءل المتابعون بصمت أي دولة ستكون الهدف التالي؟ بعد أن تنهي القوات الإسرائيلية عملياتها في لبنان، أي دولة ستكون في دائرة الخطر؟ البعض يخشى طرح هذا السؤال: متى يأتي دورنا؟.

في الواقع، ليس من الصعب معرفة الإجابة. الدولة التي تقع على “الأرض الموعودة” وفقًا لمخططات إسرائيل الكبرى هي الهدف القادم. خريطة “دولة إسرائيل الكبرى” تتضمن أراضي هذه الدول، وتظهر على زي الجنود الإسرائيليين.

نحن على وشك أن نفقد عقولنا من صمت الأنظمة العربية. كيف لا يدركون أن الدور سيصل إليهم يومًا ما؟ لماذا لا يتساءلون هذا السؤال بينما يشاهدون لبنان يحترق؟ الأمر لا يتعلق بالإمكانات، بل بالوقت فقط. لا أحد يطالبكم بشن حرب، لكن أظهروا بعض الشجاعة على الأقل، وابدأوا بفرض عقوبات اقتصادية.

الجزيرة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...