لماذا تصعد قسد عسكريا بريف حلب؟
في الآونة الأخيرة، شهدت مناطق ريف حلب الشمالي تصعيداً عسكرياً متزايداً بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والجيش الوطني السوري. تمثلت هذه التوترات في اشتباكات ومواجهات عنيفة، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.
تأتي هذه العمليات في وقت حساس، حيث تتزايد التكهنات حول إمكانية التقارب بين تركيا والسلطات السورية، مما قد يؤدي إلى تغيير كبير في المشهد السياسي والعسكري في المنطقة.
قسد، التي ترى نفسها الخاسر الأكبر من هذا التقارب المحتمل، شنت سلسلة من الهجمات على نقاط الجيش الوطني السوري في ريف حلب الشمالي، في خطوة تهدف إلى توجيه رسالة صريحة رداً على التحركات الدبلوماسية التي تشير إلى احتمال تقارب بين تركيا ودمشق.
هذا التقارب قد يغير معادلة القوة على الأرض، مما يثير قلق قسد التي تعتبر أي تحالف بين أنقرة ودمشق تهديداً مباشراً لمصالحها.
التصعيد العسكري التركي ضد حزب العمال الكردستاني (PKK) في العراق يضيف بُعداً آخر للتوترات الحالية. فالعمليات التركية في العراق تهدف إلى القضاء على معاقل PKK، الذي تعتبره أنقرة تنظيماً إرهابياً.
هذا التصعيد يثير تساؤلات حول مدى تأثيره على الأوضاع في سوريا، خاصة أن تركيا تعتبر قسد امتداداً لحزب العمال الكردستاني.
يرى المحللون أن الشمال السوري بات ساحة لتبادل الرسائل، حيث تتداخل فيه مصالح عدة أطراف إقليمية ودولية.
تشير التحليلات إلى أن العمليات العسكرية بين قسد والجيش الوطني السوري، والتقارب المحتمل بين تركيا وسوريا، والتصعيد التركي ضد حزب العمال الكردستاني، جميعها عوامل تسهم في تعقيد المشهد وزيادة التوترات في المنطقة، مما يجعل التنبؤ بمصير المنطقة ومستقبل الفاعلين المحليين أمراً بالغ الصعوبة.
قال الكاتب والباحث السياسي، علي تمي، إنّ “قسد هي أكثر جهة تخشى من أي تقارب بين دمشق وأنقرة، وهي تدرك تماماً أنها ستدفع الفاتورة بمفردها.
لهذا السبب اتخذت جملة من الإجراءات الاحترازية، أولها الإفراج عن عناصر وقيادات تنظيم الدولة في محاولة لخلط الأوراق في ريف حلب ودفع المنطقة نحو التصعيد، وكذلك التحضير لمعركة قد تحصل في دير الزور مع الجيش السوري وحلفائه”.
وأضاف تمي أن “التدخل العسكري التركي في إقليم كردستان العراق والعمل على قطع شريان الحياة لقسد مع السليمانية، جعل من تحركات قسد من البوابة الشرقية هشة، وبالتالي يبدو أن هذا الأمر أزعج طهران.
بناءً على ذلك، يُتوقع تحريك هذه الجبهات لأنها بالأساس تحت الإشراف العسكري الإيراني المباشر في ريف حلب”.
يتوقع أن تتجه المنطقة نحو تصعيد غير مسبوق قبيل الانتخابات الأميركية يرى الباحث أن ما يحدث في ريف حلب مرتبط بشكل مباشر بالتطورات في إقليم كردستان العراق.
من الواضح أن طهران أيضاً منزعجة من قطع هذا الشريان أمام تحركاتها في شمال العراق، وهذه المنطقة تشكل صلة الوصل بين قنديل ومناطق سيطرة قسد في سوريا.
بحسب الباحث، من الطبيعي أن تتخوف قسد على مصيرها أكثر من أي وقت مضى، لأنها أفسحت المجال أمام الجهات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية لتثبيت نقاط لها على ضفاف نهر الفرات، فضلاً عن انتشار القوات الخاصة البريطانية والأميركية والفرنسية في هذه المنطقة.
هذا الأمر يزعج أنقرة ودمشق، وبطبيعة الحال موسكو التي تتخوف على مصير قواعدها داخل سوريا، خاصة أن الإسرائيليين منخرطون في دعم الأوكرانيين بكل أنواع الأسلحة بالتالي، يمكن اعتبار منطقة شرقي الفرات ساحة لتصفية الحسابات بين هذه الدول ولها ارتدادات تصل إلى العراق.
وكالات
إضافة تعليق جديد