الصناعيون السوريون يبتعدون عن التسويق خوفًا من الضرائب
في ظل الكساد الاقتصادي الكبير الذي يعاني منه القطاع الصناعي في سوريا، يتجنب الصناعيون بشكل قاطع التوجه نحو التسويق والترويج لمنتجاتهم، وذلك خوفًا من الضرائب و الجمارك والمشكلات المالية الناتجة عن الشهرة.
خلال المعرض الصناعي الذي أقيم في العاصمة السورية دمشق بداية الشهر الجاري أوضح صناعي عتيق من ريف دمشق، متخصص في تجهيزات الآلات الدوائية من الستانلس ستيل، إضافة إلى مجموعة متنوعة من الصناعات المبدعة والأشغال الفنية، أن لديهم إنتاجاً كبيراً لكن يعانون من تصريفه بسبب قلة الطلب، مشيرًا إلى أن الترويج و الإعلان للمنتجات قد يجلب لهم متاعب مالية إضافية لا يستطيعون تحملها في الوقت الحالي.
وأفاد الصناعي المتخصص في تجهيزات الفولاذ بأنه لم يغادر سوريا رغم العروض المغرية التي قدمت له في الخارج. ولا يزال يواصل عمله في ريف دمشق، على الرغم من الخسائر الكبيرة التي تكبدها.
وأكد استمراره في العمل وتوريث المهنة لأولاده، حيث يقوم بتلبية احتياجات المشافي والمعامل من التجهيزات الطبية والكيميائية. وحول عدم استخدام الإعلانات للترويج عن بضاعته وبيعها، خاصة الأعمال الفنية التي توضع في المنازل، أشار الصناعي لبزنس2بزنس إلى أن السبب يعود إلى الخوف من المالية والضرائب والتموين. وقال: "دعنا نعمل من دون أضواء، فهذا أفضل وأريح من دفع الضرائب".
وأضاف أنه على الرغم من ارتباطه بهيئة الضرائب والرسوم، فإنه يخشى من الإعلانات، على الرغم من حاجته الماسة لها لتصريف المنتجات المتكدسة في المستودعات.
وأوضح الصناعي أن صناعة الفولاذ في سوريا كانت مزدهرة قبل الأزمة، أما اليوم فقد هجر العديد من الصناعيين المهنة، ولم يبقَ إلا قلة قليلة. وشدد على ضرورة منح تسهيلات للصناعيين لضمان استمرارية المهنة، مؤكدًا أن أهم مطلب لهم هو توفير التيار الكهربائي من الشبكة العامة، نظرًا لأن هذه الصناعة تحتاج إلى كهرباء ثلاثية الطور (ثري فاز).
الأمر الغريب هو أن تسمع عن معاناة الصناعيين من الكساد الكبير وتكديس المنتجات في مستودعاتهم، وعدم قدرتهم على تصريفها بسبب الخوف من المالية والتموين، رغم أنهم يعملون وفق القانون. فهل وصل صوت هذا الصناعي، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه خوفًا من العواقب، وأمثاله كثيرون؟ وهل هذا الخوف يخدم الصناعة والتجارة والانفتاح القادم إلى البلد؟!
بزنس 2 بزنس
إضافة تعليق جديد