الحرب الشاملة تدقّ أبواب المنطقة.. من يستطيع وقفها؟

06-04-2024

الحرب الشاملة تدقّ أبواب المنطقة.. من يستطيع وقفها؟

يُشكك الكثيرون في ما إذا كان الرد الإيراني، وبشكل أوسع رد محور المقاومة، سيحدث قبل نشر هذا المقال أم لا.

يُعرف الآن للجميع في العالم مدى الأهمية المرتبطة بتلك الردود، وتوقع الكثيرون حدوثها، خاصة بعد العدوان الغادر على القنصلية الإيرانية في دمشق. هذا العدوان، بغض النظر عن القادة الذين سقطوا فيه، يُعتبر تجاوزًا للعديد من الخطوط الحمراء التي اتفقت عليها الأطراف في المنطقة.

هذه الخطوط تهدف دائمًا إلى الحفاظ على استقرار المنطقة وتجنب انفجار كبير يمكن أن يؤثر على جغرافيا واسعة في الإقليم، مما قد يؤدي إلى تداعيات غير متوقعة وغير مرغوب فيها لمعظم الأطراف المعنية.

العدوان الإسرائيلي على دمشق يثير الاستغراب من حيث التوقيت والحجم. يجد العدو نفسه في مواجهة مقاومة متميزة في قطاع غزة، حيث تُسبب الجماعات المقاومة خسائر فادحة للجنود الإسرائيليين رغم الفارق الهائل في الإمكانيات.

إضافة إلى ذلك، تواجه إسرائيل مقاومة قوية في جنوب لبنان، حيث يعد حزب الله تحديًا حقيقيًا لقواتها. يعتقد العدو أن الوضع في دمشق قد يشتد، لذا قد يكون الهجوم جزءًا من استراتيجية لتحويل الانتباه عن معاركها في مناطق أخرى وفقاً لموقع الميادين نت.

التحديات التي تواجه إسرائيل ليست فقط على الصعيد العسكري، بل أيضًا على الصعيدين السياسي والاقتصادي. يواجه الكيان الصهيوني صعوبات داخلية تتعلق بالاقتصاد والانقسام السياسي.

يبحث العدو عن فرصة للتغيير في المشهد الإقليمي، وربما تكون هجماته في دمشق جزءًا من هذا السياق.

إضافة إلى ذلك، قد تكون الهجمات على دمشق محاولة لجذب الولايات المتحدة إلى مواجهة أوسع مع إيران.

تبدو إسرائيل مصممة على تقويض دور إيران في المنطقة وتحقيق مكاسب سياسية من هذا التوتر المتصاعد.

يبدو أن هناك اتجاهًا واضحًا لحسم مسألة الرد من قِبَل إيران، وهو ما تبدو عليه التصريحات الرسمية من قادة الجمهورية الإيرانية، حيث يُعلنون بوضوح أنهم لن يسمحوا لإسرائيل بتجاوز الخطوط الحمراء التي حُددت مسبقًا، ولن يسمحوا أيضًا بكسر التوازنات الحساسة في المنطقة. يُتوقع أن يكون الرد بمستوى مناسب للحادث، دون ترك فرصة للعدو للانفلات من عواقب أفعاله.

بغض النظر عن حجم الرد أو مكان تنفيذه، يعتقد المتخصصون أن الرد سيكون متناسبًا مع الإساءة، وسيكون مؤثرًا للغاية. يُتوقع أن يكون هناك تأثيرات واسعة النطاق لهذا الرد، ويُتوقع أن تكون هناك ردود فعل إسرائيلية قوية بعد ذلك.

من المهم النظر في كيفية الحد من التصعيد المستقبلي في المنطقة، أو على الأقل تقليل تأثيراته وتداعياته المحتملة. من الواضح أن الرد الإيراني المتوقع يمكن أن يثير تفاعلات متنوعة، وربما يشمل استهداف العمق الإسرائيلي بوسائل متعددة، مما قد يؤدي إلى تصعيد المواجهة.

واحدة من أهم العوامل في الحد من التصعيد هي نوعية الرد الإيراني. إيران لديها سياسة واضحة في التعامل مع هذا النوع من الأحداث، ويُعتقد أنها لن تتخلى عن هذه السياسة بسهولة.

لدى إيران العديد من الخيارات للرد على الاعتداءات، وقد اعتمدت في السابق على سياسة الصبر الاستراتيجي. على الرغم من أن هذه السياسة قد تُعرض للانتقاد في بعض الأحيان، إلا أنها تعكس استراتيجية طويلة الأمد لحماية مصالحها.

من المهم أيضًا أن تأخذ إيران في الاعتبار التداعيات المحتملة لأي رد فعل، وأن تتجنب التصعيد الذي قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة.

ومن المحتمل أن تكون الولايات المتحدة لها دور حاسم في تحديد مسار التطورات في المنطقة. توجد مخاوف من مواجهة كبيرة في الشرق الأوسط، وهو ما قد يؤثر على مصالح العديد من الدول.

إضافة إلى ذلك، قد تقوم بعض الدول بجهود للتخفيف من حدة الرد الإيراني المتوقع، وذلك لتجنب تصعيد المواجهة إلى مستويات غير مسبوقة.

على الرغم من التحديات التي قد تعترض، يبقى هدفنا الرئيسي هو تفادي انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية. إذا وقعت مثل هذه الحرب، فسيكون لها تأثيرات وخيمة لا يمكن إنكارها، وقد يكون الضرر أكبر بكثير من السماح للعدو بالابتعاد دون عقاب ملائم.

من الضروري أن يدرك العدو أن أي عدوان يجب أن يواجه عواقبه بشكل مباشر وفوري، دون أي استثناء.

هناك مخاوف من تصاعد التوترات بسبب سياسات “إسرائيل” العدوانية وانتهاكاتها المستمرة للقوانين الدولية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان.

يجب أن يواجه هذا العدو برد مناسب يردعه عن مواصلة انتهاكاته وجرائمه ضد الإنسانية.

نحن واثقون من حكمة قادة محور المقاومة، ونثق في قدرتهم على اتخاذ الخطوات الصائبة للرد على التحديات بالطريقة المناسبة.

نحن نتطلع بشكل كامل إلى الرد الذي يتوقعه الجميع، والذي ننتظره بفارغ الصبر، على أمل أن يكون درسًا للعدو المجرم، تذكره الأجيال القادمة بفظائعه، تمامًا كما حدث في ملحمة “طوفان الأقصى” التاريخية في أكتوبر الماضي.

 

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...