أردوغان: أكثر من هزيمة وأقل من انقلاب!

03-04-2024

أردوغان: أكثر من هزيمة وأقل من انقلاب!

ثلث أصوات الشعب التركي ليست نسبة كافية لإعطاء شرعية للحكم الإردوغاني. حصل حزب “الشعب الجمهوري” العلماني المعارض على الثلث الثاني من الأصوات بنسبة 37.7 في المئة، في حين حصلت كل الأحزاب الأخرى على الثلث الأخير (26%). لم تكن النتيجة التي حصل عليها حزب “العدالة والتنمية” الحاكم ورئيسه إردوغان كما هو متوقع.

بعد صدور النتائج، صرح إردوغان، الشخص الأكثر قوة في تركيا، أن النتيجة “لم تكن كما كنا نأمل”، مؤكداً “احترام قرار الأمة” في الانتخابات، التي تشكل “نقطة تحول في بلادنا”.

نتائج الانتخابات تؤكد على نقطة تحول، حيث تراجع رصيد الحزب الحاكم لصالح الأحزاب العلمانية والقومية والحركات الشبابية المهتمة بالبيئة وحقوق المرأة والمثلية الجنسية وأفكار أخرى “الحديثة” في تركيا هذه الأيام. تعرض حزب إردوغان لهزيمة في العاصمة أنقرة وفي المدينة الكبرى إسطنبول، بالإضافة إلى مدن أخرى.

فازت الأحزاب العلمانية في هذه البلديات، مما يعتبر رسالة تنديد بأداء الحكومة والحزب الحاكم، ويمثل صفعة لإردوغان بعد عقدين ونصف من الحكم شبه الأحادي في تركيا.

أكرم إمام أوغلو، المعارض البارز، قد يكون مرشحًا لرئاسة الجمهورية التركية في عام 2028، وربما يصل إلى “المجمع الرئاسي” في أنقرة. لن يكون إمام أوغلو استثناءً، بل سيسير على خطى خصمه إردوغان، الذي بدأ حياته السياسية برئاسة بلدية إسطنبول قبل أن يتقدم إلى السدة الرئاسية.

نتائج الانتخابات تظهر ثلاثة أعطاب رئيسية في شعبية إردوغان وحزبه. العُطب الأول يتمثل في تراجع شعبية الحزب وإردوغان بين الشباب التركي غير المحافظين، خاصة في المدن والولايات الغربية.

العُطب الثاني يتمثل في عدم قدرة الحزب الحاكم على إقناع الكبار بضرورة البقاء على مساره وفقاً لموقع 180 بوست.

العُطب الثالث يتمثل في الوضع الاقتصادي الصعب الذي تواجهه تركيا حاليًا، مما دفع بجزء كبير من الناخبين إلى التصويت بشكل عقابي. تلك الانتخابات قد تكون محطة هامة في تاريخ إردوغان، وقد تشكل تحديا كبيرا لقوته السياسية المطلقة في تركيا.


 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...