الغارديان: لم تعد واشنطن القوة الأكبر في الشرق الأوسط !
بحسب ما نشرته صحيفة “The Guardian” البريطانية، تظهر حقيقة اضطرار الولايات المتحدة، بدعم من بريطانيا، إلى استخدام القوة ردًا على هجمات الحوثيين التي تعترض التجارة البحرية في البحر الأحمر وتكبد المملكة العربية السعودية أثقالًا غير مرغوب فيها، يشير التقرير إلى أن المشهد في الشرق الأوسط تغير بشكل ملحوظ، حيث لم تعد القوى التقليدية مثل الولايات المتحدة ومصر والسعودية وإسرائيل هي المهيمنة، بل أصبح لإيران دور رئيسي في المنطقة.
التقرير يرى أن الأزمة في غزة والصراع مع الحوثيين في اليمن ليست فقط قضايا محلية، بل تتداخل في سياق إقليمي أوسع، إيران، من خلال دعمها للمجموعات المتمردة وتعزيز نفوذها في المنطقة، تتمكن من تعزيز مكانتها وتحقيق أهدافها الإقليمية، السياسة الخارجية الأمريكية، بشكل خاص تجاه إسرائيل، تؤدي إلى تحفيز خطاب المقاومة في المنطقة، مما يعزز مكانة إيران كقوة إقليمية.
الصحيفة ترى أن إيران لديها أهداف رئيسية في سياستها الخارجية، بما في ذلك طرد الولايات المتحدة من المنطقة والحفاظ على التفوق الإقليمي، إضافة إلى تعزيز التحالفات مع الصين وروسيا، تصاعدت تحالفات إيران مع الصين وروسيا، وأصبحت الصين وروسيا شريكين استراتيجيين لإيران، وهذا أثر بشكل كبير على الوضع الإقليمي والعالمي.
إن إيران، بذكاء تكتيكي، تعمل على تعزيز العلاقات مع دول خليجية، حتى مع السعودية، في إطار استراتيجيتها لتعزيز نفوذها، على الرغم من التقارب في العلاقات، فإن هناك توترًا بين إيران والسعودية، الصحيفة تشير إلى أن مثل هذه الاتفاقيات تجسد تحولًا في العلاقات الإقليمية، وتعكس الدور البارز الذي تلعبه إيران حاليًا في تحديد المشهد الإقليمي.
وبفضل دعم صيني، انضمت إيران إلى مجموعة البريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون، ومن خلال تحالفها مع بكين لتفادي العقوبات، تقوم إيران ببيع ملايين البراميل من النفط الخام بأسعار مخفضة للصين شهريًا، يتم نقلها عبر “الأسطول المظلم”، بعد سنوات من الركود والاضطرابات السياسية والاجتماعية العنيفة، بدأ اقتصاد إيران في التعافي، في فبراير، أعلن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن الصين تدعم جهودها ضد “الأحادية والبلطجة” الأمريكية.
فيما يتعلق بالعلاقات مع روسيا، تركز على الجوانب العسكرية، حيث تزوّد إيران روسيا بطائرات مسيرة مسلحة لمواجهة الأوكرانيين، وتشير المخابرات الأمريكية إلى أن مجموعة فاغنر الروسية قد تقوم بتزويد حزب الله بنظام دفاع جوي، من جهة أخرى، ستحصل إيران على طائرات حربية روسية من طراز SU-35 وطائرات هليكوبتر هجومية، وهو ناتج عن “شراكة دفاعية غير مسبوقة”، الصادرات الروسية إلى إيران تزدهر، وتعهدت موسكو بتمويل تطوير حقول الغاز الطبيعي الإيرانية.
تقدم إيران تقنين تخصيب اليورانيوم المرتبط بالأسلحة النووية بسرعة، وهو هدف يُعزى إلى إلغاء ترامب لاتفاق مكافحة انتشار الأسلحة النووية عام 2015، وفي هذا السياق، فشل بايدن في إحياء الاتفاق، ولم تعد روسيا والصين على صف واحد، قد يكون الأمر الأسوأ لإسرائيل هو القنبلة النووية الإيرانية، وهي أقرب من أي وقت مضى.
بعد محاولات دامت 45 عامًا، أصبحت إيران أخيرًا عنصرًا رئيسيًا في المنطقة، فالعقوبات والنبذ والتهديد الذي واجهتها لم يكن كافيًا للتغلب عليها، تواجه الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل خصمًا هائلاً، وهو جزء من تحالف عالمي يدعمه قوى اقتصادية، لذا، يلزمنا نهج دبلوماسي جديد إذا أردنا تجنب تصاعد الصراع في المنطقة.
إضافة تعليق جديد