كيف تهدد أزمة البحر الأحمر الانتخابات الأمريكية والبريطانية؟
نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية تقريرًا يتحدث عن التأثيرات المحتملة لأزمة البحر الأحمر وتأثيراتها الاقتصادية على الانتخابات في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
وفي تقريرها، أشارت الصحيفة إلى التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط، وارتفاع أسعار النفط، والتأخير الطويل في الشحن الدولي كأحدث التطورات الرئيسية، كانت آفاق الاقتصاد العالمي تبدو مشرقة قبل ذلك، ولكن مع التدخل العسكري في البحر الأحمر وتعطيل التجارة العالمية، تغيرت الرؤية تمامًا.
زعماء العالم يجتمعون في اجتماع دافوس السنوي في سويسرا هذا الأسبوع، وتتجلى المخاوف في توقف التضخم الهبوطي الذي كان سائدًا في السنة الماضية بسبب التوترات الجيوسياسية، الصراع المستمر في المنطقة، إضافة إلى تصاعد خطر نشوب حرب باردة جديدة، يزيد من التوترات، خاصةً في ظل استجابة الصين لانتخاب رئيس تايوان الجديد المؤيد للسيادة.
مع تدهور الوضع في الشرق الأوسط، ارتفعت أسعار النفط وتكاليف الشحن على نحو ملحوظ، هجمات الحوثيين على الشحن في البحر الأحمر، جنبًا إلى جنب مع الضربات الجوية البريطانية والأمريكية ضد المتمردين، زادت من المخاطر، مع استمرار التدخل العسكري الأمريكي تحت عنوان “عملية حارس الازدهار”، تظهر المخاوف من تأثير هذه الأحداث على الاقتصاد العالمي.
يذكر التقرير أن ممر البحر الأحمر هو شريان حيوي لاقتصادات أوروبا وأمريكا الشمالية، حيث تعبر حوالي 12% من التجارة العالمية و30% من حركة الحاويات عبر قناة السويس، وتأتي معظم الشحنات من آسيا إلى موانئ شمال أوروبا، مع ملاحة يومية تصل إلى حوالي 50 سفينة، حاملة بضائع تقدر قيمتها بمليارات الدولارات أسبوعيًا.
تم تحويل خطوط الشحن الرئيسية لتجنب منطقة رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا بسبب هجمات الحوثيين، مما أدى إلى إضافة حوالي 3000-3500 ميلا بحريًا إلى الرحلات بين أوروبا وآسيا.
أشارت الصحيفة إلى أن تحويل 90% من الشحنات في أول أسبوع من يناير أدى إلى ارتفاع حاد في أسعار الحاويات على طريق شنغهاي-روتردام، وكان ذلك وفقًا لبنك “إي إن خي”، وتحذر الشركات الأوروبية من نفاد المخزون وزيادة الأسعار، مع إشارة إلى شركات مثل “إيكيا” و”تيسكو” و”ألدي”.
تتناول الصحيفة أيضًا تأثير نقص المكونات على إنتاج شركتي “تيسلا” و”فولفو”، مع استمرار انخفاض أحجام الشحن البحري بسبب الجفاف في قناة بنما، وفي ظل هذه التحديات، يظل الخبراء الاقتصاديون متفائلين بشكل طفيف، مع توقعات بتباطؤ نمو الاقتصاد العالمي وزيادة الأسعار.
تشير الأرقام إلى أن سنة 2023 كانت في طريقها لتكون سنة أخرى استثنائية للواردات الصينية إلى بريطانيا، وبينما يتحدث العديد عن انفصال سلاسل التوريد العالمية، تظل بريطانيا تعتمد بشكل كبير على الواردات من آسيا.
في ظل ارتفاع أسعار الطاقة العالمية، يثير اعتماد المملكة المتحدة على واردات الوقود الأحفوري من الشرق الأوسط قلقًا خاصًا، خاصة بعد الجهود لتنويع مصادر الغاز بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
بهذا، تظل قناة السويس، التي افتُتِحَت في عام 1869، محطًا للتجارة الدولية والمصالح البريطانية، وتشير الصحيفة إلى أهمية القناة منذ تلك الفترة، حيث كانت نقطة اختناق بين القرن الأفريقي وشبه الجزيرة العربية.
وفي ختام التقرير، تعبر الصحيفة عن حذرها من استمرار التحديات الجيوسياسية وتأثيرها على الاقتصاد العالمي، مع التذكير بما حدث بعد إغلاق قناة السويس قبل سنتين، معبرة عن التفاؤل بتحسن الأوضاع بالرغم من الظروف الراهنة.
إضافة تعليق جديد