نقاش حول الورشات النقاشية
زياد غصن:
من المؤشرات الإيجابية القليلة التي شهدها العام الماضي الورش النقاشية، التي شهدتها كليات الاقتصاد في جامعات دمشق، حلب، وتشرين.
وأياً كانت الملاحظات التي صاحبت عملية تنظيم هذه الورش ومخرجاتها، إلا أنها تبقى بادرة هامة من شأنها أن تفضي إلى توسيع دائرة المشاركة في صناعة القرار الاقتصادي، وإعادة استقطاب النخب العلمية التي فضلت خلال الفترة الماضية الابتعاد نتيجة الاستفراد الحكومي بالقرار الاقتصادي.
لا أخفيكم أن الجلسات التي عقدت خلال الأسابيع الماضية كانت بحاجة إلى بعض الجرأة في تقييم الوضع الاقتصادي السوري سابقاً وحالياً، لاسيما لجهة السياسات والأخطاء والتناقضات التي مر بها الاقتصاد عبر مسيرته، والسيناريوهات التي كانت متاحة أو الأفضل.
لكن مع ذلك فإن ما قدم من محاضرات ومداخلات يمثل قيمة مضافة، ويمكن البناء عليه في المرحلة القادمة من حيث تطوير هذه الورش لتكون أكثر فعالية وجرأة، ولنشر ثقافة الحوار والنقاش حول القضايا المرتبطة بالشأن العام، سواء أعجب ذلك الحكومة أو لم يعجبها.
على ذكر الحكومة، فإن إحدى الملاحظات التي سجلت على تلك الورش أن بعضها لم يشهد أي حضور حكومي لمتابعة ما يجري، ومناقشة ما يطرح، والرد على ما يثار من انتقادات واتهامات. وهو أمر خفض كثيراً من سقف التوقعات حيال مدى فاعلية هذه الورش بنظر البعض.
إنما ما المفاجئ في ذلك؟
فالحكومة الحالية تعتبر نفسها لا تخطئ، ولا تحتاج إلى النصح، ولا يهمها ما يقال عن سياساتها وقراراتها وإجراءاتها... هي فقط تفعل ما تريد.
دمتم بخير
شام إف إم
إضافة تعليق جديد