السوريون يراوغون شركات الإتصالات بسب الرفع المتواصل لأسعار ها
بتجه الكثير من السوريين إلى محال الموبايلات لتعبئة الرصيد وانتظار ساعات المساء من يوم الثلاثاء، كي يردوا الصفعة لشركتي الاتصال “سيرتل و أم تي إن”، بحسب اعتقادهم.
وكانت الحكومة رفعت -مجدداً- أسعار خدمات الاتصال الخلوية والثابتة وشبكة الإنترنت، بذريعة تأمين النفقات المتزايدة على شركات الاتصال في ظل الارتفاع الكبير لأسعار مشتقات النفط وتدنّي سعر الصرف.
وأعلنت الهيئة الناظمة للاتصالات والبريد موافقتها على تعديل أسعار الخدمات الأساسية المقدمة من الشركات العاملة في مجال الاتصالات، على أن تطبق الأسعار الجديدة اعتباراً من بداية تشرين الثاني الحالي.
وجاء تعديل أسعار الخدمات وفق التالي: 25- 30 في المئة زيادة على التعرفة الأساسية لخدمات الاتصالات الخلوية و30 في المئة زيادة على خدمات الاتصالات الثابتة والإنترنت.
“علّملي وعلّملك”
قال مازن (طالب جامعي) لتلفزيون الخبر: “سنعود على ما يبدو إلى أيام التعليمة، عندما كانت وسيلة الإتفاق على صيغة معينة، أو ما يمكن اعتباره شيفرة بين الأصدقاء والعائلة، رنة واحدة نعم، رنتان لا، ثلاث رنات افتحوا الباب وهكذا”.
وأضاف الشاب القاطن في حي الزهراء: “الدقيقة الواحدة بقيمة 47 ليرة، وهذا يعني أن أقل باقة شهرية سنقوم بتفعيلها لن تقل عن 50 ألف ليرة، بما يعادل ربع راتب الموظف، فما بالك بالشباب الذين يدرسون ويعملون باليومية أو بأجور قليلة”.
شباب بشوارب فعّلو “صبايا”
احتار الكثيرون أي الباقات ستكون أكثرها توفيراً للمال، مع خيارات محدودة توفرها شركتي الاتصالات، وتلزم المشتركين بتفعيلها بشكل غير مباشر، كون الباقة ستكون أحلى “المرّين” مقارنة مع تكلفة صرف المكالمات والانترنت على شكل ليرات.
وقال علي (35 عاماً) الذي يعمل تاجراً للألبسة إن: “غلاء أسعار الباقات دفعني لتفعيل باقة صبايا كونها الأكثر توفيراً على خطي في الوقت الراهن، مع عدم إمكانية شراء خط جديد لأن شريحتي هذه رافقتني منذ 10 سنوات ولا أرغب في تبديلها”.
رب ضارة نافعة.. محال الموبايلات “مروقين”
“سيدي الشعب تعوّد”، لا يبدو رواد صاحب محل موبايلات في حمص، قلقاً بالشكل ذاته لدى المواطنين، فالطلب قد ازداد مسبقاً منذ القرارات السابقة للحكومة المتعلقة بهذا الموضوع.
وتابع رواد: “كانت 100 ألف ليرة تكفيني لتحويل الرصيد أسبوعاً في أيام ما قبل الحرب، أما الآن وقبل سريان القرار الجديد لا تكفي المليون ليرة نتيجة ارتفاع أسعار الباقات سواء للمكالمات أو الإنترنت أضعافاً عما سبق، وشخصياً لن اتأثر بل سيرتفع مدخولي مع بيع زبائن أكثر وبأرقام ليرات أعلى”.
مهمة كالطعام والشراب
أكدت فاتنة (صيدلانية) أن: “الإنترنت والمكالمات باتت بأهمية الطعام بالنسبة للسكان، فهي عصب الحياة ومن أساسيات أي مهنة أو عمل مهما كان، ولا مهرب من شراء الوحدات مهما حاول المواطن الالتفاف عليها”.
وتابعت فاتنة: “لم نعد نشعر بالصدمة من قرارات الرفع في أي من المنتجات أو الخدمات، وبات كل شيء مرتفعاً مع مستوى التضخم الكبير، حتى باتت 1000 ليرة لا تشتري بسكوتة ولا تقضي أي أمر”.ّ
“تحسين جودة الخدمة”.. شاهد ما شافش حاجة
حددت شركتا “سيريتل – mtn” سعر الدقيقة الخليوية للخطوط المسبقة الدفع بـ47 ليرة سورية وللخطوط لاحقة الدفع بـ45 ليرة. كما حددت سعر الميغابايت خارج الباقات بـ27 ليرة.
وتذرعت شركتا الاتصالات كما هي العادة، بأهمية رفع الأجور لضمان استمرار العمل وتحسين جودة الخدمة، في حين لا تهدأ شكاوى المواطنين على وسائل التواصل الاجتماعي وعبر الوسائل الإعلامية بما فيها تلفزيون الخبر من سوء الخدمات المقدمة وأولها التغطية.
رجاء (ربة منزل) قالت إن: “إنترنت الراوتر متل قلّتو، وهو لا يسمح بتشغيل أي مقطع فيديو مثلاً، في الوقت الذي تختفي فيه التغطية مع غروب الشمس، ويضطر معظمنا إلى زيارة السطح لإجراء المكالمة”.
الجدير بالذكر، ولفت النظر والاستغراب وكل ما يمكن إدراجه ضمن خانة الصدمة، فإن رفع شركتي الإتصالات أجور المكالمات والانترنت مقابل خدمات متواضعة ليس جديداً في سوريا، وكانت سبقتها معظم الدوائر الحكومية وغير الحكومية في ذلك تحت مسميات عدة و”شمّاعات” لا حصر لها.
عمار ابراهيم_ تلفزيون الخبر
إضافة تعليق جديد