الدواء المهرب قاتل جديد في الصيدليات السورية

05-08-2023

الدواء المهرب قاتل جديد في الصيدليات السورية

لا تزال الأدوية المهربة تحصد الأرواح بصمت في سوريا ، وعلى الرغم من نفي معظم أصحاب الصيدليات، تعاملهم بالأدوية المهرَّبة، لكنهم يلمحون إلى إمكانية تورّط بعض مستثمري الصيدليات في شباكها طمعاً في الأرباح الكبيرة، على اعتبار أن الدواء المهرَّب تُنزع عنه لاصقة المنتج المحلّي، وتُستبدل بها أخرى تُفيد بأنه منتج أجنبي، من أجل إغراء الزبائن باستغلال ضعف ثقتهم بالأول ، وفقاً لما نقلته صحيفة الأخبار اللبنانية.

وحسب الصحفة فبفارق أقلّ من شهرين، فقدنا نوار وكرم، اللذين لم يتجاوزا عقدهما الثاني، بسبب تناول متمّم غذائي مزوّر من نوع معروف، اشتراه نوار عن طريق الأونلاين على أنه أصلي، لكنه كان قاتلاً». بهذه الكلمات، يروي عمّ الشابّين الشقيقَين، مأمون زيدان، وهو من مدينة اللاذقية، لـ«الأخبار»، كيف وقع قريباه ضحية الأدوية المهرّبة، مضيفاً أن العلبة القاتلة كادت تُنهي أيضاً حياة صديق لهما اقتسمها معهما، لكن تمكّنْا من إنقاذ حياته بعد إخباره بنتائج التحاليل التي أجريناها.

وعلى الرغم من أن الحكومة لا تزال توفّر أدوية السرطان مثلاً، والتي قد يبلغ سعر بعضها 1500 دولار، مجّاناً، إلّا أن تأخّر وصولها في الوقت المناسب من جرّاء العقوبات المفروضة على البلد تدفع البعض إلى استحصالها من طرق أخرى، وهو ما يستغلّه المهرّبون جيداً ، لكن «المصيبة» وفق الصحيفة أن هؤلاء يعمدون إلى توفير الدواء كيفما كان، عبر نقله مثلاً في صندوق سيارة كغيره من السلع من دون حفظه بالطرق اللازمة، فضلاً عن أنهم يعمدون أحياناً إلى شراء أدوية منتهية الصلاحية بأسعار رمزية وبيعها بأرقام فلكية على أساس أنها منتجات أصلية، والأمر ذاته ينطبق على الدواء المباع عبر «الأونلاين».

ويبقى تفضيل المواطن الدواء الأجنبي والمهرَّب ليس وليد الحرب؛ فمنذ الثمانينيات، انتشرت هذه الظاهرة نتيجة عدم توافر منتج محلّي. لكن بعد ترخيص معامل الأدوية في عهد الرئيس الراحل، حافظ الأسد، بدأ الدواء المحلي يثبت فاعليته إلى درجة تصديره إلى 40 دولة، بحسب ما يقوله شاهين الحجي، وهو مدير العلاقات العامة في أحد معامل الأدوية المعروفة، رافضاً فكرة أن انتشار «المهرَّبات» سببه انخفاض فاعلية الدواء السوري، ومعتبراً أن المشكلة تكمن في «عقدة الأجنبي».

ويلفت الحجي إلى أن «هناك رقابة مشدّدة على الدواء السوري، فإذا أثبت أنه غير مطابق للمواصفات السورية بعد سحب عينات عشوائية من الصيدليات والمستودعات وإخضاعها للتحليل، يُسحب المنتج من السوق وقد يشمَّع خط الإنتاج. كما لا يُطرح أيّ منتج دوائي من دون موافقة وزارة الصحة بعد التأكد من فاعلية الدواء».

وفي الاتجاه نفسه، يعتقد عضو «غرفة صناعة حلب»، وصاحب أحد معامل الأدوية المعروفة، والذي فضّل عدم ذكره اسمه، أن «الدواء السوري لا يقلّ كفاءة عن الأجنبي الذي يفضّله البعض بما فيه المهرَّب، بسبب حالة نفسية معيّنة يعزّزها بعض الأطباء والصيادلة لمصالح معيّنة».

وعن إمكانية أن يكون لارتفاع أسعار الأدوية المحلّية دور في اتّجاه المواطنين إلى مصادر أخرى، يدافع المتحدثان بأن «معامل الأدوية أُجبرت على رفع أسعارها تحت ضغط ارتفاع تكاليف الإنتاج، ووزارة الصحة قبلت بذلك تجنّباً لانقطاع الأدوية المنقذة للحياة»، مستدركَين بأن «الدواء المحلّي لا يزال، مع ذلك، يعاني من موت سريري بسبب سعره المنخفض». وينصح الحجي من يفضّل الدواء الأجنبي بـ«شراء المستورد كونه مراقَباً».


الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...