الطلاق الغيابي ظاهرة جديدة في سورية
الطّلاق الغيابي هو الذي يقع أثناء غياب الزوجة، كأن يكون الزوج في بلدٍ والزوجة في بلدٍ آخر، أو حتى في البلد نفسه، ويوكل أحداً بمتابعة إجراءات الطّلاق بعد تلفّظه بلفظ الطّلاق مع النية الخالصة والعزم على ذلك، لكن يبقى تثبيت الطّلاق من خلال معرفة اللفظ الذي وقع به، والحالة التي كان بها الزوج.
المحامي بسام قشمر رئيس فرع نقابة المحامين (القنيطرة) أوضح أن هناك دعوى طلاق لعلة الغياب ترفعها الزوجة في حال الغياب الطويل للزوج عن زوجته، أما في حالة غياب الزوج والحكم عليه بمدة طويلة من العقوبة فلها أن تقيم دعوى تفريق للشقاق والضرر .
الطلاق الغيابي بالمعنى القانوني هو غير موجود فلا بد من تبليغ الزوجة عندما يقيم الزوج معاملة طلاق إداري وهنا تبلغ الزوجة أصولاً وتتم دعوتها عن طريق أحد مراكز الإصلاح الأسري بغية إصلاح ذات البين بين الزوجين ومحاولة المصالحة، وفي حال تغيبت الزوجة ولم تحضر خلال شهر من تبليغها أصولاً عندها يقع الطلاق الإداري وليس الغيابي .
حقوق الزوجة
وفيما إذا كانت للزوجة حقوق بعد وقوع الطلاق الغيابي أوضح المحامي قشمر أن للزوجة الحق بالمطالبة بكل حقوقها الزوجية بعد وقوع الطلاق من مهر ونفقة طلاق تعسفي عند إصرار الزوج على إتمام معاملة الطلاق من دون وقوع الصلح، ولها أن تطالب بنفقة الأطفال، وكذلك إذا أصاب الزوجة فقر وفاقة وبؤس شديد وليس لها مورد رزق أو عمل يكون مقدار الطلاق التعسفي نفقة ثلاث سنوات حسب يسار الزوج ومصادر دخله، فإما أن تكون نفقة كفاية أو يسار في حال كان الزوج ذا ملاءة مالية، وفي حال امتناع الزوج عن دفع نفقة العدة يتم حبسه “إكراهاً” عن طريق دائرة التنفيذ المدني لإلزامه بالدفع، فالأصل في الطلاق أنه حق للزوج، وبالنسبة للمرأة فلها حق التفريق أو إنها تملك حق تطليق نفسها عندما تكون عصمة الطلاق بيدها كشرط من شروط العقد تطلبه الزوجة عند تنظيم عقد الزواج في المحكمة الشرعية .
ازدياد حالات الطلاق
وعن عدد حالات الطلاق بيّن المحامي قشمر أنها ازدادت نتيجة الحرب لأسباب عدة من الزوجين كأن يسافر الزوج وتطول مدة غيابه وتتشتت الأسرة ويصيبها الفقر والبؤس وخاصة إذا لم يستطع الزوج لمّ شمل أسرته، كذلك ازدادت حالات الطلاق نتيجة الوضع الاقتصادي المتردي والصعب بسبب الحرب والحصار الاقتصادي والغلاء المعيشي، ما أدى إلى تفاقم كبير في المشكلات الأسرية وضيق العيش بدل الرغد والعيش الكريم اللذين كنا ننعم بهما قبل الحرب والمؤامرة والخريف العربي الذي أراد منه الغرب تمزيق الأوطان .
نتمنى أن تعود الحياة كما كانت قبل الحرب وأفضل مما كانت عليه ويعود الأمن والاستقرار إلى سورية ويعود كل مغترب إلى أهله وكل ضال إلى حضن الوطن، فتشتت العائلة أمر في غاية الخطورة لما يحمله في طياته من تشتت الأبناء وتشردهم والوقوع ضحايا رفاق السوء والسرقة والإجرام.
تشرين
إضافة تعليق جديد