رسالة من كاهن سوري إلى البابا فرنسيس: “موقفك مروّع” !

وجّه كاهن كنيسة “سيدة دمشق”، الأب إلياس زحلاوي رسالةً للبابا فرنسيس، عبّر فيها عن خيبته المريرة من موقف الفاتيكان الأخير، حيال الزلزال المروّع الذي ضرب سوريا.

وكتب الأب زحلاوي عبر صفحته الشخصية على فيسبوك: “اسمح لي، مرة أخرى، أنا الكاهن العربي السوري الكاثوليكي، أن أتوجّه إليك بهذه الكلمة. وقد تكون كلمتي الأخيرة لك، لأنّ مَن كان في 91 مثلي، يتوقّع أن “يغيب” بين لحظة وأخرى.. مع أنّ الظروف، الأكثر من فظيعة، التي فُرِضت على معظم مَن تبقّى من سكان سوريا، بفعل الحرب الجهنّمية، والظالمة بالمطلق، التي شُنّت على وطني، منذ أكثر من 12 سنة، لم تكفّ لحظةً عن حثّي على الكتابة لك”.

وأضاف “إلّا أنّ جمودك، وقد باتَ غير مفهوم بالمطلق، بوصفك ممثّلاً ليسوع المسيح على الأرض، لا سيما بعد الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا، ليلة 6/2/2023، وكذلك أيضاً، صمت جميع الكنائس الغربية، قد رسّخا لدي، على نحو قاطع، اليقين بأنه ليس ثمة أي أمل في تحرير الكنيسة كلّها، من الهيمنة التامّة، كما يبدو، التي تمارسها عليها قوى الموت، وأعني بها الولايات المتحدة الأمريكية، وأجراؤها الكثيرون، في أوروبا والعالمين العربي والإسلامي، وفي إسرائيل!”.

وأردف “يا لها من نهاية بائسة، أفضت إليها المسيحية، في هذه الأزمنة الكارثية والمفصليّة!.. في الختام، دعني أصارحك، ودائماً بوصفي كاهناً كاثوليكيّاً، بما دفعني اليوم للكتابة لك، ولكن دون أن أعلّل نفسي بأيّ أمل!”.

وتابع “مساء 3/6/2023، أُتيح لي أن أتابع على قناة “الميادين” اللبنانية، برنامجاً مدهشاً، بعنوان: “رجلٌ في وجه إمبراطورية!”.. كانت الحلقة تدور حول النضال الذي خاضه ويخوضه منذ سنوات طويلة، وبثمن باهظ جداً، الصحفي الأسترالي، “جوليان أسانج”، ضدّ الولايات المتحدة الأمرييكية، وقد باتت آلةً جهنّميّةً في صناعة الكذب والموت، على نطاق العالم كلّه!.. رجلٌ وحيدٌ يواجه الجحيم على الأرض…
فيما الكنيسة الكاثوليكية تبدو بصمتها وجمودها، أشبه بشريك؟.. هل تُراني أفاجئك، إذا صارحتك أنني إزاء إخلاص جوليان هذا، وشجاعته، وإصراره، وصفائه، ونزاهته، شعرتني فخوراً جداً بإنسانيّتي، وحزيناً جداً لهزال كنيستي!”.

وختم حديثه قائلاً “أخيراً، دعني أسألك، وأسأل كلّ مسؤول في الكنيسة، أيّاً كان وأنّى كان، في صدقٍ واتّضاع: ألا يستحق الربّ يسوع، الذي شاء أن يشتري العالم كلّه بدمه الكريم، موقفاً نبيلاً يتناسب، ولو قليلاً، مع تضحيته؟”.