دار الافتاء المصرية تجيز الصلاة باستخدام جهاز إلكتروني
قال مصدر في دار الافتاء المصرية إنها لم تفت بشرعية استخدام جهاز إلكتروني باسم "الرفيق" ليحلّ محلّ الإمام في صلاة الجماعة، وإن ما نشر في بعض الصحف المصرية بخصوص ذلك لم يكن دقيقا. وأشار إلى أن الفتوى اقتصرت على جواز استخدام الجهاز في صلاة الفرد.وتقوم طريقة الاستخدام، التي شرحتها الجهة المصنّعة للجهاز، من خلال الاستعانة بسماعتي إذن، يضعهما المصلي على أذنيه عند بدء الصلاة، وبالضغط على السماعة قبل تكبيرة الاحرام يمكنه اختيار ركعتين او ثلاث أو أربع حسب عدد ركعات صلاة الفرض أو النافلة. ثم يستمع المصلّي لما يلي ذلك، مع التنويه في دليل المستخدم على وجوب تكرار ما يسمعه.
الفتوى تجيز استخدام جهاز "الرفيق" في الصلاة الفردية، لأن المطلوب فيها هو التلاوة لا السماع. لكن الفتوى أشارت إلى الاقتراح على الجهة المصنعة للجهاز بإجراء بعض الأمور التحسينية عليه، منها جعل القراءة بطريقة المصحف المعلّم، بحيث يقرأ الجهاز ثم يترك مساحة زمنية ليقرأ المصلي بعده. كما طلبت استخدام تسجيلات لقرّاء مجيدين من ناحية فن التجويد والتلاوة، وإضافة نص صوتي للتشهد والصلاة على النبي وعلى آله في موضعهما من سياق الصلاة. إلى جانب اتاحة إمكانية اختيار كمّ القرآن المسموع في بداية التشغيل بالصفحات والأرباع أو ما شابه، ليناسب الصلوات التي يرغب المصلي بتطويلها أو تقصيرها. كما حبذت وضع نص دعاء الاستفتاح بعد تكبيرة الاحرام والاذكار والأدعية التي تقال في الركوع والسجود.
وقالت دار الإفتاء إن الباعث لعمل الجهاز، هو أن يسمع المصلي القرآن الكريم من خلاله، كما ورد في سؤال الجهة التي قامت بتصنيعه، خاصة وأن المطلوب في صلاة الفرد هو التلاوة لا السماع، فالسماع يكون في صلاة الجماعة الجهرية، حيث يستمع المأمومون لقراءة الامام، أما المنفرد فيتلو ولا يستمع إلا لنفسه. وعليه فإن طريقة المصحف المعلّم المقترحة هي المحققة لهدف صلاة الفرد المطلوبة.
ويسمع المصلي من الجهاز تكبيرة الاحرام، ثم يسمع منه قول: "الفاتحة"، ليعطي للمصلي بعدها فترة زمنية تمكنه من قراءة سورة الفاتحة بنفسه. بعد ذلك يبدأ الجهاز بقراءة ما تيسر من آيات الله البينات. ثم يستمع المصلي إلى تكبيرة الركوع وبعدها يستمع إلى "سمع الله لمن حمده" للاعتدال قائما. ثم يستمع إلى تكبيرة السجود الأولى، ثم تكبيرة الجلوس بين السجدتين، وتكبيرة السجود الثانية وتكبيرة الرفع قائما لبدء الركعة التالية، وتكبيرة الجلوس لقراءة التشهد. وبعد الانتهاء من عدد الركعات المحددة يتوقف الجهاز عن العمل تلقائيا.
وجاء في الطلب الذي تلقته دار الافتاء بخصوص جهاز "الرفيق" أنه يتيح الفرصة للمصلي للاستماع إلى أكبر عدد من آيات القرأن الكريم خلال الصلوات الخمس يوميا، وبالتالي يمكنه ختم كتاب الله على الأقل مرة كل أربعة شهور، أو أقل حسب ما يتم برمجة الجهاز عليه.
وجاء في نص الفتوى التي صدرت عن دار الإفتاء المصرية ما نصه:
"اطلعنا على الطلب المقدم من محمد شريف دانش المقيد برقم 3011 لسنة 2005 المتضمن: يسرني أن أعرض على فضيلتكم فيما يلي شرح جهاز "الرفيق".
ما دفعني للتفكير في تصميم وانتاج جهاز الرفيق هو رغبتي الشخصية الى الاستماع إلى أكبر قدر من آيات الذكر الحكيم خلال الصلاة بدلا من العدد المحدود من قصار الصور التي حفظتها منذ سنوات، ولم أدرب نفسي على قراءة غيرها، ووجدت أيضا أن العدد الأكبر من المسلمين ومن خلال صلواتهم يكررون بعض آيات يحفظونها ويشعرون بالثقة عند قراءتها، وبالتالي لا يتيحون لأنفسهم فرصة قراءة عدد اكبر من آيات كتاب الله إلا عندما يتفرغون لقراءة القرآن الكريم عندما يتاح لهم ذلك.
طريقة الاستخدام
جهاز "الرفيق" عبارة عن سماعتي إذن يضعهما المصلي على أذنيه عند بدء الصلاة، وبالضغط على السماعة قبل تكبيرة الاحرام يمكنه اختيار ركعتين أو ثلاث أو أربع حسب عدد ركعات صلاة الفرض أو النافلة، ويسمع المصلي ما يلي (مع التنويه في دليل المستخدم على وجوب تكرار ما يسمعه).
1 – تكبيرة الاحرام (الله أكبر) ثم يسمع الجهاز يقول (الفاتحة) ويعطي المصلي بعدها فترة زمينة تمكنه من قراءة القاتحة بنفسه.
2 – بعد انتهاء الفترة المحددة لقراءة الفاتحة يبدأ الجهاز في قراءة ما تيسر من آيات الله البينات.
3 – بعد انتهاء التلاوة يستمع المصلي إلى تكبيرة الركوع.
4 – بعدها يستمع إلى (سمع الله لمن حمده) للاعتدال قائما.
5 – ثم يستمع إلى تكبيرة السجود الأولى، ثم تكبيرة الجلوس بين السجدتين، ثم تكبيرة السجود الثانية، ثم تكبيرة الرفع قائما لبدء الركعة التالية، أو تكبيرة الجلوس لقراءة التشهد.
6 – وبعد الانتهاء من عدد الركعات المحددة يتوقف الجهاز عن العمل تلقائيا.
مزايا الجهاز
1 – اتاحة الفرصة للمصلي للاستماع إلى أكبر عدد من آيات القرآن الكريم خلال الصلوات الخمس يوميا، ويالتالي يمكنه ختم كتاب الله على الأقل مرة كل أربعة أشهر أو أقل حسب ما يتم برمجة الجهاز عليه.
2 – تقليل فرص السهو في الصلاة إلى أقل حد ممكن خاصة بالنسبة لكبار السن، لأن كل تكبيرة تكون بصوت محدد يتعود عليه المستخدم بعد أيام قليلة.
3 – الجهاز سيتيح لمسلمي العالم وخاصة الموجودين في بلاد لا تتكلم اللغة العربية التعود على النطق الصحيح والقراءة الصحيحة والتعليم والتدريب على القراءة المستمرة المتكررة للقرآن الكريم، وبالتالي حفظ ما تيسر إن أمكن.
4 – يساعد المسلمين على نطق القرآن الكريم بصورة سليمة في الصلوات الخمس اليومية وأيضا في صلاة النوافل وقيام الليل.
ملاحظات مهمة
1– نود أن نؤكد على أن الجهاز ليس بديلا للامام بأي حال من الأحوال، بل هو مصمم لمن يصلي بمفرده، كما أنه ليس بديلا بأي صورة من الصور عن صلاة الجماعة.
2 – سوف ننوه للمصلي في دليل المستخدم على وجوب قراءة الفاتحة ووجوب قراءة التشهد بنفسه، واتباع كافة الخطوات الشرعية في الصلاة.
وأخيرا بناء على الشرح السابق التمس من فضيلتكم ابداء الرأي الشرعي في جهاز "الرفيق".
الجواب
الجهاز بحسب ما قرأنا عنه في الطلب ومزاولتنا استخدامه – حيث أرفق السائل نموذجا منه – جائز استعماله من الناحية الشرعية في الجملة، وإن كنا نقترح أمورا تحسينية وهي:
- جعل القراءة بطريقة المصحف المعلم، حيث يقرأ القارئ (الجهاز) ثم يترك مساحة زمنية ليقرأ المصلي بعده.
- استخدام تسجيلات لقراء مجيدين من ناحية التجويد والتلاوة.
- إضافة نص صوتي للتشهد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى الآل في موضعهما من سياق الصلاة.
- وضع إمكانية اختيار كم القرآن المسموع في بداية التشغيل بالصفحات والأرباع أو ما شابه، ليناسب الصلوات التي يحب المصلي تطويلها أو تقصيرها.
- حبذنا لو جعلنا بعد تكبيرة الاحرام نص دعاء الاستفتاح، وفي الركوع والسجود أذكار كل وأدعيتهما.
- وهناك ملاحظة أخيرة على الباحث لعمل الجهاز، وهو سماع المصلي للقرآن الكريم بهذا الجهاز – كما ورد في السؤال – فالحقيقة أن المطلوب في صلاة الفرد هو التلاوة لا السماع، فالسماع يكون في صلاة الجماعة الجهرية، حيث يستمع المأمومون لقراءة الإمام، أما المنفرد فأنه يتلو ولا يستمع إلا لنفسه، وعليه فإن طريقة المصحف المعلم المقترحة هي المحققة لهدف صلاة الفرد المطلوبة للسائل..
والله سبحانه وتعالى أعلم.
أمانة الفتوى
محمد سالم عباس، محمد شلبي، عماد الدين أحمد عفت
المصدر: العربية نت
إضافة تعليق جديد